ترامب يعين “القيصر المتشدد” مسؤولًا عن الحدود استعدادًا لترحيل المهاجرين
أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عزمه تعيين المتشدد توم هومان، القائم بأعمال مدير إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك السابق (ICE) ليكون مسؤولًا عن الحدود في إدارته المقبلة اعتبارًا من 20 يناير، وفقًا لوكالة “رويترز“.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”: “يسعدني أن أعلن انضمام المدير السابق لوكالة (ICE)، والنصير القوي في مراقبة الحدود، توم هومان، إلى إدارة ترامب، وسيكون مسؤولا عن أمن حدودنا” واصفا إياه بـ”قيصر الحدود”.
وأضاف: “أعرف توم منذ زمن طويل، ولا أحد أفضل منه لمراقبة حدودنا وضبطها”، مشيرًا إلى أنه سيكون مسؤولا “عن كل عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين وإعادتهم الى بلادهم. وهو جزء أساسي من أجندته، بالإضافة إلى الإشراف على الحدود الجنوبية والشمالية والأمن البحري والجوي”.
وكان من المتوقع أن يُعرض على هومان منصب يتعلق بالحدود، خاصة بعد أن تعهد ترامب بإطلاق أكبر عملية ترحيل في تاريخ البلاد، وقال ترامب: “لا شك في أن هومان سيقوم بعمل رائع طال انتظاره”. ومثل هذا الدور لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.
وترأس هومان وكالة (ICE) المكلفة بالإشراف على حدود الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب السابقة في الفترة من 2017 إلى 2021 التي تم خلالها فصل قرابة 4 آلاف طفل مهاجر عن ذويهم ووضعوا قيد الاحتجاز.
ووفقًا لرويترز فقد قال هومان بعد إعلان تعيينه إنه سيعطي الأولوية لترحيل المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، والذين يشكلون تهديدات للسلامة والأمن، وكذلك أولئك الذين يعملون في مواقع العمل.
وجعل ترامب من مكافحة الهجرة غير الشرعية العنصر الأساسي في حملته الانتخابية، حيث وعد بترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين. ومن المتوقع أن يحشد ترامب الوكالات في مختلف أنحاء الحكومة الأميركية لمساعدته في ترحيل أعداد قياسية من المهاجرين في عملية قال نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس إنها قد تؤدي إلى ترحيل ما يقدر بنحو مليون شخص سنويًا.
وحذر المدافعون عن المهاجرين من أن جهود ترامب لترحيل المهاجرين ستكون مكلفة ومثيرة للانقسام وغير إنسانية، مما سيؤدي إلى فصل العائلات وتدمير المجتمعات.
وقال هومان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “ستكون مواجهة تهديدات السلامة العامة وتهديدات الأمن القومي هي الأولوية… فهي تشكل الخطر الأكبر على هذا البلد”.
وأضاف أن “الجيش لن يقوم بجمع المهاجرين واعتقالهم في البلاد بشكل غير قانوني وإن دائرة الهجرة والجمارك ستتحرك لتنفيذ خطط ترامب بطريقة إنسانية”.
وتابع: “ستكون عملية مستهدفة ومخططة بشكل جيد ويديرها رجال دائرة الهجرة والجمارك ويقوم رجال ونساء دائرة الهجرة والجمارك بهذا يوميا. إنهم جيدون في ذلك، وعندما نخرج إلى هناك، سنعرف من نبحث عنه. ومن المرجح أن نعرف أين سيكونون، وسيتم ذلك بطريقة إنسانية”.
كما قال هومان، الذي أشاد به ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية، إنه سيركز أيضاً على المهاجرين الذين أُمروا بالمغادرة بعد فشل طلبات اللجوء التي قدموها. وأضاف: “في نهاية تلك الإجراءات القانونية الواجبة، إذا قال القاضي إنه يجب عليهم العودة إلى المنزل، فإننا سنضطر إلى إعادتهم إلى منازلهم”.
وقال إنه يرغب في الحصول على تعاون من سلطات إنفاذ القانون المحلية، ولكن إذا قاومت مناطق “الملاذ الآمن” التي يقودها الديمقراطيون مثل مدينة نيويورك، فإنه سيفكر في إرسال المزيد من ضباط دائرة الهجرة والجمارك، قائلًا: “سنقوم بالمهمة معك أو بدونك”.
وبينما نفذت إدارة الهجرة والجمارك عدة غارات واسعة النطاق على مواقع العمل خلال فترة ولاية ترامب الأولى، فإن عدد من أصحاب العمل الذين تم القبض عليهم بسبب توظيف المهاجرين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني انخفض مقارنة مع سلفه الديمقراطي باراك أوباما، بحسب إحصاءات الوكالة.
وكان هومان من بين العديد من كبار مسؤولي الهجرة في إدارة ترامب الذين أوصوا الإدارة في عام 2018 بتنفيذ سياسة حدودية صارمة أدت إلى فصل آلاف العائلات المهاجرة على الحدود.
وفي حين رفض ترامب استبعاد إعادة النظر في عمليات الفصل، قال هومان العام الماضي إن النهج الأفضل سيكون احتجاز العائلات معًا.
وأكد نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس التقارير التي تفيد بأن مستشار ترامب لشؤون الهجرة ستيفن ميلر سيشغل منصب نائب رئيس موظفي البيت الأبيض للسياسة. وكان ميلر مستشارًا كبيرًا للبيت الأبيض خلال رئاسة ترامب الأولى ومهندس أجندة ترامب العدوانية بشأن الهجرة.
ولم يعلن ترامب بعد عن من سيرشحه لتولي منصب وزير الأمن الداخلي الأميركي، الذي يشرف على دوريات الحدود الأميركية، في حين يواصل لقاء المرشحين المحتملين لإدارته.
وقد يكون تشاد وولف، الذي شغل منصب وزير الأمن الداخلي بالإنابة خلال جزء من رئاسة ترامب الأولى، ورئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي مارك جرين، من أبرز المرشحين.