أخبار أميركاأميركا بالعربي

ترامب يعيّن محامية من أصول عراقية مستشارة له

أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعيين المحامية الأميركية من أصول عراقية، ألينا حبة، مستشارة له ضمن فريقه الجديد في البيت الأبيض، وهو تعيين نهائي لا يحتاج لموافقة الكونغرس.

وأعربت حبّة عن سعادتها بتعيين ترامب لها مستشارة له، قائلة إنه شرف عظيم لها أن تخدم الرئيس المنتخب وكذلك الشعب الأميركي”.

وقال ترامب، في بيان له عبر منصّة “تروث سوشال” إن حبة كانت “مدافعة لا تعرف الكلل عن العدالة، ومدافعة شرسة عن سيادة القانون، ومستشارة لا تقدر بثمن لحملتي وفريق الانتقال”.

وأضاف أنها “كانت ثابتة في ولائها، ولا مثيل لها في عزمها، وقفت معي خلال العديد من التجارب والمعارك والأيام التي لا حصر لها في المحكمة”.

ووصف ترامب حبة بأنها “قاتلت بلا هوادة بشجاعة والتزام لا يتزعزع بالعدالة” قائلاً “بصفتها من الجيل الأول من الأميركيين من أصول شرق أوسطية، أصبحت نموذجا يحتذى به للمرأة في القانون والسياسة، وحصلت مؤخرا على لقب امرأة العام الكلدانية”.

محبة لترامب

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد مثلت حبة (39 عاماً) ترامب في العديد من الدعاوى القضائية، بما في ذلك قضية الاحتيال المدني التي رفعها المدعي العام في نيويورك، بعد أن انضمت إلى فريقه القانوني عام 2021.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت المحامية الكلدانية الأكثر شهرة على الساحة العامة في الولايات المتحدة باعتبارها المدافعة الأكثر شراسة عن ترامب.

وتخرجت حبة، وفقا لوكالة “بلومبرغ”، من جامعة ليهاي وكلية الحقوق بجامعة وايدنر في الكومنولث في ولاية بنسلفانيا، وقالت حبة إنها “وقعت في حب المحاماة حينما زارت محامية جذابة وذكية للغاية مدرستها وتحدثت للطلبة عن المهنة”.

وتمتلك حبة شركة مكونة من 5 محامين، ولها مكاتب في نيو جيرسي ومانهاتن، وتمثل عملاء مختلفين في قطاع العقارات، القطاع الذي بنى ترامب امبراطوريته من خلاله. وتصف المحامية نفسها بأنها “كاثوليكية متدينة جدا ومؤمنة حقيقية بقضية ترامب”.

وفي منزل برناردسفيل بولاية نيو جيرسي الذي تتقاسمه حبة مع زوجها، وهو مستثمر عقاري تجاري، تحتفظ بقبعتين مكتوب عليهما “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” موقعتين من ترامب ومحفوظتين في صناديق زجاجية، بالإضافة إلى كتب متعلقة بترامب، وصورة له يبتسم مع أطفالهما بجانب حمام سباحة.

وخلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي أعلن ترشيح ترامب، ظهرت ألينا حبة، المحامية وكبيرة مستشاري حملة ترامب، على المنصة متحدثة عنه، مؤكدة أنه قدم لها كل الدعم في مشوارها المهني وفي حياتها باعتبارها امرأة أميركية من أصول عربية كاثوليكية.

وقالت: “أنا ولدت لأب وأم عراقيين هربا إلى أميركا منذ 4 عقود بسبب الملاحقات والقمع وانعدام الحرية”، مشيرة إلى أن ترامب له الفضل في دعم مسيرتها المهنية وإلهام “الشابات الأخريات ذوات الأحلام الكبيرة”.

وخلال مقابلة أجرتها مع قناة “الحرة” على هامش المؤتمر عبرت حبة عن فخرها بأصولها العراقية، مشيرة إلى أنها تعد من الجيل الأول في الولايات المتحدة لوالدين ولدا في بغداد.

من هي ألينا حبة؟

ولدت حبة في ولاية نيوجيرسي لوالدين من الكاثوليك الكلدانيين، الذين فروا من الاضطهاد في العراق في أوائل الثمانينات، بحسب موقع “بي بي سي“.

وبعد تخرجها من الجامعة، حصلت على وظيفة في صناعة الأزياء، حيث عملت لدى مارك جاكوبس، إحدى العلامات التجارية الرائدة في الولايات المتحدة. لكنها عادت إلى الكلية بعد عدة سنوات في الصناعة، وحصلت على شهادة الحقوق من جامعة وايدنر، وهي مدرسة صغيرة في ولاية بنسلفانيا، في عام 2010.

وعملت حبة لفترة وجيزة كاتبة لدى قاضي المحكمة العليا في نيوجيرسي آنذاك يوجين كودي جونيور، قبل أن تدخل الممارسة الخاصة، حيث عملت لعدة سنوات قبل أن تبدأ في تأسيس شركتها الخاصة عام 2020.

وانضمت الأم لثلاثة أطفال إلى فريق ترامب القانوني في عام 2021 بعد أن التقت به في ناديه الريفي في بيدمينستر، نيوجيرسي، حيث يقع مقر مكتب المحاماة الخاص بها أيضًا. وكان وقتها الرئيس السابق لا يزال غاضبًا بعد هزيمته في انتخابات عام 2020 ويواجه مجموعة من الدعاوى القضائية.

نقلة نوعية

وبعد هذا اللقاء ارتقت حبة من محامية غير معروفة إلى تمثيل الرئيس السابق للولايات المتحدة في بعض قضاياه الأكثر خطورة على المستوى الشخصي.

حيث مثلت ترامب في العديد من الدعاوى القضائية، بما في ذلك الدعوى القضائية التي رفعها ضد صحيفة “نيويورك تايمز” وابنة أخته ماري ترامب بقيمة 100 مليون دولار.

وتدافع عنه حاليًا في قضية الاحتيال المدني التي رفعها المدعي العام في نيويورك ضده وضد أبنائه، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال“.

وعملت حبة كمستشارة كبيرة لحملة إعادة انتخاب ترامب، وهي ترقية تأتي بعد حصولها على اعتراف وطني بدورها القانوني المهم في فريق الرئيس السابق على مدى السنوات القليلة الماضية.

ووصفت حبة ترقيتها بأنها “شرف عظيم” وقالت إنها ستوفر لها، كأم، الفرصة لمناقشة القضايا المهمة للنساء في جميع أنحاء البلاد.

ولاقت ترقيتها حبة استحسانا، ووفقا لما نقلته “فوكس نيوز” عن العديد من الأشخاص المطلعين على الأمر، والذين أشاروا إلى أنها أدت بالفعل إلى زيادة في جمع التبرعات لحملة ترامب.

كما تولت حبة منصب المتحدثة القانونية باسم ترامب، ولعبت دورًا في إنجاز المهمة الحاسمة المتمثلة في إعادته إلى البيت الأبيض.

كما عملت حبة أيضًا كمستشارة أولى لشركة MAGA Inc، وهي لجنة العمل السياسي التي تدعم إعادة انتخاب ترامب، وحصلت على أكثر من 3.5 مليون دولار مقابل عملها في المجموعة.

شجاعة وذكاء

من جانبه أشاد النائب كوري ميلز، الجمهوري عن فلوريدا بأداء حبة قائلا إن “الجزء الأعظم فيما تفعله هو أنها لا تتحدث من منطلق الرأي، بل تستند إلى حقائق وإجراءات قانونية، وهي تفعل ذلك بطريقة واضحة وقوية ورائعة”. وأضاف: “الذكاء والجمال مزيج خطير في هذه اللعبة”.

كما أظهرت مهارة وذكاء وشجاعة في دفاعها عن ترامب في العديد من القضايا، ونالت الثناء منه بعد أن أدى عملها معه إلى قيام المتسابقة المبتدئة سمر زيرفوس بإسقاط قضية الاعتداء الجنسي.

كما أغدق عليها ترامب بالثناء بعد أن تمكنت من إقناع مساعده السابق، مايكل كوهين، بالاعتراف بأنه ارتكب في السابق شهادة الزور على المنصة.

وفي الدعوى المدنية التي رفعتها إي جان كارول، الذي تبين أن ترامب اعتدى عليه في التسعينيات، كثيرا ما تشاجرت حبة مع القاضي لويس كابلان الذي وصل به الأمر لدرجة تهديدها بالسجن خلال المرافعات الختامية في القضية.

كما اشتبكت مع فقهاء قانونيين آخرين أيضًا، ووصفت القاضي آرثر إنجورون، القاضي المخضرم البالغ من العمر 74 عامًا والذي يشرف على قضية الاحتيال التي رفعها ترامب في نيويورك، بأنه “مضطرب”، ولم يكن سلوكها هذا مزعجًا لترامب، بل على العكس كان يشيد بها وبأدائها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى