بايدن يحمل كتابًا مناهضًا لإسرائيل.. ومؤلف الكتاب يقول إنه تأخر 4 سنوات
ظهر الرئيس جو بايدن أمس الجمعة وهو يحمل كتابًا مناهضًا لإسرائيل ويصف تأسيسها بالاستعمار الذي قوبل بمقاومة فلسطينية، فيما علق مؤلف الكتاب على هذا المشهد بقوله إن قرار بايدن بقراءة الكتاب “تأخر 4 سنوات”.
ووفق صحيفة “نيويورك بوست” فقد غادر بايدن مكتبة نانتوكيت بوكوركس في ولاية ماساتشوستس بعد تسوقه هو وعائلته يوم الجمعة السوداء، وظهر أمام المصورين وهو يحمل نسخة من كتاب “حرب المائة عام على فلسطين: تاريخ الغزو الاستعماري الاستيطاني والمقاومة، 1917-2017” للأستاذ الفخري بجامعة كولومبيا رشيد الخالدي.
ويتناول الكتاب تاريخ فلسطين من خلال منظور الحرب الاستعمارية، التي شنّتها أطراف مختلفة ضد الفلسطينيين لصالح اليهود، كما يسلط الضوء على سياسات إسرائيل التمييزية تجاه الفلسطينيين.
وينتقد الكتاب أيضا سياسات الرئيس دونالد ترامب لإقراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بضم إسرائيل الجولان السوري المحتل.
وتعليقا على الصورة التي ظهر فيها بايدن وهو يحمل الكتاب، قال المؤلف رشيد الخالدي، إن عزم بايدن على قراءة الكتاب “متأخر 4 سنوات”، في إشارة إلى قرب انتهاء ولاية بايدن التي شهدت أعنف حرب إسرائيلية على قطاع غزة بدعم أميركي غير مسبوق.
ويشير الخالدي، وهو كاتب أميركي من أصل فلسطيني ولبناني، إلى الإدارة الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترامب باعتبارها “بوقًا” لإسرائيل، ويتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقيادة “الحكومة الأكثر تطرفًا” في تاريخ بلاده. كما انتقد الأكاديمي المتخصص في الدراسات العربية ما وصفه بالتغطية الصحفية المنحازة لصالح إسرائيل.
بايدن والصهيونية
ووفقًا للصحيفة لم يتضح بعد ما إذا كان بايدن قد اشترى الكتاب أم أنه أعطي له أثناء وجوده في المتجر، بعد أن تناول هو وابنه الأول هانتر العشاء مع ابنته الأولى آشلي وأفراد آخرين من العائلة في مطعم Brotherhood of Thieves القريب، قبل حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد السنوي في الجزيرة.
وأشار بايدن إلى نفسه مرارًا وتكرارًا باعتباره صهيونيا، أي مؤيدًا للحركة التي حفزت الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية، مما أدى إلى إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948.
وأكد بايدن للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عندما زار الأخير الولايات المتحدة في نوفمبر الجاري أنه صهيوني، قائلا “لا يجب أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، أنا صهيوني”.
لكن المؤيدين المتحمسين للدولة اليهودية في الولايات المتحدة انتقدوا بايدن لإيقافه شحنات القنابل الثقيلة التي يبلغ وزنها 2000 رطل إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا العام بعد انتقاد الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب. واستمرت المساعدات الأميركية الأخرى على الرغم من حجب الذخائر.
وزار بايدن إسرائيل لإظهار الدعم بعد وقت قصير من قيام مقاتلي حماس بقتل حوالي 1200 شخص في 7 أكتوبر 2023، واضطر إلى تقليص ظهوره العام بعد ذلك، حيث هاجمه النشطاء الغاضبون باستمرار ووصفوه بـ”جو الإبادة الجماعية” لدعمه غزو إسرائيل لقطاع غزة.
وفي نوفمبر الماضي، نزل آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى البيت الأبيض وهم يهتفون “تبا لجو بايدن” و”يجب أن يرحل جو الإبادة الجماعية ” – حتى أن البعض رسموا الاسم على بوابات البيت الأبيض إلى جانب بصمات الأيدي الحمراء.
وانتقد بايدن نتنياهو بشكل متزايد خلال العام الماضي بسبب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، ويقال إنه استخدم عبارات مسيئة لوصفه خلف الأبواب المغلقة.
كتاب الخالدي
وينتقد كتاب رشيد الخالدي ترامب لإقراره مجموعة من السياسات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان من سوريا. وقد نُشر الكتاب في أوائل عام 2020 قبل أن يتوسط ترامب في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وخمس دول إسلامية.
وكتب الخالدي في كتابه قائلًا: “لقد تخلى ترامب حتى عن التظاهر القديم بالحياد. وبهذا توقفت الولايات المتحدة عن كونها “محامي إسرائيل”، وأصبحت بدلاً من ذلك بوقًا للحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل”.
ويصف الكتاب “مسارًا يقوم على المساواة والعدالة” وينهي “اضطهاد شعب من قبل شعب آخر”. ويستشهد بالسياسات الإسرائيلية التمييزية ضد الفلسطينيين، الذين يشير الخالدي إلى أنهم من خلفيات إسلامية ومسيحية.
وكتب قائلًا: “إن المواجهات الاستيطانية الاستعمارية مع الشعوب الأصلية لم تنته إلا بإحدى ثلاث طرق: بالقضاء على الخضوع الكامل للسكان الأصليين، كما هو الحال في أميركا الشمالية؛ أو بهزيمة المستعمر وطرده، كما هو الحال في الجزائر، وهو أمر نادر للغاية؛ أو بالتخلي عن التفوق الاستعماري، في سياق التسوية والمصالحة، كما هو الحال في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وأيرلندا”.
وأضاف: “إذا لم يكن القضاء على السكان الأصليين نتيجة محتملة في فلسطين، فماذا عن تفكيك سيادة المستعمر من أجل إتاحة الفرصة للمصالحة الحقيقية؟ إن الميزة التي تتمتع بها إسرائيل في مواصلة مشروعها ترتكز على حقيقة مفادها أن الطبيعة الاستعمارية الأساسية للمواجهة في فلسطين لم تكن واضحة لمعظم الأميركيين والعديد من الأوروبيين”.
المقاومة الشعبية
ويقول الخالدي إن “المقاومة الشعبية” بين الفلسطينيين “يمكن أن تستمر في التصاعد”. ويشيد المؤلف بالانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل، والتي خلفت أكثر من 2000 قتيل بعد ما يقرب من 6 سنوات من أعمال الاحتجاج وإلقاء الحجارة بين عامي 1987 و1993، وانتهت باتفاقيات أوسلو التي منحت حكماً ذاتياً محدوداً للمناطق المحتلة في الضفة الغربية وغزة.
ويقول الكتاب: “كانت الانتفاضة الأولى نموذجاً بارزاً للمقاومة الشعبية ضد الظلم، ويمكن اعتبارها أول انتصار غير مشروط للفلسطينيين في الحرب الاستعمارية الطويلة التي بدأت عام 1917”.
ولكنه كتب كلمات أقل إيجابية عن الانتفاضة الثانية التي اندلعت بعد ذلك، والتي اشتهرت بالتفجيرات الانتحارية التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين، والتي أسفرت عن بناء سياج أمني سيئ السمعة يفصل بين الجيوب الفلسطينية، حيث كتب أن “الانتفاضة الثانية شكلت انتكاسة كبيرة للحركة الوطنية الفلسطينية”.
وتأتي رحلة بايدن في نانتوكيت بعد ثلاثة أيام فقط من إعلانه عن وقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة بين حزب الله وإسرائيل، حيث تواصل إدارته السعي إلى إطلاق سراح الرهائن الأميركيين والإسرائيليين المحتجزين لدى حماس من أجل إنهاء الحرب في غزة. ولم يستجب المتحدثون باسم البيت الأبيض على الفور لطلب الصحيفة للتعليق.