إبادة وبرد وجوع.. 46 ألف قتيل بينهم 18 ألف طفل في غزة خلال 15 شهرًا

كشف تقرير رسمي فلسطيني، صد اليوم الثلاثاء، إن عدد سكان قطاع غزة انخفض 6% مع نهاية 2024 بسبب استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع. جاء ذلك وفق بيان للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، استعرض أوضاع الفلسطينيين مع نهاية عام 2024.
ولفتت رئيسة الجهاز علا عوض، إلى أن “الإبادة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 45,484 فلسطينياً في قطاع غزة، ومغادرة نحو 100 ألف فلسطيني للقطاع منذ 7 أكتوبر 2023”.
وأوضحت أن من بين القتلى 17,581 طفلا، و12,048 سيدة، إضافة إلى نحو 11 ألف مفقود، وإصابة 108,090 مواطنا آخرين، وفق البيان.
وذكرت أن عدد سكان فلسطين بلغ 5.5 ملايين نسمة، بينهم 3.4 ملايين في الضفة الغربية. وقالت إن عدد سكان قطاع غزة انخفض بنحو 160 ألف نسمة، ليبلغ 2.1 مليون بانخفاض مقداره 6% عن تقديرات عدد السكان بالقطاع لعام 2023، منهم أكثر من مليون طفل دون سن الثامنة عشرة، يشكلون ما نسبته 47 بالمئة من سكان القطاع.
وقدر البيان عدد الفلسطينيين في العالم بحلول نهاية 2024 بحوالي 14.9 مليونا “نصفهم خارج فلسطين التاريخية، وبينهم 5.5 ملايين في دولة فلسطين (الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية وقطاع غزة)، و1.8 مليون في أراضي 1948”.
وأشار البيان إلى أن عدد الفلسطينيين في الشتات بلغ نحو 7.6 ملايين فلسطيني، منهم 6.4 ملايين في الدول العربية.
قتل 1091 رضيع
وفي إطار جرائم الإبادة الجماعية التي تشنها على الشعب الفلسطيني قتل الجيش الإسرائيلي ألفا و91 رضيعا خلال الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 238 ولدوا وقتلوا خلال الحرب.
صرح بذلك مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة لوكالة الأناضول اليوم الثلاثاء. وقال: “جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة 238 رضيعا وُلِدوا واستشهدوا في الحرب، إضافة إلى 853 رضيعا ولدوا قبل الحرب وقُتلوا قبل أن يتجاوز عمرهم العام الأول”.
وأضاف أن “هذه الجرائم التي تستهدف الفئات الأكثر ضعفا وحاجة للرعاية والحماية تعكس مستوى غير مسبوق من الوحشية الإسرائيلية الممنهجة في غزة”.
كما اعتبر الثوابتة أن “هذه الجرائم تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989″، و”تتناقض مع أبسط المبادئ الإنسانية والقانونية”.
وبين أن هذه الأرقام تُجسّد “واقع الإبادة الجماعية المستمرة” بحق فلسطينيي غزة. وشدد على أن استهداف الأطفال الرضع يعدّ “جريمة حرب واضحة وفق القانون الدولي الإنساني، الذي يُلزم بحماية المدنيين، لا سيما الأطفال الذين يتمتعون بحماية خاصة”.
وتابع الثوابتة: “استشهاد هؤلاء الأطفال في ظروف مأساوية، وكثيرا منهم في أحضان أمهاتهم أو داخل المستشفيات التي كانت ملاذهم الأخير، يُظهر افتقار قوات الاحتلال الإسرائيلي لأي التزام بمعايير الأخلاق أو القوانين الدولية أو القيم الإنسانية”.
وأكد أن “هذه الجرائم تتجاوز كونها أرقاما أو إحصائيات، فهي تترك جراحا نفسية واجتماعية عميقة على الأسر الفلسطينية، وتدمّر البنية المجتمعية”. واعتبر أن الهدف “من هذه الممارسات الوحشية الإسرائيلية يتعدى استهداف الحاضر الفلسطيني إلى القضاء على أجيال المستقبل”.
وقال الثوابتة إنّ “هذه الجرائم تمثل اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والحقوقية. فالصمت إزاءها أو الاكتفاء بالتنديد اللفظي يعني قبولا ضمنيا لهذه السياسات العنصرية، ما يتطلب العمل الفوري لتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة”.
ودعا “المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، إلى فتح تحقيقات فورية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة”.
كما طالب وسائل الإعلام العالمية بـ”تحمل مسؤوليتها الأخلاقية في فضح هذه الانتهاكات وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “هذه الجرائم تشكل نقطة سوداء في تاريخ البشرية، وواجب العالم الحُر أن يتحرك لوقف هذه الانتهاكات. الشعب الفلسطيني لن ينسى هذه المآسي، وعلى العالم ألا ينسى أيضا”.
قتل 13 ألف طالب
من جانبها أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي قتل نحو 13 ألف طالب من مدارس وجامعات قطاع غزة والضفة الغربية، وأصاب أكثر من 21 ألفا آخرين منذ بدئه حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023.
وأفادت الوزارة في بيان لها “باستشهاد 12.790 من طلبة مدارس غزة و120 طالبا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023”. وأضافت أنه جرى “إصابة 21.026 من طلبة مدارس غزة، و655 من طلبة مدارس الضفة، إضافة إلى أسر 548 طالبا من الضفة منذ 7 أكتوبر 2023”.
وأردفت الوزارة: “كما يستمر حرمان 788 ألف طالب وطالبة من دراستهم في المدارس والجامعات في قطاع غزة”.
وعلى صعيد الكوادر التعليمية ذكرت الوزارة أنه “استشهد 630 وأصيب 3865 من كوادر مدارس غزة والضفة، واعتقل 185 في الضفة”.
وبخصوص الاعتداءات الإسرائيلية على المباني التعليمية أشارت الوزارة إلى “تعرض 425 مدرسة حكومية وجامعة ومبان تابعة لها، و65 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ’أونروا’، لقصف وتخريب، ما أدى إلى تضرر 171 منها بأضرار بالغة، وتدمير 77 بالكامل”. كما “تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب” وفق البيان نفسه.
قتل وبرد وجوع
ويعيش النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفا إنسانية قاسية، بعد أن غمرت مياه الأمطار خيامهم وعصفت الرياح بمراكز إيوائهم التي لجؤوا إليها بعد تدمير إسرائيل منازلهم على مدار 15 شهرًا من الإبادة الجماعية، وفقًا لوكالة الأناضول.
وللعام الثاني على التوالي، يواجه غالبية النازحين صعوبة في البقاء داخل مراكز إيواء بدائية وخيام قماشية مهترئة، حيث يعانون من نقص حاد في المستلزمات الأساسية مثل الملابس، الأغطية، ووسائل التدفئة.
وتفاقمت الأوضاع المعيشية مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والكهرباء، مما أدى إلى إصابة آلاف النازحين، خاصة الأطفال، بسوء تغذية حاد، وهي مرحلة وصفتها الأمم المتحدة بأنها “محطة ما قبل الموت”.
وفي نهاية أغسطس/آب 2024، كشفت الأمم المتحدة أن نحو 15 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، من بينهم 2288 طفلا يعانون من سوء تغذية “حاد وخيم” بعد فحص حوالي 240 ألف طفل في القطاع.
ويشتكي النازحون من ضعف مناعة أطفالهم بسبب الجوع وسوء التغذية، مما يزيد من خطر تعرضهم لموجات الصقيع. وبالفعل، ارتفع عدد الوفيات بين النازحين بسبب البرد في الأيام الأخيرة، حيث سجلت 7 حالات وفاة، من بينهم 6 أطفال معظمهم حديثو الولادة.
ووفقا لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، فقد غرقت عشرات الخيام بمياه الأمطار منذ فجر الاثنين، وتلقت فرق الإنقاذ العديد من الاستغاثات من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم وأماكن إيوائهم.
وبسبب الظروف الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرا، تعاني العائلات من العيش في العراء بعد تدمير مراكز الإيواء وانتقالها إلى أماكن غير صالحة للسكن. ومع استمرار الظروف المأساوية، ناشد الدفاع المدني منظمات دولية للمساهمة في توفير أماكن إيواء ملائمة لحماية النازحين من مياه الأمطار.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 81% من الخيام المهترئة في القطاع تهدد حياة آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء. ويتركز وجود النازحين في منطقة المواصي الممتدة على طول الساحل الغربي للقطاع، حيث لجأ إليها أكثر من 1.7 مليون نازح، وفقا لمنظمة “أوكسفام”.
وتعاني هذه المنطقة، التي تمثل نحو خمس مساحة القطاع، من نقص في إمدادات المياه والغذاء وسط الأوضاع المعيشية الصعبة. وتستمر إسرائيل في عمليات قصف وتدمير المنازل في غزة، مما يسبب المزيد من الخسائر البشرية والدمار.
فظائع على مرأى من العالم
من جانبها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم الثلاثاء، إنه مع مرور 15 شهرا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة فإن “الفظائع ما تزال مستمرة على مرأى العالم”.
وأضاف المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان: “خمسة عشر شهرًا من الحرب في غزة، ولا تزال الفظائع مستمرة على مرأى من العالم”.
وأوضح أن نحو 258 موظفا من العاملين في الأونروا بغزة قُتلوا منذ بدء الإبادة الجماعية بالقطاع، فيما يقبع ما لا يقل عن 20 موظفا في مراكز الاعتقال الإسرائيلية.
وذكر أن الموظفين يتعرضون داخل مراكز الاعتقال لـ”سوء المعاملة الممنهج والإهانة والتعذيب”، وفق ما أفاد به معتقلون أُطلق سراحهم سابقا، بحسب ما جاء في البيان.
ووثقت الأونروا مقتل ما لا يقل عن 745 فلسطينيا وإصابة 2200 آخرين في ملاجئها أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة، وفق البيان.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تحولت مدارس وعدد من المراكز الصحية التابعة للأونروا إلى مراكز لإيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم.
وعلى مدار أشهر الإبادة، قصفت إسرائيل بشكل متعمد المدارس ومراكز الإيواء التابعة للأونروا، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات النازحين معظمهم من الأطفال والنساء.
وبيّن لازاريني أن أكثر من ثلثي مباني الأونروا تعرضت لضرر أو دمار، لافتا إلى أن الغالبية العظمى منها كانت مدارس للأطفال قبل الحرب.
وأشار إلى أن الأونروا تحققت من احتلال الجيش الإسرائيلي منشآت الوكالة الأممية في غزة، دون توضيح عددها أو مواقعها.
وشدد على أن موظفي الأونروا ومبانيها وأنشطتها تعرضت لارتفاع كبير في الهجمات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة شمال قطاع غزة بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (منذ 5 أكتوبر الماضي).
ودعا إلى إجراء “تحقيقات مستقلة في التجاهل الممنهج لحماية العاملين في المجال الإنساني والمنشآت والعمليات الانسانية”، متابعا: “لا يمكن أن يصبح الإفلات من العقاب هو القاعدة السائدة”.
وطالب بـ”إطلاق سراح جميع العاملين في المجال الإنساني المعتقلين وجميع الرهائن، وتسهيل الوصول الإنساني إلى المحتاجين أينما كانوا، ورفع الحصار عن غزة لإدخال الإمدادات الإنسانية بما في ذلك مستلزمات مواجهة الشتاء”.
إبادة جماعية
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
كما أسفر التصعيد الإسرائيلي في الضفة عن 835 قتيلا، ونحو 6 آلاف و700 جريح فلسطينيين، منذ بدء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، استنادا إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.