أخبارأخبار العالم العربي

إسرائيل تتوغل بريًا قرب دمشق وتدمر أسلحة الجيش السوري بغارات غير مسبوقة

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش دمر مقدرات الجيش السوري في أكبر عملية جوية في تاريخ إسرائيل، ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن توغل إسرائيل العسكري في جنوب سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.

وذكرت الإذاعة نقلا عن مصدر أمني أن الجيش الإسرائيلي شن عشرات الغارات التي استهدفت أصول ومقدرات الجيش السوري، ودمر طائرات وسفنًا حربية ومخازن أسلحة ومنشآت إستراتيجية بحجة منع وصول قوات المعارضة إليها.

تدمير الأسلحة

ومنذ انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد – فجر الأحد- شنت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية بذريعة تدمير الأسلحة الإستراتيجية السورية التي قد تشكل تهديدًا لها، وفقًا لموقع “الجزيرة نت

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن تل أبيب هاجمت أكثر من 250 هدفًا داخل الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، في واحدة من كبرى العمليات الهجومية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي.

وشملت الأهداف قواعد عسكرية وطائرات مقاتلة وأنظمة صواريخ، كما شمل الهجوم قواعد عسكرية وعشرات الطائرات المقاتلة، وعشرات أنظمة صواريخ أرض جو، ومواقع إنتاج ومستودعات أسلحة، وصواريخ أرض أرض.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين سوريين قولهما إن إسرائيل قصفت قواعد جوية رئيسية في سوريا، ودمرت بنية تحتية وعشرات الطائرات المروحية والمقاتلات.

كما أفاد بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في منطقة معلولا بريف دمشق. وتم تدمير عشرات المروحيات والمقاتلات الحربية في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار المزة العسكري بدمشق.

وأضاف أن غارات إسرائيلية أخرى استهدفت مقر الفرقة الرابعة والفرقة “105” التابعة للحرس الجمهوري ومناطق أخرى غربي العاصمة السورية. وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المواقع العسكرية في مدينة درعا جنوبي سوريا، من بينها مقر اللواء “132”. واستهدف القصف الإسرائيلي أغلب مخازن الأسلحة في تلك المواقع.

وأحصى ناشطون أكثر من 100 غارة إسرائيلية أمس الاثنين على مواقع عسكرية مختلفة في مناطق عدة في سوريا، آخرها مركز البحوث العلمية في برزة في دمشق.

توغل بري

فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين إقليميين قولهما إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الجيش يخطط للاستيلاء على منطقة عازلة داخل سوريا وبعض النقاط ذات الأهمية الاستراتيجية.

واستغل الجيش الإسرائيلي انسحاب قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد من مواقعها العسكرية ليتوغل في مناطق إستراتيجية بمحافظة القنيطرة جنوب سوريا، حيث سيطر على قمة جبل الشيخ، وعدد من القرى، والبلدات المحيطة بها داخل المنطقة منزوعة السلاح، بعمق يصل إلى 18 كيلومترا داخل الأراضي السورية.

وتُدار المنطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عام 1974، مما يجعل التوغلات فيها خرقا لهذه الاتفاقية، إلا أن إسرائيل تبرر تحركاتها بالضرورات الأمنية.

وأبلغت إسرائيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها لن تتدخل في الصراع في سوريا، مؤكدة أن سيطرتها على المنطقة العازلة كانت خطوة دفاعية، وأضافت أنها اتخذت “إجراءات محدودة ومؤقتة” لحماية أمنها فقط.

وأدانت مصر وقطر والمملكة العربية السعودية هذا التوغل الإسرائيلي. وقالت السعودية إن هذه الخطوة “ستقوض فرص سوريا في استعادة الأمن”.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، وقال دبلوماسيون إنهم ما زالوا في حالة صدمة من السرعة التي تم بها الإطاحة بالأسد على مدى 12 يومًا، بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما ودخلت في طريق مسدود لسنوات.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس “لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب .. ونقيم كيف سيتطور الوضع”.

ولعبت روسيا دورًا رئيسيًا في دعم حكومة الأسد ومساعدتها في قتال المتمردين. وقد فر الزعيم السوري من دمشق إلى موسكو يوم الأحد الماضي، منهيا أكثر من 50 عامًا من الحكم الوحشي لعائلته.

حكومة جديدة

وبينما لا تزال الأجواء الاحتفالية سائدة في العاصمة دمشق، وافق رئيس وزراء الأسد محمد الجلالي يوم الاثنين على تسليم السلطة لحكومة الإنقاذ التي تقودها المعارضة، وهي إدارة مقرها في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا.

وقال مصدر مطلع على المناقشات لرويترز إن القائد الرئيسي للمعارضة أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني التقى جلالي ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة عمل الحكومة الانتقالية التي سيرأسها محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ. وقال الجلالي إن عملية التسليم قد تستغرق أياما.

ولم يعلن تحالف المعارضة بعد عن خططه لمستقبل سوريا، ولا يوجد نموذج لمثل هذا التحول في المنطقة المضطربة.

وقال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود في نيويورك: “إننا نركز الآن على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن توجد سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري”.

وقالت واشنطن إن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد سبل للتواصل مع الجماعات المتمردة السورية، وتتواصل مع شركاء في المنطقة مثل تركيا لبدء دبلوماسية غير رسمية.

وقال مسؤول مطلع على التطورات لرويترز إن دبلوماسيين قطريين تحدثوا مع هيئة تحرير الشام يوم الاثنين، في الوقت الذي تسارع فيه الدول الإقليمية لفتح اتصالات مع المجموعة.

عودة الأمور لطبيعتها

وكانت هناك مؤشرات أولية على عودة الأمور إلى طبيعتها. فمن المقرر أن تفتح البنوك السورية أبوابها اليوم الثلاثاء، ودعت وزارة النفط جميع العاملين في القطاع إلى التوجه إلى العمل اليوم، مضيفة أنه سيتم توفير الحماية لهم لضمان سلامتهم.

وشاهد مراسلو رويترز أربع حافلات صغيرة تصل إلى البنك المركزي السوري، حيث نزل الموظفون منها ودخلوا إلى المبنى في أول يوم عمل لهم منذ سقوط الأسد. وقالت سميرة المكلي “إنه تحول جديد، إنه يوم جديد، عام جديد، حياة جديدة”.

وتعهد الجولاني بإعادة بناء سوريا، وقضت هيئة تحرير الشام سنوات في محاولة تحسين صورتها لطمأنة الدول الأجنبية والأقليات داخل سوريا.

لكن المخاوف من الانتقام لا تزال قائمة، حيث أكدت هيئة تحرير الشام أنها لن تتردد في محاسبة ضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري، ووصفتهم بالمجرمين والقتلة.

وقال الجولاني في بيان “سننشر قائمة بأسماء كبار المسؤولين المتورطين في تعذيب الشعب السوري، وسنقدم مكافآت لمن يقدم معلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب”.

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين “إن السوريين يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف ننضم إلى الجهود لإعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وإعادة بناء المستقبل، مستقبل أفضل لسوريا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى