
واجهت الممثلة الأمريكية جيمي لي كورتيس العديد من الانتقادات بسبب تشبيهها حرائق الغابات المدمرة التي تجتاح منطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا حاليا بالحرب المستمرة على قطاع غزة الفلسطيني منذ 15 شهرًا.
جاء ذلك بعد أن انتشر مقطع فيديو للممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار والبالغة من العمر 66 عامًا وهي تدلي بهذه التصريحات خلال جلسة أسئلة وأجوبة جمعتها بزميلتها في فيلم “”فتاة الاستعراض الأخيرة” باميلا أندرسون، ضمن أحداث الدراما الجديدة.
وقالت كورتيس: “لقد وُلدت وترعرعت في مدينة الملائكة (لوس أنجلوس)، والآن، المدينة بأكملها مشتعلة بالنيران في كل مكان، منطقة باسيفيك باليسايدز بأكملها اختفت”.
وأضافت “أعني حرفيا، منطقتي السكنية اختفت، منزلي ما زال موجودًا الليلة، لكنني أعيش في وادٍ مختلف، لكن منطقة باسيفيك باليسايدز بأكملها تبدو للأسف مثل غزة، أو كإحدى تلك الدول التي دمرتها الحروب ووقعت فيها أمور مروعة”.
انتقادات
وبسبب هذه التصريحات تعرضت كورتيس لانتقادات شديدة، وهاجمها عدد كبير من رواد منصات التواصل الاجتماعي بسبب مقارنتها بين لوس أنجلوس الراقية وغزة التي مزقتها الحرب، وقال أحدهم إن “هذا تشبيه مروع للغاية”.
وأضاف آخر “أعيش في كاليفورنيا، ولن تجدني أبدا أقارن بين هذه الحرائق وغزة.. كلتاهما مأساة، لكن لا يمكن مقارنتهما على الإطلاق”.
بينما انتقد آخر الطريقة السطحية التي يتحدث بها الناس عن غزة قائلا: “كما لو أن الأمر لم يكن مأساة حقيقية إلا عندما بدأت تلك المشاهد في لوس أنجلوس تعكس ما يحدث في مجتمعاتهم المغلقة، هذا مقزز”.
وكتب أحدهم قائلًا: “جيمي لي كورتيس تبكي الآن بسبب حرائق الغابات في لوس أنجلوس وتقول “إنها تبدو مثل غزة”،” وأضاف آخر: “تقول المرأة البيضاء الغنية إن منطقة باسيفيك باليساديس تشبه غزة. لا يا جيمي. لديك المال والطعام والصحة. أما سكان غزة فلا يملكون ذلك”.
مواقف سابقة
كما أعاد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي النظر في تصريحات كورتيس السابقة بشأن غزة، واتهموها بأنها من مؤيدي الإجراءات العسكرية الإسرائيلية.
وفي أكتوبر 2023، واجهت كورتيس رد فعل عنيف مماثل عندما نشرت صورة لأطفال فلسطينيين يفرون من الغارات الجوية، ووصفتهم خطأً بأنهم إسرائيليون.
وكانت المصورة الصحفية سمر أبو علوف، قد نشرت الصورة التي تظهر أطفالا ينظرون إلى السماء من داخل مدارس منظمة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وأرفقتها برسالة تقول “العائلات الفلسطينية تبحث عن ملجأ مع أطفالها في شمال قطاع غزة داخل مدارس الأونروا، ويخشى الأطفال من صوت القصف الذي يسمعونه أثناء وجودهم بسبب الأحداث على حدود القطاع”.
لكن كورتيس أعادت نشر الصورة وكتبت تعليقا عليها قالت فيه “رعب من السماء”، وأرفقته بعلم إسرائيل، إذ كانت تظن أن الصورة لأطفال إسرائيليين، وما إن أوضح المتابعون أنهم أطفال فلسطينيون يخشون أصوات الصواريخ الإسرائيلية حتى حذفت المنشور، وأصدرت بيانًا تعترف بالخطأ، قائلة: “إنه وضع مروع لجميع الأبرياء في خط النار”.
مواقف مماثلة
ويأتي الجدل المحيط بتصريحات كورتيس في خضم التدقيق المتزايد في مواقف العديد من الشخصيات الأخرى في هوليوود بشأن غزة.
حيث واجه الممثل جيمس وودز، وهو مؤيد صريح آخر للحرب الإسرائيلية على غزة، انتقادات من أصوات مؤيدة للفلسطينيين بعد أن أعرب عن حزنه على خسارة قصره بسبب حرائق الغابات في لوس أنجلوس.
وانهار وودز، الذي أيد في السابق الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة من خلال هاشتاج “اقتلوهم جميعا”، خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن” حزنا على تدمير منزله.
وسلط النقاد الضوء على المظاهر العامة التي أبداها وودز من حزن على حرائق لوس أنجلوس، في حين دعم الإجراءات التي دمرت حياة الفلسطينيين.