نيوسوم: حرائق لوس أنجلوس أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ أمريكا

قال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم في مقابلة مع برنامج “Meet the Press” إن حرائق الغابات التي دمرت أحياء بأكملها في جميع أنحاء لوس أنجلوس قد تكون أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة “من حيث التكاليف المرتبطة بها فقط”.

وهذا يعني التفوق على إعصار كاترينا، الذي دمر مدينة نيو أورليانز وساحل المسيسيبي في عام 2005 وتسبب في أضرار تجاوزت 200 مليار دولار.

ووفقًا لموقع “أكسيوس” فإن الحرائق، التي قتلت حتى الآن 16 شخصًا على الأقل ، ليست الأكبر على الإطلاق التي تم تسجيلها في الولاية – لكنها من بين الأكثر تدميراً، حيث تم تدمير آلاف المنازل والمحلات التجارية وحرق عشرات الآلاف من الأفدنة.

وقال نيوسوم إنه يتوقع أن يكون هناك “عدد أكبر بكثير” من الوفيات. ووفقًا للتحديث الذي أصدره مكتب الطب الشرعي في لوس أنجلوس مساء أمس السبت، فإن 11 حالة وفاة من أصل 16 حالة وفاة مسجلة حتى الآن كانت بسبب حريق إيتون. كما تم نسب 5 حالات وفاة إلى حريق باليساديس.

ويعتقد خبراء أن الخسائر المؤمن عليها من الحرائق ستتجاوز 20 مليار دولار، متجاوزة الرقم القياسي الذي سجله حريق كامب فاير عام 2018 لأكبر خسارة مؤمنة على الإطلاق في حرائق الغابات.

وفي حين أن حرائق مقاطعة لوس أنجلوس تعد من بين حرائق الغابات الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنها حاليا تتخلف كثيرًا عن الكوارث الأخرى.

فقد أدى إعصار كاترينا إلى مقتل أكثر من 1800 شخص ويظل الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة التي ضربت الولايات المتحدة. وتسبب إعصار هارفي في أضرار تجاوزت 160 مليار دولار في عام 2017. ولقي أكثر من 100 شخص حتفهم بسبب العاصفة في أربع ولايات، بالإضافة إلى وفاة شخص واحد في غيانا.

ووقعت الحرائق الكارثية في لوس أنجلوس في الوقت الذي تستعد فيه المقاطعة للعب دور رئيسي في ما يطلق عليه الخبراء “العقد الضخم” للرياضة في الولايات المتحدة: ففي السنوات القادمة، ستستضيف المدينة بطولة السوبر بول في عام 2027، وألعاب كأس العالم في عام 2026، وأولمبياد 2028.

وقال نيوسوم “إن هذا يعزز ضرورة التحرك بسرعة، والقيام بذلك بروح التعاون والتنسيق”. وأضاف أن الولاية تعمل على إعداد خطة مارشال لإعادة بناء المنطقة قبل هذه الأحداث.

وقال نيوسوم إنه يريد، بالإضافة إلى إعادة بناء المجتمعات، إجراء تحقيق مستقل للإجابة على الأسئلة المتعلقة بقضايا إمدادات المياه التي أبرزتها الكارثة.

وأثارت التقارير التي تفيد بأن رجال الإطفاء عثروا على صنابير مياه جافة أثناء مكافحة النيران غضبًا عارمًا – وهجومًا من السخرية السياسية من قبل الرئيس المنتخب ترامب، الذي ادعى دون دليل أن الحاكم قام بمنع الإمدادات إلى جنوب الولاية بسبب جهود الحفاظ على الأسماك.

وقال نيوسوم “لا يتعلق الأمر بتوجيه أصابع الاتهام، بل يتعلق بالإجابة على الأسئلة التي تريد أنت وكل شخص الإجابة عليها”.

الأكثر تكلفة

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإنه من المتوقع بالفعل أن تكون حرائق لوس أنجلوس من بين الكوارث الطبيعية الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

وتسببت الحرائق المدمرة في حرق أكثر من 12 ألف مبنى منذ يوم الثلاثاء الماضي، وأدت إلى تدمير أحياء بأكملها كانت في السابق موطنًا لممتلكات بملايين الدولارات.

ورغم أنه من المبكر للغاية إجراء إحصاء دقيق للخسائر المالية، فإن الخسائر حتى الآن من المرجح أن تجعل حرائق الغابات الأكثر تكلفة على الإطلاق في الولايات المتحدة، وفقا لتقديرات مختلفة.

تقديرات AccuWeather

وتشير تقديرات أولية صادرة عن شركة AccuWeather إلى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية حتى الآن تتراوح بين 135 و150 مليار دولار. وعلى سبيل المقارنة، قدرت شركة AccuWeather الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن إعصار هيلين، الذي ضرب ست ولايات في جنوب شرق الولايات المتحدة في الخريف الماضي، بنحو 225 إلى 250 مليار دولار.

وقال جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد الجوية في الشركة الخاصة: “ستكون هذه الحرائق الأكثر تكلفة في تاريخ كاليفورنيا الحديث، ومن المرجح أيضًا أن تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، بسبب الحرائق التي اندلعت في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية حول لوس أنجلوس والتي تضم بعضًا من أعلى العقارات قيمة في البلاد”.

وتأخذ AccuWeather في الاعتبار العديد من المتغيرات في تقديراتها، بما في ذلك الأضرار التي تلحق بالمنازل والشركات والبنية التحتية والمركبات، فضلاً عن تكاليف الرعاية الصحية الفورية والطويلة الأجل، والأجور المفقودة وانقطاعات سلسلة التوريد.

تقديرات Aon

وقالت شركة التأمين Aon PLC أيضًا إن حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس من المرجح أن تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، على الرغم من أنها لم تصدر تقديرًا.

وصنفت Aon حريق الغابات المعروف باسم Camp Fire في Paradise، كاليفورنيا، في عام 2018 باعتباره الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة حتى الآن بمبلغ 12.5 مليار دولار، مع تعديل التضخم. وقتل حريق Camp Fire  حوالي  85 شخصًا ودمر حوالي 11000 منزل.

وظلت حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس، والتي تأججت بفعل رياح سانتا آنا القوية والجفاف الشديد، غير قابلة للسيطرة إلى حد كبير حتى أمس السبت. وهذا يعني أن الحصيلة النهائية للخسائر الناجمة عن الحرائق من المرجح أن تزيد، وربما بشكل كبير.

وقال بورتر من شركة AccuWeather: “لوضع هذا في المنظور، فإن إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن كارثة حرائق الغابات هذه قد تصل إلى ما يقرب من 4% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لولاية كاليفورنيا”.

تقرير موديز

وفي تقرير صدر يوم الجمعة، خلصت موديز أيضًا إلى أن حرائق الغابات قد تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، على وجه التحديد لأنها انتشرت في مناطق ذات كثافة سكانية عالية تضم عقارات باهظة الثمن.

ورغم أن الولاية ليست غريبة على حرائق الغابات الكبرى، إلا أنها تتركز عمومًا في المناطق الداخلية التي لا يسكنها عدد كبير من السكان. وقد أدى ذلك إلى انخفاض الدمار لكل فدان، وإلحاق أضرار بالمنازل الأقل تكلفة، وفقًا لما ذكرته موديز.

ولكن هذا ليس هو الحال هذه المرة، حيث تسببت واحدة من أكبر الحرائق في تدمير آلاف الممتلكات في مختلف أنحاء منطقة باسيفيك باليساديس وماليبو، موطن العديد من نجوم هوليوود والمديرين التنفيذيين الذين يمتلكون عقارات بملايين الدولارات. وبالفعل، فقد العديد من المشاهير منازلهم بسبب الحرائق.

وكتب محللو موديز “إن حجم وكثافة الحرائق، إلى جانب بصمتها الجغرافية، يشير إلى تكلفة باهظة، سواء من حيث التكلفة البشرية أو الخسائر الاقتصادية”.

ولم يتضمن التقرير تقديرًا أوليًا لتكلفة أضرار حرائق الغابات. وقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يتسنى لنا الحصول على إحصاء ملموس للخسائر المالية الناجمة عن حرائق الغابات.