مبعوث ترامب يصل إسرائيل للضغط من أجل اتفاق بشأن غزة قبل 20 يناير
وصل ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إلى إسرائيل اليوم السبت للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وسافر ويتكوف إلى إسرائيل من قطر كجزء من جهد اللحظة الأخيرة الذي بذله ترامب للضغط على جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات لإبرام الصفقة قبل 20 يناير وفقًا لموقع “أكسيوس“.
وهدد ترامب بـ “الجحيم في الشرق الأوسط” إذا لم تفرج حماس عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن ويتكوف نقل رسالة إلى رئيس وزراء قطر في اجتماعهما في الدوحة يوم الجمعة مفادها أن ترامب يريد رؤية اتفاق خلال أيام.
ومن المتوقع أن ينقل ويتكوف نفس الرسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يجتمعان في وقت لاحق من اليوم السبت.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ترامب بدأ في اليومين الماضيين بالتدخل شخصيا في قضية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
ويزور بريت ماكجورك، كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، الدوحة ويشارك في المفاوضات. ويقول المسؤولون الأميركيون إن ماكجورك وويتكوف ينسقان جهودهما.
ولا يزال نحو 98 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة، من بينهم 7 أميركيين. ويُعتقد أن نحو نصف الرهائن ما زالوا على قيد الحياة، وفقاً للمخابرات الإسرائيلية، بما في ذلك 3 أميركيين.
وفي حال التوصل إلى اتفاق، فإن المرحلة الأولى قد تشمل إطلاق سراح 33 رهينة، بعضهم لا يزال على قيد الحياة وبعضهم ماتوا. ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى أيضا وقف إطلاق النار في غزة لفترة تتراوح بين 6 إلى 7 أسابيع، والإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي يوم الجمعة إن تقدمًا تم تحقيقه في المفاوضات وإن التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار أمر ممكن قبل 20 يناير. لكن كيربي قال “إننا بحاجة إلى المزيد من التنازلات”.
وقال مسؤولون إسرائيليون، السبت، إن هناك تقدمًا في المحادثات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالوا إن على نتنياهو أن يقرر ما إذا كان سيرسل مديري جهازي الاستخبارات الإسرائيليين الموساد والشاباك إلى الدوحة للانضمام إلى المحادثات ومحاولة إتمام الصفقة.
فيما قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز في مقابلة نشرت أمس الجمعة إن الرهائن محتجزون “في ظروف جهنمية داخل الأنفاق، كما أن المدنيين في غزة يعيشون أيضًا في ظروف جهنمية ويعانون بشدة”.
وأضاف: “لذا فإن هناك كل الأسباب التي تدفع الزعماء السياسيين إلى الاعتراف بأن هذا يكفي. فالمثالية نادراً ما تكون واردة في قائمة الخيارات المتاحة في الشرق الأوسط، والآن حان الوقت لإبرام صفقة”.
سد الفجوات
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر وصفتها بالمطلعة أنه تم بالفعل سد 90% من الفجوات في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين. وقالت المصادر إن هناك خلافا بشأن الانتقال من المرحلة الأولى للصفقة إلى المرحلة الثانية، وأشارت إلى أن هناك جدلا بين الأطراف بشأن الصياغة القانونية للصفقة، وكل طرف يصر على حرية عمل خاصة به.
وفي وقت سابق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قطر نقلت رسالة إيجابية من حركة حماس إلى إسرائيل لإحراز تقدم في المفاوضات، وأشارت إلى أن الرسالة تتعلق بقائمة الأسرى ونقاط الخلاف الأخرى بين الجانبين.
كما قالت هيئة البث إن نتنياهو عقد اجتماعًا عاجلًا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وفريق المفاوضات إثر الرسالة الإيجابية من حماس.
وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيسي الموساد والشاباك سيتوجهان إلى الدوحة للانضمام إلى مفاوضات الصفقة، مشيرًا إلى أن توجه رؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة يعني أن التوصل إلى اتفاق ممكن.
وأوضح مسؤول إسرائيلي آخر أن قرار إرسال الوفد إلى الدوحة جاء “بسبب التقدم والتطورات الجديدة في المفاوضات”.
وذكرت مصادر مطلعة أن “تل أبيب وافقت على التقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف ضمان استمرارية العملية حتى إطلاق سراح جميع الأسرى”.
ورغم أن معالم المرحلتين الأولى والثانية من الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة، فإن وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن كبار السن والمرضى، في حين أن المرحلة الثانية تتضمن الإفراج عن عسكريين.
نقاط خلافية
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد تعثرت لأكثر من مرة مفاوضات تبادل الأسرى، التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمالي قطاع غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على مبادئها التي أعلنتها منذ بداية التفاوض بضرورة انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة، ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وبينما تقدر وجود 99 أسيرًا إسرائيليا بقطاع غزة، أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.