أطفال غزة: الحرب قتلت 18 ألف والبرد قتل 8.. ومليون طفل يعانون آثارًا مدمرة

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الاثنين، وفاة رضيع آخر متأثرًا بالبرد القارس، وهو ما يرفع عدد الأطفال الذين توفوا جراء البرد القارس إلى 8 أطفال، مع استمرار الحصار الخانق والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع منذ نحو 15 شهرًا.
وقالت الوزارة – في بيان– إن طفلا رضيعا يدعى يوسف أحمد أنور، لم يتجاوز عمره 35 يومًا، قد توفي نتيجة الظروف المناخية الصعبة والبرد القارس في القطاع.
ظروف قاسية
وأكد المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إن معاناة النازحين بالمدينة تتفاقم مع اشتداد موجات البرد والصقيع وهطول الأمطار بغزارة.
وأوضح أن الحصار الإسرائيلي المطبق على محافظتي غزة والشمال ومنع إدخال الوقود وغاز الطهي، منذ بدء العملية البرية على القطاع يوم 27 أكتوبر 2023، أجبر الفلسطينيين هناك على استخدام الحطب والأخشاب، بما في ذلك مخلفات المنازل التي دمرها القصف الإسرائيلي.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد قالت في بيان لها أمس الأحد أن الطقس البارد وانعدام المأوى يتسببان في وفاة الأطفال حديثي الولادة في غزة، في حين يفتقر 7700 طفل حديث الولادة إلى الرعاية المنقذة للحياة.
وأشار البيان إلى أن منظمة الصحة العالمية دانت اعتداءات الجيش الإسرائيلي، وإخراج مستشفى كمال عدوان في شمال غزة عن الخدمة، وذكرت أنه تم التأكد من قيام إسرائيل بتنفيذ 50 هجومًا على مستشفى كمال عدوان والمناطق المحيطة به منذ أكتوبر 2024.
وفي بيان سابق قالت الأونروا “توفي أطفال رضع بسبب البرد في غزة خلال الأيام الماضية، وقد يموت مزيد بسبب البرد ونقص المأوى ومستلزمات الشتاء الأساسية”.
ويعيش النازحون الفلسطينيون في خيام مصنوعة من القماش والنايلون، وسط ظروف إنسانية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية من المياه والطعام، فضلا عن نقص حاد في الملابس والأغطية ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء.
ولجأ هؤلاء إلى الخيام بعدما دمرت إسرائيل منازلهم وأجبرتهم على ترك مناطق سكنهم والتوجه إلى المناطق التي تقع جنوب محور نتساريم (جنوب القطاع)، الذي أنشأه جيش الاحتلال مع بداية عمليته البرية على القطاع يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليونين من أصل 2.4 مليون يقطنون في القطاع.
معاناة مدمرة للأطفال
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” يعاني مليون طفل في غزة من آثار نفسية واجتماعية مدمرة بسبب الحرب، ويعيش آلاف منهم في مخيمات النزوح بظروف قاسية تفتقر إلى أساسيات الحياة.
ويعاني الأطفال الناجون من الموت في غزة صدمات نفسية شديدة، وإصابات جسدية تتطلب علاجا طويل الأمد، نتيجة ويلات الحرب التي عايشوها، بما في ذلك بتر الأطراف والحروق. وتظهر على الأطفال أعراض مثل الكوابيس، والخوف من الأصوات العالية، والسلوك العدواني.
وتشير التقارير إلى أن نحو مليون طفل في غزة بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي، بينما يعيش 35 ألفا و60 طفلا من دون والديهم أو أحدهما.
ويقيم هؤلاء الأطفال في ظروف قاسية داخل مخيمات النزوح، حيث تفتقر الخيام إلى أساسيات الحياة، أهمها الطعام والمياه النظيفة، مما يزيد من معاناتهم اليومية وانتشار الأوبئة بينهم. وأوضحت إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن أكثر من 17 ألفا و818 طفلا قتلوا نتيجة العدوان الإسرائيلي.
وتعكس هذه المعاناة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الغزيون داخل القطاع المحاصر. وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.