أخبارأخبار العالم العربي

توقعات بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة غدًا.. وهذه هي التفاصيل

قال مسؤول مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة إن الوسطاء سلموا إسرائيل وحركة حماس مسودة نهائية للاتفاق للموافقة عليه.

وأضاف المسؤول، بحسب وكالة رويترز، أنه تم التوصل إلى انفراجة في الدوحة بعد منتصف الليل في أعقاب محادثات بين قيادات المخابرات الإسرائيلية، وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

وذكر المسؤول أن رئيس وزراء قطر التقى بقيادة حماس، في حين التقى ويتكوف بوفد إسرائيلي لدفع الجانبين نحو التوصل إلى اتفاق.

وقال المسؤول إن جولة أخرى من المحادثات مقررة في الدوحة صباح الثلاثاء لاستكمال التفاصيل المتبقية، ومن المتوقع أن يحضرها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوث بايدن بريت ماكجورك.

إعلان مرتقب

وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات إن مباحثات وقف إطلاق النار في غزة شارفت على نهايتها، مشيرة إلى أن “كل النقاط التي تُناقش حالياً هي عدة نقاط فنية، وميدانية لضمان عدم انهيار الاتفاق، ولا توجد أي نقطة يمكن أن تؤدي لتعطيل الاتفاق، أي أن الصيغة النهائية تم التوافق بشأنها دون الحاجة إلى ردود جديدة من الطرفين”.

وتوقعت المصادر أن يتم الإعلان عن الاتفاق ما بين يومي الثلاثاء والأربعاء، في بيان قطري من الدوحة باسم الولايات المتحدة، ومصر، وقطر، أو خلال مؤتمر صحافي للخارجية القطرية مقرر عقده ظهر الثلاثاء، وذلك بعد إتمام موافقة الجهات الرسمية العليا للطرفين خلال الساعات المقبلة، مثل الحكومة الإسرائيلية، والمكتب السياسي لحماس، والفصائل الفلسطينة.

مراحل متقدمة

وقال مسؤول إسرائيلي إن المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة بشأن إطلاق سراح ما يصل إلى 33 رهينة كجزء من الاتفاق.

وقال مستشار الأمن القومي لبايدن جيك سوليفان للصحفيين إن المفاوضات وصلت إلى نقطة “محورية”، حيث يتم إزالة الفجوات بين الجانبين ببطء. وقال: “أعتقد أن هناك فرصة جيدة لإغلاق هذا الأمر.. إن الطرفين على وشك أن يتمكنا من إنجاز هذه الصفقة”.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الجانبين أصبحا “أقرب من أي وقت مضى” إلى التوصل إلى اتفاق، وإن الكرة أصبحت في ملعب حماس.

وقال “نحن متفائلون للغاية بأننا سنتمكن من الوصول إلى خط النهاية أخيرًا بعد كل هذا الوقت”، مضيفًا أن الاتفاق المقترح استند إلى الإطار الذي طرحه بايدن في مايو الماضي.

وقال بلينكين إن المفاوضين يريدون التأكد من أن ترامب سيستمر في دعم الاتفاق المطروح على الطاولة، لذا كانت مشاركة ويتكوف “حاسمة”.

وقال مكتب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إنه استقبل وفدًا من حركة حماس برئاسة المسؤول الكبير خليل الحية لبحث محادثات وقف إطلاق النار.

وذكرت إذاعة كان الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي أن وفدي إسرائيل وحماس في قطر تلقيا مسودة وأن الوفد الإسرائيلي أطلع زعماء إسرائيل عليها. ولم ترد إسرائيل وحماس ووزارة الخارجية القطرية على طلبات التأكيد أو التعليق.

وأفاد مسؤولون من الجانبين بإحراز تقدم، رغم أنهم امتنعوا عن تأكيد التوصل إلى مسودة نهائية. وقال مسؤول في حماس لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته “المفاوضات بشأن بعض القضايا الجوهرية أحرزت تقدما ونحن نعمل على الانتهاء من ما تبقى قريبا”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين إن المفاوضات يجري تنسيقها بين فريقي بايدن وترامب وأضاف: “هناك تقدم، ويبدو أفضل بكثير من ذي قبل. أود أن أشكر أصدقاءنا الأميركيين على الجهود الضخمة التي يبذلونها لتأمين صفقة الرهائن”.

وفي القاهرة، قال مسؤول أمني مصري لرويترز إن المسودة التي أرسلت إلى الجانبين المتحاربين لا تشمل الاتفاق النهائي لكنها “تهدف إلى حل القضايا العالقة التي أعاقت المفاوضات السابقة”. وقال سوليفان إن بايدن سيتحدث قريبا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن المفاوضات.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن مؤسسات الحكومة الإسرائيلية أُبلغت بالاستعداد لاستقبال الرهائن الضعفاء والمرضى.

مفاوضات مستمرة

وتعمل الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أكثر من عام على إجراء محادثات لإنهاء الحرب في غزة. واتفقت الأطراف المتحاربة منذ شهور على مبدأ وقف القتال في مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس والمعتقلين الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.

ولكن حماس أصرت دوماً على أن الاتفاق لابد وأن يؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب إسرائيل من غزة، في حين قالت إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى يتم تفكيك حماس.

ويُنظر الآن على نطاق واسع إلى تنصيب ترامب في 20 يناير على أنه موعد نهائي بحكم الأمر الواقع. وقال الرئيس المنتخب إنه سيكون هناك “جحيم يدفع ثمنه” ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس قبل توليه منصبه، بينما ضغط بايدن بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل مغادرته.

وقال المسؤول الذي كشف لأول مرة عن المسودة إن المحادثات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، حيث قام ويتكوف بدفع الوفد الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، بينما قام رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بدفع مسؤولي حماس لإتمام الاتفاق.

وكان رئيس المخابرات المصرية حسن محمود رشاد موجودا أيضا في الدوحة كجزء من المحادثات. وغادر رشاد الدوحة يوم الاثنين لكن مصدرا مطلعا على المحادثات قال إن وفدا من المخابرات بقي هناك للقيام بدور نشط.

وسافر مبعوث ترامب ويتكوف إلى قطر وإسرائيل عدة مرات منذ أواخر نوفمبر. وكان في الدوحة يوم الجمعة وسافر إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت قبل أن يعود إلى الدوحة.

وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث هاتفيا أيضا الأحد مع نتنياهو، مؤكدا “الحاجة الفورية لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن مع زيادة المساعدات الإنسانية التي يمكن تحقيقها من خلال وقف القتال بموجب الاتفاق”.

تفاصيل الصفقة

من جانبها كشفت تقارير إعلامية عن بعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة ومراحل تنفيذه. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر أن إسرائيل وحركة حماس تقتربان من اتفاق سيتم بموجبه إطلاق سراح 33 أسيرًا في غزة بالمرحلة الأولى.

وقالت الصحيفة أيضا إن الجيش الإسرائيلي سينسحب تدريجيا من غزة باستثناء محيط أمني غير محدد في المرحلة الأولى. وبحسب المصدر نفسه، ستبدأ مفاوضات المراحل اللاحقة بعد 16 يومًا من سريان وقف إطلاق النار في القطاع.

كما نقلت “جيروزاليم بوست” عن المصدر أنه من المتوقع أن تكون المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 42 يوما. ومن جهته، نقل موقع “والا” عن مسؤولين إسرائيليين أن المرحلة الأولى للصفقة سيفرج فيها عن النساء والأطفال والرجال فوق سن 50 عاما أو المرضى.

وقال هؤلاء المسؤولون الإسرائيليون إن الجيش سينسحب تدريجيا من معظم أنحاء القطاع إلى منطقة عازلة خلال فترة تستمر 42 يوما. وبدورها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أحد المصادر أن معظم الأسرى المحتجزين ضمن قائمة الـ33 الذين سيفرج عنهم من الأحياء.

في غضون ذلك، ذكرت قناة كان الإسرائيلية الرسمية أن الجيش فكك معداته وقواعده وسحبها من محور نتساريم. وقالت القناة إنه مع بدء تنفيذ الصفقة، سيتمكن الفلسطينيون من العودة إلى شمال غزة دون أي قيود.

تنازلات مهمة

وفي وقت سابق قال مصدر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على تنازلات بشأن الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم في قطاع غزة، كما وافق على تنازلات جديدة بشأن الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

وفي إطار آخر، كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى، قدورة فارس، أن أكثر من 3 آلاف أسير فلسطيني سيفرج عنهم في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المرتقب، بينهم 200 من المحكوم عليهم بالمؤبد.

وفي تصريحات نشرتها وكالة معا الفلسطينية للأنباء أوضح قدورة أن المرحلة الأولى ستشمل الإفراج عن 25 محتجزا إسرائيليا في قطاع غزة، مقابل تحرير 48 أسيرًا من محرري صفقة شاليط وإعادتهم إلى منازلهم، بالإضافة إلى 200 أسير محكوم عليهم بالمؤبد، وألف أسير آخر، بينهم جميع الأطفال والنساء والمرضى في سجون الاحتلال.

وأشار فارس إلى أن جميع الفئات المذكورة سيعودون إلى منازلهم في القدس وغزة والضفة الغربية، باستثناء الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد، الذين سيُبعدون على الأرجح إلى 3 دول، هي قطر ومصر وتركيا، وأكد أن هذا الخيار قد يكون اضطراريا وحكيما لتجنب تهديدات الاحتلال باغتيال الأسرى المحررين.

وفي سياق متصل، لفت فارس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أصر على زيادة عدد المحتجزين الإسرائيليين المُفرج عنهم في المرحلة الأولى بإضافة 9 آخرين، بينهم جنود جرحى، مقابل ثمن إضافي يتم التفاوض عليه حاليا، ويتضمن تحرير مزيد من أسرى المؤبدات.

معارضة سموتريتش

من جانبه قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وحزبه الصهيونية الدينية، وهو حزب قومي متشدد عارض المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق، إن جميع أعضائه سيعارضون أي اتفاق لا يحقق “تدمير” حماس وأن الاقتراح الأخير يعرض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر.

ووصف سموتريتش صفقة التبادل التي يجري التباحث بشأنها حاليا بالكارثة على الأمن القومي لدولة إسرائيل، وقال إنه لن يكون جزءًا مما سماه صفقة استسلام تشمل الإفراج عن كبار الإرهابيين ووقف الحرب وإهدار الإنجازات التي تحققت، على حد قوله.

وذكر سموتريتش أنه حان الوقت لاحتلال القطاع والسيطرة على المساعدات وفتح أبواب الجحيم حتى استسلام حماس وإعادة المختطفين، وفق تعبيره.

وفي هذا الصدد قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن عائلات المحتجزين الإسرائيليين تواجه سموتريتش في لجنة المالية بالكنيست لمعارضته صفقة التبادل ووصفها بالكارثة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع سموتريتش بدعم صفقة التبادل باءت بالفشل، وكانت هيئة البث ذكرت في وقت سابق أن نتنياهو خرج بانطباع بأن سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير- اللذين عارضا جميع المقترحات السابقة لإنهاء الحرب- لن يقدما على تفكيك الحكومة إن أبرمت الصفقة.

وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن اقتحم مقاتلو حماس حدودها في أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 46 ألف شخص في غزة، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، مع تدمير جزء كبير من القطاع ونزوح معظم سكانه.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى