تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. 3 مراحل تنتهي بوقف الحرب

يترقب العالم إعلان التوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، والذي يعتبر الثاني فقط منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وسيوفر أول مهلة من الحرب لسكان غزة منذ أكثر من عام.
وقال الجانبان إنهما في المراحل النهائية من المحادثات غير المباشرة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائليين الموجودين في قطاع غزة والسجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
ومع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية وتداول تسريبات وتصريحات بشأن تفاصيل الصفقة المرتقبة، كشفت مصادر عديدة أهم بنود الاتفاق المحتمل وخطوات تنفيذه ومصير الحرب في غزة، وفقا لما جاء في المسودات المتداولة والتي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية ودولية.
إجراءات مبدئية
وفقًا لموقع “الجزيرة نت” فإنه بعد الاتفاق على المسودة النهائية للصفقة، سيُعرض الاتفاق على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) وعلى الحكومة الموسعة أيضًا للمصادقة عليه، دون استبعاد عرضه أيضا على البرلمان (الكنيست).
وعند المصادقة على الاتفاق، تعرض وزارة العدل الإسرائيلية ومصلحة السجون الإسرائيلية أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم لإفساح المجال أمام تقديم الاعتراضات إلى المحكمة العليا الإسرائيلية التي غالبًا ما ترفض الاعتراضات كما حدث في الماضي.
وعقب إقرار الأسماء، يصادق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على منح العفو للأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد والأحكام العالية. ولا تتضمن هذه أسماء جميع الأسرى الذين سيشملهم الاتفاق، لأن الاتفاق سينفذ على مراحل. ويتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا:
المرحلة الأولى
في المرحلة الأولى من الاتفاق وتسمى “المرحلة الإنسانية”، ومن المتوقع خلالها إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا، أحياء وأمواتا، بمن فيهم النساء وكبار السن والمرضى، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق الخاضعة لسيطرته في غزة.
وحسب الاتفاق، فإن عملية إطلاق سراح أول دفعة من الأسرى الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى ستتم في اليوم السابع من وقف إطلاق النار.
ومقابل كل مجندة إسرائيلية سيتم الإفراج عن 50 معتقلا فلسطينيا، منهم 30 محكومًا بالسجن المؤبد، و20 محكوما بالسجن لفترات طويلة. ومقابل كل امرأة أو مسن إسرائيلي، سيطلق سراح 30 معتقلا فلسطينيا من فئات مختلفة، بما في ذلك القاصرون والمرضى والنساء.
المرحلة الثانية
في المرحلة الثانية والتي ستبدأ المفاوضات بشأنها في اليوم 16 من بدء الاتفاق، سيتم التركيز على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع الأسرى في غزة وإطلاق سراح من تبقى من الشباب والجنود. ويتعين التوصل إلى اتفاقات بشأن المرحلة الثانية قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى من الاتفاق.
المرحلة الثالثة
أما في المرحلة الثالثة والأخيرة فسيتم التركيز على الترتيبات الطويلة الأمد، وخطط إعادة إعمار قطاع غزة.
وقف إطلاق النار
بدءًا من اليوم الأول من الاتفاق، سيدخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وينسحب الجيش الإسرائيلي إلى خارج المناطق السكنية الفلسطينية بمحاذاة الحدود، ويتوقف نشاط المسيرات لمدة 10 ساعات يوميا و12 ساعة في أيام تبادل الأسرى.
ويبدأ الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من قطاع غزة، بما في ذلك الانسحاب من محور نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن باقي أنحاء القطاع، والانسحاب كذلك من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وفي المرحلة الثانية سيتم الإعلان عن عودة الهدوء المستدام، وذلك يعني الوقف الدائم للعمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج قطاع غزة، وفتح المعابر والسماح بحركة الأشخاص والبضائع.
ووفقًا لشبكة CNN فقد قال مسؤول إسرائيلي إن المفاوضات ستبدأ للوصول إلى المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار – الذي يهدف إلى إنهاء الحرب – في اليوم السادس عشر من تنفيذ الاتفاق.
ولا يضمن ذلك استمرار وقف إطلاق النار بعد المرحلة الأولى من الاتفاق. ومع ذلك، قال المسؤول إن إسرائيل حريصة على “إعادة جميع رهائننا إلى ديارهم” وستدخل المفاوضات للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق بحسن نية، وهو ما قد يؤدي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
ولم تتعهد إسرائيل في الاتفاق بإنهاء الحرب، لكنها تعهدت بالانخراط في مفاوضات لدخول المرحلة التالية من الاتفاق ــ والتي من شأنها أن تؤدي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. وذكرت تقارير أن الوسطاء قدموا لحماس ضمانات شفهية بأنهم سيضغطون على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن المراحل التالية من الاتفاق.
الأسرى الفلسطينيون
في المرحلة الأولى من الاتفاق، سيطلق سراح 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي مدني. وبمقابل كل جندي إسرائيلي يتم إطلاق سراحه في المرحلة الأولى، سيتم إطلاق 50 أسيرا فلسطينيا، بينهم 30 من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 من أصحاب الأحكام العالية.
وبهذا الخصوص، تطالب إسرائيل بعدم إطلاق سراح عدد من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد إلى الضفة الغربية المحتلة، علما بأنه في صفقة عام 2011 جرى إطلاق عدد من المحكومين بالسجن المؤبد إلى قطاع غزة والخارج.
وتشمل المرحلة الأولى الأسرى الذين شملهم اتفاق التبادل عام 2011 وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقا وعددهم 47 فلسطينيا. وسيتم التفاوض لاحقا على عدد الأسرى الذين سيطلق سراحهم مقابل الجنود الذين سيتم إطلاقهم في المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبموجب الاتفاق، لن يعتقل الأسرى الفلسطينيون الذين سيطلق سراحهم مرة أخرى بالتهم نفسها التي اعتقلوا بسببها سابقا..
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ستفرج عن “عدة مئات” من السجناء الفلسطينيين في المقابل، بما في ذلك فلسطينيون أدينوا بقتل إسرائيليين.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل لم تلتزم بعد بعدد محدد من السجناء الذين ستفرج عنهم، لأن حماس لم تحدد بعد عدد الرهائن الـ 33 الذين ما زالوا على قيد الحياة. ووافقت إسرائيل على إطلاق سراح عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين مقابل رهائن أحياء وليس مقابل جثث القتلى.
الأسرى الإسرائيليون
سيشمل الاتفاق جميع الأسرى الإسرائيليين الـ98، ولكن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن 33 أسيرا ممن يعرفون بأنهم “حالات إنسانية” تشمل النساء والأطفال دون 19 عاما وكبار السن فوق 50 عاما والمدنيين الجرحى والمرضى من غير الجنود.
وسيجري التفاوض على أن تشمل المرحلة الثانية الجنود الأسرى، وعلى أن تشمل المرحلة الثالثة الجثث.
ووفقًا لشبكة CNN لا تزال حماس وحلفاؤها يحتجزون 94 شخصًا اختطفوا من إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. قُتل 34 منهم على الأقل، وفقًا للحكومة الإسرائيلية، على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أعلى. وتحتجز حماس أربعة رهائن آخرين كانوا أسرى منذ عام 2014، مات اثنان منهم على الأقل.
من بين الرهائن البالغ عددهم 94 الذين تم أخذهم في السابع من أكتوبر، 81 رجلاً و13 امرأة، وفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. اثنان منهم أطفال دون سن الخامسة؛ 84 إسرائيليًا، وثمانية تايلانديين، وواحد نيبالي وواحد تنزاني.
المساعدات الإنسانية
بدءا من اليوم الأول من الاتفاق، سيبدأ الإدخال المكثف للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بواقع 600 شاحنة يوميا على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 شاحنة لشمال قطاع غزة.
وسيستمر ذلك طوال المراحل الثلاث للاتفاق، على أن تواصل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية الأخرى أعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة.
محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة
ووفقًا لشبكة CNN فقد قال المسؤول إن الجيش الإسرائيلي سيبدأ الانسحاب من المراكز السكانية خلال المرحلة الأولى، لكنه سيبقى على طول الحدود بين غزة ومصر، في المنطقة المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.
ويبلغ طول ممر فيلادلفيا حوالي 14 كيلومترًا (8.7 ميلًا) وعرضه 100 متر (330 قدمًا)، وهو جزء من منطقة منزوعة السلاح أوسع نطاقًا أنشئت بموجب معاهدة السلام لعام 1979 بين إسرائيل ومصر.
كما ستحافظ إسرائيل على منطقة عازلة داخل غزة على طول الحدود مع إسرائيل، التي كان حجمها أحد نقاط الخلاف النهائية في المفاوضات.
عودة النازحين وإعادة الإعمار
بدءا من اليوم الأول للاتفاق، سيسمح لجميع الفلسطينيين الذين نزحوا إلى جنوب قطاع غزة منذ بداية الحرب بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع، كما سيسمح بحرية التنقل للسكان في جميع مناطق القطاع.
وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تبدأ إعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق في جميع مناطق قطاع غزة، كما يتم إدخال المعدات اللازمة للدفاع المدني ولإزالة الركام والأنقاض.
وسيتم إدخال المتطلبات اللازمة لإنشاء مراكز إيواء للنازحين الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب، بعدد لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة. كذلك تشمل العملية إعادة إعمار المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية المدنية المدمرة.
حكم قطاع غزة
واحدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات تتعلق بالجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الاتفاق، ويبدو أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذا الملف بسبب تعقيدها واحتمال أن تؤدي إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق قصير الأمد.
الدول الضامنة للاتفاق
تعد كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الدول الضامنة لتنفيذ الاتفاق، فقد قادت هذه الدول على مدار الأسابيع الماضية جهودا مكثفة للتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق.