أخبارأخبار العالم العربي

حلب خارج سيطرة النظام السوري لأول مرة.. وأمريكا تنفي علاقتها بهجمات المعارضة

للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 أصبحت مدينة حلب خارج سيطرة النظام السوري، وذلك بعد أن نجحت فصائل المعارضة السورية المسلحة في السيطرة على كل أحياء المدينة، التي تعد ثاني كبرى المدن السورية.

ومنذ الأربعاء الماضي، بدأت إدارة العمليات العسكرية، التي تضم تحالف من مجموعة فصائل معارضة، هجوما مباغتا على محافظة حلب، حيث تمكنت من التقدم فيها، بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتي إدلب وحماة المجاورتين، في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “ردع العدوان”.

وتعتبر العملية تحديًا كبيرًا للرئيس السوري، بشار الأسد، وتعيد إشعال الصراع الذي كان كامنًا إلى حد كبير لسنوات، والذي بدا عام 2011 باحتجاجات شعبية تطالب برحيل الأسد ونظامه، ثم تحولت إلى صراع دام بعد قمع النظام السوري المظاهرات السلمية.

وهذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها أقدام مسلحي المعارضة السورية حلب منذ استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها خلال الحرب الأهلية في عام 2016.

نفي أمريكي

ووفقًا لشبكة CNN فقد أعلن البيت الأبيض أنه “يراقب الوضع في سوريا عن كثب” بعد التطورات الأخيرة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت في بيان: “نحن نراقب عن كثب الوضع في سوريا، وكنا على اتصال خلال الـ48 ساعة الماضية مع عواصم إقليمية”.

وأضاف: “في الوقت نفسه، لا علاقة للولايات المتحدة بهذا الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، وهي منظمة مُدرجة على لائحة الإرهاب. وتحث الولايات المتحدة، مع شركائها وحلفائها، على خفض التصعيد وحماية المدنيين والأقليات، وإجراء عملية سياسية جادة وموثوقة يمكنها إنهاء هذه الحرب الأهلية مرة واحدة وإلى الأبد، من خلال تسوية سياسية تتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2254”.

وتابع سافيت: “كما سنواصل الدفاع عن الأفراد الأمريكيين والمواقع العسكرية الأمريكية وحمايتها بشكل كامل، والتي تعتبر ضرورية لضمان عدم ظهور تنظيم (داعش) مرة أخرى في سوريا”.

ويضم الجزء الشمالي من مدينة حلب أحياء عدة تقطنها غالبية كردية، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، وتخضع لسيطرة الوحدات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.

تطورات متسارعة

وباتت المعارضة السورية تسيطر على مدينة حلب ومطارها بالكامل، وبذلك أصبحت المدينة “لأول مرة خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع الثورة في البلاد عام 2011.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد كانت قوات النظام السوري قد استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بعد اتفاق بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها، بعدما شكلت معقلا لفصائل المعارضة منذ صيف 2012.

وكان لإيران والمجموعات الموالية لها نفوذ واسع في مدينة حلب ومحيطها، قبل أن تخلي عددا من مواقعها تباعا خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتمكنت المعارضة خلال اليومين الماضيين من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي، كما أعلنت اليوم أنها تتقدم في محافظة حماة، وذلك بعد ساعات من إعلانها سيطرتها أيضا على كامل محافظة إدلب.

الأسد وحلفاؤه

وفي ضوء التطورات المتسارعة، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة على “دحر” الهجمات بدعم من حلفائها. وقال الأسد – أمس السبت- إن بلاده “مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم”، وهي “قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية”.

وأعربت 3 دول منخرطة في النزاع السوري، روسيا وإيران حليفتا الأسد، وتركيا الداعمة للفصائل المعارضة، عن قلقها إزاء “التطور الخطير” في سوريا.

أوفدت إيران وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى دمشق اليوم الأحد، والذي استبق وصوله بتأكيد الدعم “الحازم” للسلطات السورية، كما يعتزم عراقجي التوجه إلى تركيا لبحث التطورات الأخيرة.

وكانت المعارضة المسلحة قد أعلنت الأربعاء الماضي بدء ما سمتها “معركة ردع العدوان”، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين – التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه “ضربة استباقية” لحشود قوات النظام التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.

وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس 2020 عندما اتفقت روسيا -التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد- وتركيا، التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمالي غربي سوريا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى