العرب الذين صوتوا لترامب في ديربورن يطالبونه بتنفيذ وعده بوقف الحرب في غزة ولبنان
في مطلع نوفمبر الجاري استقبل العرب الأميركيون وغيرهم في ديربورن بولاية ميشيغان، المرشح الجمهوري دونالد ترامب بحرارة، عندما زار المدينة خلال الأيام الأخيرة من حملته، لحشد الدعم له في المدينة ذات النسبة الأعلى من السكان ذوي الاصول الشرق أوسطية. وبالفعل فاز ترامب بالمدينة وبولاية ميشيغان بعد بضعة أيام.
والآن، يطلب العديد من الأشخاص الذين ساعدوا في استضافة زيارة ترامب إلى ديربورن، أن يفي الرئيس المنتخب بوعده وأن يقوم بالضغط من أجل وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، وبالتحديد في غزة ولبنان، وفقًا لصحيفة “فري برس“.
الوفاء بالوعد
وفي رسالة تم إرسالها إلى ترامب بعد فوزه في الانتخابات، طلب العرب الأميركيون في ديربورن من ترامب استخدام نفوذه السياسي في المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري في لبنان وفلسطين، قائلين إن ذلك يتماشى مع الوعد السابق الذي قطعه ترامب على نفسه قبل الانتخابات بالدعوة إلى “سلام دائم” في الشرق الأوسط وفي العالم.
وقعت على الرسالة فاي نمر، مؤسسة غرفة التجارة الأميركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومقرها ديربورن، وألبرت عباس، مسؤول الاتصال المجتمعي اللبناني للغرفة.
وحضر كل من نمر وعباس الحدث الذي نظمته حملة ترامب في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، والذي ظهر فيه عباس، شقيق صاحب المقهى، واقفًا إلى جانب ترامب وهو يتحدث دعمًا له.
وأثار ترامب قلق الأميركيين العرب بعدما قام خلال الأسبوع الماضي باختيار بعض الوزراء والمسؤولين الموالين لإسرائيل في إدارته الجديدة، مثل مايك هاكابي سفيرًا لإسرائيل، ومضيف فوكس نيوز السابق بيت هيجسيث وزيرا للدفاع، والسيناتور ماركو روبيو، جمهوري من فلوريدا، وزيرًا للخارجية.
ويخشى العرب الأمريكيون من أن مرشحي ترامب سوف يتجاهلون مخاوف الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من العرب، خاصة وأن لهم مواقف وتصريحات سابقة تعبر عن دعمهم الكامل لإسرائيل.
ويدعو بعض الناشطين الأميركيين العرب ترامب إلى تعيين ريتشارد جرينيل، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية السابق، في منصب أمني. وكان جرينيل قد زار مترو ديترويت أكثر من مرة هذا العام للقاء الأميركيين العرب وتشجيعهم على التصويت لترامب.
رسالة العرب
تبدأ الرسالة التي أرسلها زعماء ديربورن بتهنئة ترامب على فوزه، وتشير إلى أن الأميركيين العرب في مترو ديترويت ساعدوا ترامب على الفوز.
وجاء في الرسالة المؤرخة في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني: “نهنئك على عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض. لقد تحولت مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان، وهي المدينة التي تضم أعلى تركيز للأميركيين العرب خارج منطقة الشرق الأوسط، إلى الحزب الجمهوري في هذه الانتخابات الرئاسية بسبب تواصلك الصادق مع مجتمعنا، وإيماننا بأنك الخيار الأمثل لديمقراطيتنا واقتصادنا وفي قضايا السياسة الخارجية”.
وأضافت: “نحن نحث إدارتك وفريقك الانتقالي على استخدام نفوذك السياسي في المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري في لبنان وفلسطين، فهذا يتماشى مع الالتزام بالسلام الدائم الذي قطعته في حملتك ووعودك لنا شخصيًا أثناء التوقيع على لوحات السلام”. كما طلبت الرسالة من ترامب تعيين شخص للعمل مع حكومة لبنان والبدء في بناء السلام.
جدير بالذكر أن أكبر مجموعة عرقية في سكان ديربورن من العرب الأمريكيين هم الأمريكيون اللبنانيون، وكثير منهم لديهم أفراد من الأسرة وأصدقاء تأثروا بهجمات إسرائيل على لبنان في الأشهر الأخيرة.
وتقول الرسالة الموجهة لترامب أيضًا: “نريد أيضًا أن نسلط الضوء على أن وقف إطلاق النار العادل وغير المشروط من شأنه أن يعمل كمحفز لجميع الأطراف للتفاوض على سلام دائم، وكما يتضح من السوابق التاريخية، فإنه بدون وقف إطلاق النار، تصبح الدبلوماسية وهمية”.
وعلى الرغم من هذه الرسالة، لم يدع ترامب علنًا إلى وقف إطلاق النار أو ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها الأخيرة، والتي استمرت في غزة ولبنان على مدار الأسبوع الماضي.
وعد ترامب
وساعد العرب الأمريكيون في ترتيب زيارة ترامب إلى ديربورن، وقالت فاي نمر إن حدث الأول من نوفمبر مع ترامب في ديربورن جاء بعد اجتماع عقد في 23 أكتوبر في مكتب غرفة تجارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ديربورن مع مسعد بولس، والد زوجة ابنة ترامب تيفاني.
وزار بولس مترو ديترويت كثيرًا في الأشهر الأخيرة للترويج لترامب بين الناخبين العرب الأمريكيين. وفي نهاية الاجتماع، وجه عباس دعوة لترامب لزيارة ديربورن في الأول من نوفمبر.
وطلب الأميركيون اللبنانيون من فريق حملة ترامب أن يرسل لهم ترامب رسالة يدعو فيها إلى السلام في لبنان، وهي الرسالة التي أرسلها ترامب في 26 أكتوبر، وغرد بشأنها في 30 أكتوبر.
وقال ترامب في تغريدته والرسالة التي شاركتها نمر مع صحيفة “فري برس”: “سأصلح المشاكل التي تسببت فيها كامالا هاريس وجو بايدن وأوقف المعاناة والدمار في لبنان”.
وأضاف: “أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي، والسلام الدائم، وسننجز ذلك بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات، وهذا وعدي لكم، سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع المجتمعات اللبنانية. يستحق أصدقاؤك وعائلتك في لبنان العيش في سلام ورخاء ووئام مع جيرانهم، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. … صوتوا لترامب من أجل السلام!”
تعيينات ترامب
وبعد الانتخابات، حث المدافعون عن العرب الأميركيين ترامب على اختيار غرينيل كوزير للخارجية بدلاً من روبيو. وقال عابد أيوب، وهو من مواليد ديربورن، والمدير التنفيذي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز، لصحيفة “فري برس” في وقت سابق من هذا الأسبوع: “إن تغيير السياسة الخارجية هو ما صوت عليه المجتمع، في حين أن روبيو ليس سوى استمرار للسياسة الخارجية لبايدن”.
وبدا أن غرينيل يحظى بقبول جيد بين الأمريكيين العرب المحليين خلال زياراته. وفي حدث قبل الانتخابات، أهدته مجموعة من القادة اليمنيين الأمريكيين في ميشيغان خنجرًا يمنيًا تقليديًا، يُدعى جنبية، ولفوه حول خصره كعلامة على الاحترام تجاهه.
من جانبها قالت فاي نمر إن رؤية أشخاص مثل هكابي تتعارض مع رسالة ترامب للسلام. وأضافت: “مايك هكابي لا يعتقد أن الفلسطينيين لهم حق في الوجود ولا يؤمن بوجود فلسطين كدولة، وهو أمر مثير للجدل للغاية لشخص في هذا المنصب”.
وتابعت: “أفهم أنه سفير لدى إسرائيل، وقد يرضي هذا الأفراد ذوي الآراء المتطرفة في إسرائيل. ولكن عليك أيضًا إرسال رسالة إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها … وكذلك إلى مؤيديك هنا، والذين غير الكثير منهم انتماءاتهم الحزبية من أجل خلق هذا الزخم من الأفراد الذين صوتوا لدعم رسالتك للسلام”.
لا رد على الرسالة
وقالت نمر إنهم لم يتلقوا ردًا بعد من فريق انتقال ترامب، لكنهم يخططون للمتابعة من خلال اتصالاتهم. وتم إرسال رسالة منفصلة إلى بايدن في 11 نوفمبر، شارك في التوقيع عليها مجموعة نمر، وغرفة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، والعديد من المجموعات الأخرى.
وحثت الرسالة بايدن على “محاسبة إسرائيل بموجب القانون الأمريكي، وإنهاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل لحماية المصالح الأمريكية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وزيادة وصول المساعدات في غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، والعمل نحو مستقبل مستقر للمنطقة”.