الأغذية العالمي: جوع غزة وصل مرحلة كارثية وأسعار الغذاء ارتفعت أكثر من 1000%
كشف برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع تتفاقم في أنحاء قطاع غزة ووصلت إلى مرحلة كارثية، مؤكدا أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد عن 1000% مقارنة بمستويات ما قبل الحرب الإسرائيلية على غزة.
جاء ذلك في بيان نشرته الأمم المتحدة يسلط الضوء على أزمة الجوع وخطر استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين في أنحاء غزة وخاصة شمالها.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن أمس الجمعة، أن جميع المخابز في وسط قطاع غزة أغلِقت بسبب نقص الإمدادات جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي، إن الحصول على الضروريات الأساسية في غزة أصبح صراعًا يوميًا مروعًا من أجل البقاء، محذرا من أنه بعد 13 شهرا من العنف المتواصل، صار التهديد بالموت جوعًا أو مرضًا أو قصفًا أمرًا حقيقيًا.
وخلال مؤتمر صحفي أطلع سونغاي الصحفيين على مشاهدته خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة التي استغرقت أسبوعًا، مشيرًا إلى أنه هذه المرة شعر بالقلق الشديد إزاء انتشار الجوع.
وقال إنه في كل مرة يزور غزة، “يزداد مستوى الدمار سوءا”، مضيفا أنه رأى العشرات من النساء والأطفال يبحثون عن الطعام في مكبات النفايات الضخمة.
وشدد على ضرورة دخول مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة، لكن “هذا ليس هو الحال. ومن الأهمية بمكان أن تعمل السلطات الإسرائيلية على تحقيق هذا”.
مرحلة كارثية
بدوره، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن الفلسطينيين في القطاع وصلوا مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وقال المكتب في بيان له إن “شعبنا الفلسطيني وصل إلى مرحلة متأزمة على الصعيد الإنساني، فالأزمات تتوالى عليه بدون حلول”، مؤكدا أن الوضع يقترب من الكارثة أكثر من أي وقت مضى.
وقال إنه وعلى مدى 420 يوما يواصل جيش الاحتلال سياسة التجويع ضد شعبنا، خاصة الأطفال والنساء، ويغلق جميع المعابر والمنافذ إلى غزة.
وعبّر عن تفاجئه مما وصفه بفشل المنظمات الدولية التي باتت “تتماهى مع سياسات الاحتلال ضد المدنيين والفئات الضعيفة في غزة”، مشيرا إلى وفاة 4 أشخاص كانوا ينتظرون على أبواب المخابز للحصول على خبز لإطعام أسرهم، بسبب التدافع الناتج عن الجوع الشديد.
وطالب الإعلام الحكومي، منظمة الأغذية العالمية بتحمل مسؤولياتها المباشرة عن الكوارث الميدانية التي تقع بفعل سياساتها بإدارة أعمالها في غزة، كما دعاها إلى توزيع الطحين على أهالي غزة من أجل إنهاء أزمة الغذاء الحالية، ووقف كارثة الازدحام على أبواب المخابز.
وحذر من التماهي مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي في التجويع الممنهج أو تشديد الحصار أو إفساد عمل المؤسسات.
وطالب الإعلام الحكومي الدول العربية والإسلامية بموقف واضح تجاه ما يتعرض له سكان القطاع من أزمات إنسانية، كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية والإدارية والقانونية والعمل على وقف جريمة الإبادة الجماعية.
سياسة تجويع ممنهجة
ويعاني الفلسطينيون بقطاع غزة سياسة تجويع ممنهجة جراء شح المواد الغذائية بسبب عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ودون جدوى، يطالب المجتمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لمنع حدوث مجاعة على نطاق واسع، مع وجود نحو مليوني نازح.
وجراء القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات، استفحلت المجاعة بكافة مناطق قطاع غزة، حيث قلص النازحون وجباتهم الغذائية واعتمدوا في أحيان كثيرة على دقيق تالف كان يتم تحويله عادة إلى طعام للحيوانات.
ويوميا يدخل قطاع غزة 30 شاحنة مساعدات على الأكثر، وهي كميات شحيحة جدا وتعد نقطة في بحر احتياج الفلسطينيين والنازحين وفق تصريحات سابقة لإيناس حمدان، مسؤولة الإعلام بوكالة الأونروا.
خطر جسيم
من جانبه حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن الأعمال العدائية المستمرة في أنحاء القطاع، لا تزال تعرض الفلسطينيين لخطر جسيم، وخاصة المدنيين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظل الحصار الإسرائيلي في محافظة شمال غزة.
ووفقا لآخر تحديث لمكتب “أوتشا”، الصادر أمس الجمعة، فإنه في شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، أجبر النقص الحاد في غاز الطهي الأسر على الاعتماد على حرق النفايات كوقود، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، في وقت أصبحت فيه خدمات الرعاية الصحية محدودة للغاية.
ونقل “أوتشا” عن الشركاء الإنسانيين إفادتهم بوجود نقص حاد في المأوى المناسب لمئات الآلاف من النازحين بسبب الأعمال العدائية في أنحاء غزة.
ولم يتم تلبية سوى أقل من ربع احتياجات المأوى في القطاع، مما يترك ما يقرب من مليون شخص معرضين لخطر التعرض لظروف قاسية مع اقتراب فصل الشتاء.
وأوضح المكتب أن نحو 545 ألف شخص يعيشون في مبانٍ متضررة وملاجئ مؤقتة، مما يؤكد على الحاجة الملحة إلى ضمان دخول آلاف المجموعات من القماش المشمع والعازل لإصلاح أماكن المعيشة إلى القطاع دون تأخير.
وفي الجنوب، أدت الأمطار التي غمرت الملاجئ على طول الشاطئ في بلدة القرارة إلى نزوح مئات الأسر إلى مدينة حمد في محافظة خان يونس جنوبي القطاع على مدى الأيام الستة الماضية، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.
وفي الخامس من أكتوبر الماضي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحًا بريًا لشمال غزة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، في حين يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمالي القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 146 ألف قتيل وجريح فلسطيني – معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.