اتفاق هدنة في قطاع غزة بعد 15 شهرًا من الحرب

بعد أكثر من 15 شهراً من الصراع الدامي في قطاع غزة، وافقت حركة حماس وإسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار، وفقاً لمصادر مطلعة على سير المفاوضات في الدوحة.
يأتي هذا الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة أسفرت أيضاً عن صفقة لتبادل الأسرى، لتشهد المنطقة بصيص أمل نحو تهدئة غير مسبوقة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة آلاف الأشخاص.
أكدت المصادر أن الوساطة، التي قادتها قطر بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر، نجحت في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، حيث تم الاتفاق على جميع النقاط العالقة، بما في ذلك جداول الانسحابات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل غزة. ومن المتوقع الإعلان رسمياً عن الاتفاق بعد توقيعه من قبل الطرفين، ليبدأ التنفيذ الفوري.
يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، على أن يتم ذلك على مراحل. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن نحو ألف معتقل فلسطيني، بينهم نساء وأطفال.
تأتي هذه الخطوة في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما ستتناول المرحلة الثانية ملفات أكثر تعقيدًا تشمل الإفراج عن الجنود الأسرى والجثث.
في الوقت نفسه، يتوقع أن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بمنطقة عازلة بعمق 800 متر داخل قطاع غزة، تمتد من رفح جنوبًا إلى بيت حانون شمالاً، لضمان تنفيذ بنود الاتفاق. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن انسحاب القوات الكامل لن يحدث قبل استعادة جميع الرهائن، سواء كانوا أحياء أو أموات.
وعلى صعيد آخر، ألقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن كلمة في واشنطن، اقترح فيها إرسال قوة أمنية دولية إلى قطاع غزة ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة، كجزء من خطة شاملة لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت قيادة سلطة فلسطينية إصلاحية.
وأكد بلينكن أهمية الالتزام بحل الدولتين كمسار لا بديل عنه لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشدداً على ضرورة تحديد جدول زمني واضح لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
في السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، خلال اجتماع “التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين” في أوسلو، إلى مواصلة الضغط الدولي على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها تجاه قيام الدولة الفلسطينية.
وأكد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، في تصريح له خلال الاجتماع، أن العالم بحاجة إلى المضي قدماً نحو بناء الدولة الفلسطينية كجزء أساسي من تحقيق حل الدولتين.
مع بدء العد التنازلي لتنفيذ بنود الاتفاق، لا تزال التحديات كبيرة، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني في المنطقة. لكن هذا الاتفاق يمثل خطوة أولى نحو تخفيف معاناة سكان غزة وفتح الباب أمام جهود دبلوماسية أوسع لتحقيق سلام دائم.