أخبارأخبار أميركاتغطيات خاصة

خسارة هاريس في ميشيغان تكشف نقاط ضعف الديمقراطيين

خسرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس انتخابات ولاية ميشيغان بفارق يزيد على 80 ألف صوت وسط تحول نحو الجمهوريين على مستوى البلاد، حيث أحجم عمال النقابات والناخبون السود والأمريكيون العرب والمسلمون عن الحضور إلى صناديق الاقتراع، أو أدلوا بأصواتهم لصالح دونالد ترامب.

ووفقًا وكالة “رويترز” فقد كانت هذه الخسارة صادمة، نظرًا لأن الولاية تديرها الحاكم الديمقراطية البارزة غريتشين ويتمر التي وسعت حقوق التصويت، وأقرت الولاية التصويت المبكر لأول مرة هذا العام لزيادة نسبة المشاركة.

ولم تدعم ولاية ميشيغان رئيسًا جمهوريًا إلا مرة واحدة من قبل خلال السنوات الـ 22 الماضية – حيث صوتت لصالح ترامب في عام 2016، وكان ذلك بأغلبية ضئيلة بلغت أقل من 11 ألف صوت.

ويقول زعماء المجتمع والناخبون والخبراء السياسيون إن ما حدث في ميشيغان يسلط الضوء على القضايا التي تؤرق الحزب الديمقراطي على مستوى البلاد وتمثل نقاط ضعف له.

فقد صوت الناخبون من الطبقة العاملة والأشخاص الملونون والمهاجرون بأعداد أقل، أو انتقلوا إلى التصويت لصالح ترامب، وكانت أسعار البقالة والإسكان المرتفعة ضمن العوامل المؤثرة، بالإضافة إلى تجاهل زعماء الحزب الديمقراطي للمنظمين والمؤثرين المحليين.

الاقتصاد والاهمال

وقالت أميشيا كروس، الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية، إن الاقتصاد كان القضية الأهم في ميشيغان، كما هو الحال في جميع أنحاء البلاد، لكن تصويت العرب الأميركيين والمسلمين، ومخاوف الهجرة، والتركيز العالي للناخبين السود لعب أيضًا دورًا كبيرًا.

وقدمت استطلاعات الرأي بعض الأفكار حول التحديات التي واجهتها هاريس في حملتها التي استمرت ثلاثة أشهر.

وفي إشارة إلى الوقت الذي أمضاه حملة هاريس بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق قالت كروس: “لا يوجد الكثير مما يمكنك فعله في 107 أيام. ومع ذلك، أعتقد أنه كان ينبغي قضاء المزيد من الوقت في ميشيغان”. وزارت هاريس الولاية 11 مرة، وشارك في جولاتها كبار الديمقراطيين، بما في ذلك باراك وميشيل أوباما.

وانتقدت كروس المستشارين في الحزب الديمقراطي لاعتمادهم بشكل كبير على استطلاعات الرأي بدلاً من المنظمين المحليين. وأضافت “إن الاستماع إلى الناس على الأرض سيكون دائمًا أكثر أهمية من الاستطلاعات والتوقعات التي رأيناها”.

كما خيمت على الحملة المعارضة المحلية للدعم الأميركي لحربي إسرائيل في قطاع غزة ولبنان. وقال فريق هاريس إن نائبة الرئيس عقدت اجتماعات مغلقة مع بعض الزعماء العرب والمسلمين الأميركيين، وأشار الفريق إلى جهود التواصل في ميشيغان، والتي شملت وجودًا كبيرًا على الأرض من خلال 52 مكتبًا وأكثر من 375 موظفًا.

خسارة العرب والمسلمين

تعد ولاية ميشيغان موطنًا لما لا يقل عن 300 ألف أمريكي من العرب والمسلمين، الذين دعموا بايدن بأغلبية ساحقة في انتخابات عام 2020.

وأمضى كل من المرشحة عن الحزب الأخضر جيل شتاين وترامب وقتا طويلا في ديربورن، أكبر مدينة أمريكية ذات أغلبية عربية من السكان، أما هاريس فلم تزرها قط.

وفي أغسطس الماضي التقت هاريس خارج المدينة مع رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود بشكل خاص، وهو ديمقراطي رفض لاحقًا تأييد أي مرشح، ومع بعض قادة المجتمع المختارين الذين أيدوها.

وأظهرت بيانات المدينة أن ديربورن أيدت ترامب بنسبة 42% مقابل 40% لهاريس، وحصل شتاين على أكثر من 15%. بينما في عام 2020، فاز بايدن بنسبة 69% من أصوات المدينة مقابل 30% لترامب.

وقد تردد صدى قضايا الحرب في غزة ولبنان في ولايات أخرى أيضًا. فقد قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أكبر منظمة للدفاع عن المسلمين في الولايات المتحدة، إن شتاين فازت بنسبة 53% من الأصوات في استطلاع للرأي أجري على 1575 ناخبًا مسلمًا. وحصل ترامب على 21% وهاريس على 20%.

وفي الأشهر الأخيرة، وجهت حملة ترامب رسائل نصية وبريدية إلى قائمة تضم 100 ألف أميركي من أصل عربي ينتمون إلى الحزب الديمقراطي في ميشيغان، ووصفت ترامب بأنه “رئيس السلام” وربطت هاريس بالحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

واستهدفت الرسائل قاعات ظهرت فيها هاريس مع النائبة السابقة ليز تشيني، التي لعب والدها نائب الرئيس السابق ديك تشيني دورًا كبيرًا في التخطيط للحروب الأميركية في أفغانستان والعراق، وأرسلوا شاحنة إعلانات متنقلة تتجول في ديربورن وتحمل عبارات “أوقفوا كامالا، أوقفوا الحروب”.

ولم تلتق هاريس بمنظمي حركة “غير ملتزمين” الذين حشدوا 101 ألف صوت خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، كما لم يسمح الديمقراطيون لفلسطيني بالتحدث في مؤتمر الحزب في أغسطس ، مما أثار غضب هذه المجموعات والتقدميين.

إهمال السود

وفي ديترويت، أكبر مدينة ذات أغلبية سوداء في الولايات المتحدة، حيث كانت حملة هاريس تأمل في تعويض الخسائر المتوقعة بين الناخبين العرب والمسلمين، أظهرت بيانات المدينة أن نسبة المشاركة انخفضت إلى 47% من أقل من 50% في عام 2020، على الرغم من القوانين الجديدة بشأن التصويت المبكر والاقتراع الغيابي.

وقال هازن تورنر، وهو عامل سيارات أسود يبلغ من العمر 24 عامًا، والذي صوت لصالح هاريس في ديترويت، إن العديد من أصدقائه وزملائه في العمل شعروا بالهزيمة بسبب ارتفاع التكاليف وعدم قدرتهم على المضي قدمًا. وقال إن “الكثير من الشباب السود لا يثقون حقًا في النظام. وكلما عملنا أكثر، لم يعد لدينا أي شيء ندخره”.

فيما قالت شيري جاي داجنوجو، عضو مجلس إدارة مدرسة ديترويت وعضوة سابقة في مجلس نواب ميشيغان عن الحزب الديمقراطي، إن المسؤولين عن الحملة الحزبية لهاريس لم يبالوا بمخاوفها ومطالبها.

وقالت إنها اضطرت إلى التوسل للحصول على لافتات تقوم بتعليقها في الساحات للمساعدة في تحفيز الناخبين في المدينة الذين كانوا أقل ميلاً إلى التصويت.

وأضافت: “قلت لهم إننا نتلقى من ترامب ما بين 20 إلى 30 رسالة يوميا، ولم نسمع شيئا من هاريس. ثم نرى على شاشة التلفزيون أنهم يجمعون مليار دولار. فما الذي يحدث؟”

ويشكل الناخبون في ميشيغان الذين لا يحملون شهادة جامعية 62% من إجمالي الناخبين في الولاية، وهي فئة ظلن متشككة في الديمقراطيين.

مخاوف العمال

كما فشلت الحملة في معالجة المخاوف بما في ذلك المتعلقة بالمركبات الكهربائية التي أثارها العديد من عمال السيارات المتحدين، حيث دعم عدد متزايد منهم ترامب على الرغم من أن بايدن وهاريس دعما إضرابهم العام الماضي ضد جنرال موتورز.

وقال إيزايا جودارد، 24 عامًا، وهو عضو أبيض في نقابة عمال السيارات المتحدة، إنه التقى ترامب عندما زار متجرًا غير نقابي أثناء الإضراب. وقال إنه يثق فيه لحماية وظيفته ومنع المهاجرين غير الشرعيين من الاستيلاء عليها.

وقال جودارد، الذي حضر تجمعين مع ترامب وزميله في الترشح جيه دي فانس قبل الانتخابات: “كنا في وضع أفضل عندما كان ترامب رئيسا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى