صقر متشدد لتنفيذ سياسته.. ترامب يختار ماركو روبيو وزيرًا للخارجية
اختار الرئيس المنتخب دونالد ترامب السناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، مما يضع السياسي المولود في فلوريدا على مسار أن يصبح أول لاتيني يشغل هذا المنصب الهام عند تولي ترامب الرئاسة في 20 يناير المقبل.
ووفقًا لصحيفة thehill فإن روبيو كان الخيار الأكثر تشددًا ضمن قائمة ترامب المختصرة للمرشحين لمنصب وزير الخارجية، حيث يُنظر إليه باعتباره صقرًا متشددًا في السياسة الخارجية، فقد دعا في السنوات الأخيرة إلى سياسة صارمة تجاه أعداء أمريكا الجيوسياسيين، بما في ذلك الصين وإيران وكوبا.
ويأتي اختياره في وقت يتوقع أن تواجه فيه الإدارة الأمريكية الجديدة عالمًا أكثر تقلبًا وخطورة مما كان عليه الوضع عند تولي ترامب منصبه في عام 2017، وذلك في ظل اندلاع الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى تحالف الصين مع خصمي الولايات المتحدة، روسيا وإيران.
ويعتبر اختيار روبيو لشغل منصب كبير الدبلوماسيين في إدارة ترامب تحولًا جذريًا عن عام 2016، عندما كان الاثنان متنافسين شرسين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وعلى مدار السنوات الماضية، خفف روبيو بعض مواقفه ليقترب أكثر من آراء ترامب، إذ اتهم الرؤساء الأمريكيين السابقين بقيادة البلاد إلى حروب مكلفة وغير مثمرة، داعيًا إلى سياسة خارجية أكثر تحفظًا.
ويُعرف عن روبيو أنه من الداعمين البارزين لترامب طوال حملة 2024، بل وكان من بين أبرز المرشحين لشغل منصب نائب الرئيس في مرحلة معينة قبل أن يقع الاختيار على السيناتور جيه دي فانس.
وتوجه العديد من المشرعين وحلفاء ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتهنئة السيناتور روبيو على تعيينه. وقال السيناتور ريك سكوت (جمهوري من فلوريدا) على منصة X: “سيستعيد الزعامة الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أمريكا اللاتينية، لأنه يمثل الولايات المتحدة بكرامة وشجاعة!”. وأضاف: “لقد كان شرفًا لي أن أخدم شعب فلوريدا إلى جانبه ونتطلع إلى مواصلة عملنا معًا”.
وتعهد ترامب باستعادة رؤيته للسياسة الخارجية “أميركا أولا” بسرعة فور توليه منصبه. وأعرب عن تشككه في استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، ودعا الحلفاء الأوروبيين إلى بذل المزيد من الجهود لمساعدة كييف ودعم دفاعاتهم من خلال حلف شمال الأطلسي.
وفي مقابلة له في سبتمبر/أيلول مع شبكة إن بي سي، قال روبيو إنه من الواضح أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستنتهي “بتسوية تفاوضية”.
ويأتي اختيار روبيو في الوقت الذي بدأ فيه ترامب في تشكيل فريقه للأمن القومي بعد فوزه في الانتخابات الأسبوع الماضي. فقد اختار النائبة إليز ستيفانيك (جمهورية يوتا) لتكون سفيرته لدى الأمم المتحدة، كما اختار النائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا) ليكون مستشاره للأمن القومي.
ومن المتوقع أن يؤكد زميله روبيو ترشيحه. ومن المتوقع أن يؤدي رحيله إلى تقليص الأغلبية المتوقعة للحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ. فقد حصل الحزب على 52 مقعدا، مع تقدم ديفيد مكورميك (جمهوري) في ولاية بنسلفانيا في سباق لا يزال متقاربا للغاية.
ومن المقرر أن يعين حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس (جمهوري) بديلا لروبيو لشغل المقعد حتى الانتخابات المقبلة على مستوى الولاية.