مطاردة قاتل إحدى أكبر شركات التأمين الصحي في أمريكا تدخل يومها الثالث

لا يزال الرجل المجهول الهوية المشتبه به في قتل برايان تومسون، الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد هيلث كير»، إحدى أكبر شركات التأمين الصحي في الولايات المتحدة، طليقا بعد الحادث، ولا زالت الشرطة تطارده وتقود عملية بحث واسعة لليوم الثالث على التوالي للقبض عليه، وفقًا لشبكة ABC news.
ووقع حادث إطلاق النار على تومسون يوم الأربعاء الماضي خارج فندق في وسط مانهاتن، حيث كانت شركة التأمين الصحي تعقد مؤتمرها للمستثمرين، ووصفت الشرطة الهجوم بأنه “وقح ومستهدف” و”متعمد”، وأعلنت إطلاق عملية بحث ضخمة عن القاتل.
تفاصيل الحادث
وأفادت الشرطة أن تومسون (50 عاماً) تعرض لإطلاق النار في نحو الساعة 06:45 صباحاً بالتوقيت المحلي، بينما كان يسير بمفرده إلى فندق «هيلتون ميدتاون» بنيويورك من فندق قريب. ويبدو أن المسلح كان «انتظره لعدة دقائق»، وعند مرور تومسون اقترب منه من الخلف وأطلق النار عليه، حسبما قالت جيسيكا تيش مفوضة شرطة مدينة نيويورك.
وقالت تيش: «لقد مر العديد من الأشخاص أمام المشتبه به، إلا أنه يبدو أنه كان ينتظر هدفه المقصود»، مضيفة أن إطلاق النار «لا يبدو أنه عمل عنيف عشوائي».
وأوضحت أن تومسون أصيب مرة واحدة على الأقل في ظهره ومرة في ربلة الساق. وتم نقله إلى المستشفى، حيث تم إعلان وفاته هناك.
فيما قال رئيس قسم التحقيقات في شرطة نيويورك جوزيف كيني، إن مطلق النار اتجه نحو الضحية وقام بإطلاق النار، لكن يبدو أن السلاح تعطل، حيث قام بإزالة العوائق وبدأ في إطلاق النار مرة أخرى”.
وتم تصوير عملية القتل بواسطة بعض كاميرات المراقبة العديدة الموجودة بالمنطقة. والتقطت الكاميرات المراحل الأولية لهروب المسلح، حيث شوهد وهو يهرب من المبنى عبر ساحة للمشاة، ثم هرب على دراجة إلى سنترال بارك، حيث اختفى.
وقالت مصادر بالشرطة إن المشتبه به بعد ارتكاب جريمته فر سيرًا على الأقدام إلى زقاق، حيث تم العثور في وقت لاحق على هاتف يعتقد أنه مرتبط بالمشتبه به.
وأوضحت الشرطة أنه فر بعد ذلك شمالاً على دراجة وركبها حتى وصل إلى سنترال بارك. وشوهد شخص يبدو أنه المشتبه به قبل الساعة السابعة صباحًا بقليل في الجانب الغربي العلوي، وهو يركب دراجة هوائية بعيدًا عن سنترال بارك. ولم يتم رصده منذ ذلك الحين.
ويبحث المحققون عن أدلة يمكن أن تساعدهم في تحديد هوية المسلح، واستخدمت الشرطة طائرات مسيرة وطائرات هليكوبتر وكلاب للبحث عنه، كما نشرت ملصقاً يعرض صورة من كاميرا مراقبة له، وعرضت مكافأة تصل إلى 10 آلاف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله وإدانته.
قاتل غامض
وذكرت مصادر في إنفاذ القانون لشبكة ABC news أن القاتل دخل مدينة نيويورك بالحافلة في 24 نوفمبر، عندما التقطت كاميرا مراقبة في محطة حافلات بورت أوثوريتي وصوله في الساعة التاسعة مساءً.
وانطلقت الحافلة القادمة من أتلانتا، لكن لم يتضح على الفور المكان الذي صعد إليه المشتبه به. وتحقق الشرطة فيما إذا كان المشتبه به قد غادر مدينة نيويورك بالحافلة يوم الأربعاء بعد ارتكاب جريمة القتل. وتشكل الفترة التي قضاها في مدينة نيويورك لمدة 10 أيام قبل إطلاق النار محور جهود التحقيق.
وقالت مصادر للشبكة إن الشرطة جمعت مقاطع فيديو للمشتبه به في جميع أنحاء المدينة، بما في ذلك في مترو الأنفاق، وفي سيارات الأجرة وفي ماكدونالدز.
وفي كل مكان، كان يدفع نقدًا، وتأكد من إبقاء قناعه على وجهه، مما يشير إلى المحققين أنه كان يعلم أنه قادم إلى مدينة نيويورك لارتكاب جريمة القتل، حسبما ذكرت المصادر.
وتمكنت الشرطة من العثور على صورة مراقبة للمشتبه به دون قناع وجهه لأنه كان يغازل المرأة التي حجزت له مكانا في نزل في الجانب الغربي العلوي من مانهاتن، حسبما ذكرت مصادر في الشرطة.
وقالت المصادر إن المرأة طلبت منه أن ترى ابتسامته أثناء وقوفه عند مكتب تسجيل الوصول. فاستجاب مطلق النار لطلبها، وسحب قناعه لفترة كافية لتلتقط كاميرا المراقبة وجهه.
وقالت مصادر إن الشرطة توصلت إلى أن المشتبه به سجل دخوله إلى النزل باستخدام رخصة صادرة من ولاية نيوجيرسي ليست رخصته.
ما هو الدافع
ولم تذكر الشرطة ما هو الدافع وراء الحادث، لكن مصادر ذكرت أن الكلمات التي كتبت على غلاف الرصاصات كانت “ينكر” و”يدافع” و”يعزل”.
وتعكس هذه الكلمات عنوان كتاب صدر عام 2010 بعنوان “التأخير والإنكار والدفاع: لماذا لا تدفع شركات التأمين المطالبات وما الذي يمكنك فعله حيال ذلك”. وقالت مصادر إن الشرطة تدرك التشابه، وتحقق فيما إذا كان أحد الدوافع المحتملة هو الغضب من صناعة التأمين.
وقالت زوجة تومسون، بوليت تومسون، إنه أخبرها «أن هناك بعض الأشخاص الذين هددوه». وأضافت أنها لا تملك تفاصيل، لكنها أشارت إلى أن التهديدات ربما كانت تتعلق بمشاكل تتعلق بتغطية التأمين.
وقال إريك فيرنر، قائد الشرطة في ضاحية مينيابوليس حيث كان يقيم تومسون، إن إدارته لم تتلق أي تقارير عن تهديدات ضد الرئيس التنفيذي الراحل.
وقالت الشركة الأم لشركة التأمين «يونايتد هيلث جروب» في بيان: «نشعر بحزن عميق وصدمة لوفاة صديقنا العزيز وزميلنا برايان تومسون، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير».
وأضافت الشركة في بيان لها: «كان برايان زميلاً وصديقاً يحظى باحترام بالغ من جميع من عملوا معه… نحن نعمل بشكل وثيق مع قسم شرطة نيويورك ونطلب منكم الصبر والتفهم خلال هذا الوقت العصيب».
وتابعت: “نحن ممتنون للتدفق الهائل من اللطف والدعم، لقد خصص العديد من المرضى والمستهلكين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والجمعيات والمسؤولين الحكوميين وغيرهم من الأشخاص المهتمين وقتًا من يومهم للتواصل معنا. ونحن ممتنون لذلك، حتى مع حزننا”.
وأكدت الشركة في بيانها أن “أولوياتنا هي، في المقام الأول والأخير، دعم أسرة بريان؛ وضمان سلامة موظفينا؛ والعمل مع جهات إنفاذ القانون لتقديم الجاني إلى العدالة”.
وأضاف البيان “نحن في مجموعة يونايتد هيلث سنستمر في تقديم المساعدة لمن يعتمدون علينا في الرعاية الصحية. ونطلب من الجميع احترام خصوصية الأسرة وهم يحزنون على فقدان الزوج والأب والأخ والصديق”.