الإدارة الحالية تترك إعادة تصنيف “هيئة تحرير الشام” لإدارة ترامب

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن قرار إدارة الرئيس جو بايدن الإبقاء على تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية حتى نهاية ولايته، مع إحالة القرار النهائي بشأن مستقبل هذا التصنيف إلى الإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التصنيف يشكل عقبة كبيرة أمام استقرار سوريا اقتصاديًا، حيث يطالب المسؤولون الأمريكيون بأن تثبت “هيئة تحرير الشام” قطع جميع علاقاتها مع الجماعات المتطرفة، خصوصًا تنظيم القاعدة، كشرط أساسي للنظر في رفع التصنيف.

صرّح مسؤول رفيع المستوى أن “الأفعال أبلغ من الأقوال”، مشيرًا إلى القلق الأمريكي المستمر من وجود جهاديين ومقاتلين أجانب ضمن مناصب حساسة في وزارة الدفاع السورية.

من جهة أخرى، من المتوقع أن تؤدي إدارة ترامب، التي تضم شخصيات متشددة مثل سيباستيان غوركا ومايكل والتز، إلى تمديد الجدول الزمني للعقوبات المفروضة على سوريا في حال الإبقاء على تصنيف الهيئة.

يؤدي إدراج “هيئة تحرير الشام” ضمن قائمة المنظمات الإرهابية إلى منع المواطنين الأمريكيين من تقديم أي دعم مادي للجماعة، مع تمكين الولايات المتحدة من فرض عقوبات مالية عليها أو مقاضاة داعميها.

في الوقت نفسه، أعلنت إدارة بايدن تخفيف بعض القيود الاقتصادية المفروضة على سوريا يوم الاثنين الماضي، بهدف دعم عملية التعافي الاقتصادي وبناء علاقات إيجابية مع الحكومة السورية المؤقتة، ما يعكس توجهًا نحو التهدئة في بعض الملفات.

تأسست “هيئة تحرير الشام” كفرع لتنظيم القاعدة، لكنها أعلنت انفصالها عنه في عام 2016 نتيجة خلافات استراتيجية. وعلى الرغم من ذلك، صنفتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية عام 2018، وهو تصنيف لا يزال يؤثر على علاقتها بالمجتمع الدولي وعلى مستقبل سوريا السياسي والاقتصادي.

مع تولي ترامب المنصب، سيكون عليه اتخاذ قرار حاسم بشأن “هيئة تحرير الشام”، في ظل تعهدات فريقه بتقليص التهديدات الإرهابية وتعزيز السلام في الشرق الأوسط. تصريحات المتحدث باسم المرحلة الانتقالية، براين هيوز، أكدت التزام الإدارة المقبلة بحماية الأمريكيين ومعالجة المخاطر في المنطقة، دون الإفصاح عن تفاصيل محددة بشأن الهيئة.

يبقى السؤال الأبرز: هل ستُبقي إدارة ترامب على النهج المتشدد أم ستفتح الباب لمراجعة سياسية تُعيد النظر في تصنيف الهيئة ومستقبل سوريا؟