أخبار أميركاأميركا بالعربي

العاملون في مجال الرعاية الصحية في أمريكا ينظمون يوم احتجاج عالمي على الإبادة الجماعية في غزة

ترجمة: مروة مقبول – أعلن العاملون في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وكندا وحول العالم إلى إنضمامهم لمنظمة أطباء ضد الإبادة الجماعية Doctors against Genocide اليوم السادس من يناير من أجل المطالبة علنًا بإنهاء الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان في غزة، في الوقت الذي فشل فيه المجتمع الدولي في التحرك والتجريد التام من الإنسانية.

وبحسب البيان الذي أعلنته المنظمة، سيقوم العاملون في مجال الرعاية الصحية بالاعتراض على سياسات المسؤولين وأصحاب القرار في البلاد، فيما يتعلق بصمتهم عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والقبول بالوضع الحالي وكأنه “وضع طبيعي جديد”، من خلال عدم الذهاب إلى العمل في هذا اليوم لإجازة مرضية للصحة العقلية وتفعيل هاشتاج SickFromGenocide# على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

photo courtesy to Doctors Against Genocide

وأوضح البيان أن هذه ليست مجرد عطلة، وإنما نداء للتحرك. “معًا، سنطالب بالمحاسبة والعدالة ووضع حد للإبادة الجماعية المستمرة”. وقال المنظمون “بصفتنا عاملين في المجال الصحي، نحن نبتعد عن عملنا ليس للتخلي عن واجبنا، ولكن لتسليط الضوء على الحاجة الملحة للتدخل العالمي. هذه ليست مجرد دعوة للعدالة في غزة—إنها دعوة للحفاظ على إنسانيتنا الجماعية.”

وأضافوا “إن التنظيم لإنهاء الإبادة الجماعية ليس فقط مسؤوليتنا—بل هو طريقنا نحو التعافي. انضموا إلينا في الوقوف ضد هذه الفظائع وبناء مستقبل قائم على العدالة والإنسانية”.

تم تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية والمؤتمرات الصحفية في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك مستشفى جامعة نيويورك بضاحية مانهاتن، ومستشفى سان فرانسيسكو العام بولاية كاليفورنيا، ومستشفى بريغهام في بوسطن بولاية ماساتشوستس، ومستشفى أبوت في مينيابوليس بولاية مينيسوتا، ومركز OHSU للصحة في بورتلاند بولاية أوريغون، والمركز الطبي في ديترويت التابع لجامعة وين بولاية ميشيغان. كما تم افتتاح عيادة مجانية مؤقتة باسم كمال عدوان لعلاج الأمراض النفسية الناجمة عن الإبادة الجماعية.

وأفاد المنظمون في بيانهم بأنه “في هذا اليوم، سننسحب جماعيًا من عملنا، ونأخذ إجازة مرضية للصحة النفسية لمواجهة الحزن الذي لا يُحتمل، والانتهاكات الأخلاقية، والصدمات الناتجة عن مشاهدة التدمير المنهجي للأرواح والمجتمعات وأنظمة الرعاية الصحية في غزة.”

وتابع “شاهدنا، على مدى 15 شهرًا، بقلب يملؤه الأسى كيف تم سحق الأطفال والعائلات من خلال هجمات لا تنتهي. وتحولت المستشفيات، التي هي حجر الأساس للرعاية وإنقاذ الأرواح، إلى مصائد موت. التفجير الأخير لمستشفى كمال عدوان وإحراقه، واعتقال الزميل طبيب الأطفال د.حسام أبو صفية، يمثلان أمثلة واضحة على الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الصحي والمرافق الطبية، وهي استراتيجية واضحة تهدف إلى تسريع الإبادة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني في غزة.”

الكيل بمكيالين!

انتقد المشاركون في هذه الحركة على سرعة إدانة الجمعيات الطبية الوطنية، مثل الجمعية الطبية الأمريكية (AMA) ، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، والجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) وغيرها، الهجمات الروسية على المرافق الصحية والأهداف المدنية في أوكرانيا، وأنهت جامعات مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) علاقاتها البحثية مع روسيا بين ليلة وضحاها، بينما ظلت هذه المؤسسات نفسها صامتة أمام تدميرإسرائيل المنهجي للنظام الصحي في غزة وقتلها للأطفال بمعدل يتجاوز أي صراع آخر وقع خلال هذا القرن.

وعلى الرغم من إعلان منظمات مثل العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، وأطباء بلا حدود، ولجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، ودعم 61٪ من الناخبين الأمريكيين لحظر الأسلحة على إسرائيل، إلا أن البيت الأبيض يواصل إرسال أموال دافعي الضرائب لدعم هذه الفظائع المروعة.

وتابع البيان “قدمت الحكومة الأمريكية أكثر من 310 مليارات دولار من أموال الضرائب الأمريكية لإسرائيل، مما يضمن تمتع الإسرائيليين برعاية صحية شاملة، بينما هنا في الولايات المتحدة، ترفض شركات التأمين الصحي تقديم الرعاية لمرضانا وتتركهم غارقين في الديون، في حين تحقق رؤساء تلك الشركات أرباحًا قياسية. العلاج الوحيد هو إنهاء الإبادة الجماعية، وتحقيق العدالة للضحايا، ومحاسبة المسؤولين، واستخدام أموال ضرائبنا في الإسكان والرعاية الصحية والتعليم، وليس في الإبادة الجماعية والاحتلال”.

لماذا العاملون في مجال الرعاية الصحية؟

العاملون في الرعاية الصحية هم جزء أساسي من الاستجابة الإنسانية، لكنهم يتعرضون لاستهداف منهجي. قتلت إسرائيل أكثر من 1000 من العاملين الفلسطينيين في المجال الصحي (وهو عدد يتجاوز أي نزاع آخر في عام واحد منذ أن بدأت منظمة الصحة العالمية في تسجيل البيانات)، وتم اعتقال وتعذيب والاعتداء الجنسي على الكثيرين غيرهم.

رسالة إلى العالم

قال المنظمون في بيانهم “لن نبقى صامتين. نطالب بالتحرك لإنهاء الإبادة الجماعية، بما في ذلك فرض حظر فوري على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، حيث توفر الولايات المتحدة 70٪ من أسلحتها. ندعو زملاءنا ومؤسساتنا والجمعيات الوطنية للانضمام إلينا في المطالبة بوقف الهجمات على الرعاية الصحية، والإفراج عن الدكتور أبو صفية و450 عاملًا في المجال الصحي محتجزين بشكل غير قانوني في مراكز التعذيب الإسرائيلية، ووقف الإبادة الجماعية فورًا، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة دون قيود أو شروط”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى