دول عربية تدين توغل إسرائيل في سوريا واستيلائها على المنطقة العازلة

أعربت عدة دول عربية عن رفضها استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا بعد إعلان دولة الاحتلال عن انهيار اتفاقية فصل القوات مع دمشق إثر سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن كل من قطر والسعودية والكويت والأردن والعراق وجامعة الدول العربية.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد قالت إن قوات الجيش توغلت بريا في المنطقة العازلة مع سوريا، مع استمرار تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على مواقع في المنطقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل شنت 300 غارة على الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، فيما توغلت قوات إسرائيلية داخل سوريا، في عمليات ذكرت مصادر أنها وصلت إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.
وقال مصدر أمني سوري، إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من المنطقة منزوعة السلاح، التي تفصل هضبة الجولان عن سوريا.
وأعلنت إسرائيل يوم الأحد الماضي انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية، التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بعد أن دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
رفض عربي
وأدانت دولة قطر بشدة استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها، واعتبر بيان لوزارة الخارجية القطرية ما حدث تطورًا خطيرًا واعتداءً صارخًا على سيادة ووحدة سوريا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي.
وحذرت قطر من أن سياسة فرض الأمر الواقع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك محاولاته احتلال أراض سورية، ستقود المنطقة إلى المزيد من العنف والتوتر.
من جانبها قالت الخارجية السعودية في بيان لها إن الاعتداءات التي قامت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل، واستهداف الأراضي السورية، يؤكدان استمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي، وعزمها تخريب فرص استعادة سوريا أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها.
كما أعربت الكويت في بيان للخارجية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية، واعتبرته انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن.
وأكدت على أهمية قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لوضع حد لسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على دول المنطقة، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات حفاظًا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وفي الإطار نفسه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمة أمام مجلس نواب بلاده، إن عمان تدين قيام إسرائيل بالدخول إلى الأرض السورية وسيطرتها على المنطقة العازلة، وترفض هذا العدوان رفضا قاطعا، وتؤكد على وحدة سوريا ووحدة أراضيها وتماسكها.
كما أعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان عن “إدانتها استيلاء الكيان الصهيوني على المنطقة العازلة مع سوريا في الجولان والأراضي المجاورة لها”، مبينة أن هذا الإجراء يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وكانت جامعة الدول العربية قد أعربت، في بيان لها عن الإدانة الكاملة لما يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تحقيقه بشكل غير قانوني، مستفيدا من تطورات الأوضاع الداخلية في سوريا، سواء على صعيد احتلال أراض إضافية في الجولان أو اعتبار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 منتهيا.
بيان تركي وإيراني
من جانبها أدانت إيران اليوم الثلاثاء دخول الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، مؤكدة ضرورة احترام وحدة أراضي سوريا واعتقادها أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن العدوان على سوريا “يعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة”. كما قال إن بلاده تعتقد أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر مصير بلاده. وأكد ضرورة احترام وحدة أراضي سوريا، معربا عن أمله أن يجلب المستقبل الخير للشعب السوري.
فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن سوريا يجب أن يحكمها شعبها، مشيرًا إلى أن تركيا ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في بناء سوريا خالية من الإرهاب.
وأضاف في تصريحات له اليوم أن “تركيا دافعت عن سلامة الأراضي السورية واستقرارها منذ اليوم الأول للحرب الأهلية التي بدأت عام 2011”.
وكان أردوغان قد قال في وقت سابق إن بلاده “لا تتطلع إلى أراضي دولة أخرى أو سيادتها”. وذكر أن “تركيا مستعدة لفعل ما في وسعها من أجل استقرار سوريا “وسنتغلب على الصعاب معا”.
وأضاف: “تركيا ستعيد فتح حدودها مع سوريا لتسهيل عودة اللاجئين.. والسوريون سيقررون مستقبل سوريا”. وتابع: “ما يتعين على تركيا فعله هو دعم مساعي السوريين لإعادة بناء بلدهم.. الفترة المظلمة في سوريا انتهت وفترة النور بدأت”.
وأوضح الرئيس التركي أن “الهدف الوحيد للعمليات عبر الحدود كان حماية تركيا من الإرهاب ولن نسمح بظهور عناصر إرهابية جديدة خلف حدودنا”. وأضاف: “أعتقد أن رياح التغيير في سوريا ستفيد شبعها وإن العودة الآمنة والطوعية ستزيد مع تحقيق الاستقرار”.
وأردف قائلا: “تركيا كانت ملاذا آمنا للسوريين الفارين من الحرب.. وأبناء الشعب السوري أشقاؤنا بكل طوائفهم ومعتقداتهم”.