أخبارأخبار أميركا

نانسى بيلوسى تستعد لمواجهة قوية مع ترامب في الكونغرس

يقترب الحزب الجمهوري من السيطرة على مؤسسات الحكم الثلاثة في واشنطن، فقد فاز بالرئاسة، واستعاد السيطرة على مجلس الشيوخ، ويتجه للاحتفاظ بالأغلبية في مجلس النواب، وهو ما يعني أن ترامب ستتاح له فرصة ذهبية لتنفيذ سياساته وخططه خلال الأربع سنوات المقبلة دون مشاكل أو عقبات كبيرة من جانب الكونغرس.

ولكن طريق ترامب في ولايته الثانية لن يكون مفروشًا بالورود، فمعارضيه الديمقراطيون المخضرمين سيكونو له بالمرصاد، سواء منافسه السابق جو بايدن أو منافسته الحالية كامالا هاريس، أو رموز وقيادات الحزب الديمقراطي من أمثال باراك أوباما، والذين سينتظر الرأي العام مواقفهم وتصريحاتهم بشأن سياساته ويتلقفونها من وقت لآخر.

أما داخل الكونغرس نفسه فسيكون الديمقراطيون رغم خسارتهم للأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ حجر عثرة أمام بعض سياسات وخطط ترامب، والتي سيتطلب تمريرها أغلبية الثلثين وليس الأغلبية المطلقة، وهو ما سيجبره على التعامل مع الديمقراطيين ووضعه في حسبانه.

ألد الأعداء

لكن هذا التعامل لن يكون سهلًا، خاصة في ظل وجود رموز للحزب الديمقراطي داخل الكونغرس الجديد، لعل أبرزهم نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة والتي توصف بأنها ألد أعداء ترامب، ونجحت في تعكير صفو ولايته الأولى.

فقد فازت بيلوسى بفترة جديدة فى الكونغرس، هى الفترة العشرين لها، بعد أن احتفظت بمقعدها عن ولاية كاليفورنيا فى الانتخابات الأخيرة.

وبحسب ما ذكرت صحيفة thehill، فإن القيادية الليبرالية من مدينة سان فرانسيسكو فازت بسهولة فى المقاطعة 11 شديدة التأييد للديمقراطيين، وتغلبت على منافسها الجمهورى بروس لو، الذى شبّه الديمقراطيين بالشيوعيين.

وحصلت بيلوسى، البالغة من العمر 84 عامًا، على أكثر من 80% من أصوات الناخبين، مقابل نحو 19% فقط لمنافسها الجمهورى الذى يصغرها بأكثر من 50 عامًا.

وكانت بيلوسي رئيسة لمجلس النواب خلال أول عامين من ولاية بايدن قبل أن يفقد الحزب الأغلبية في المجلس. وبعدما فاز الجمهوريون بالمجلس في الانتخابات التمهيدية في 2022، تنحت بيلوسي عن قيادة الديمقراطيين، واكتفت بكونها نائبة في المجلس.

شخصية تاريخية

وقالت الصحيفة إن بيلوسى كانت بالفعل شخصية تاريخية فى الكونغرس الحالى. فهى أول امرأة تتولى منصب رئيس مجلس النواب فى تاريخ أمريكا، وكانت وراء انتصارات تشريعية هائلة أبرزها قانون الرعاية الصحية فى عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وقانون المناخ فى عهد بايدن، والذى سيتردد صداه لسنوات قادمة.

وهذا العام، ورغم تنحيها عن دورها القيادى الرسمى فى بداية دورة الكونغرس رقم 118، فإنها أضافت فصلا جديدا فى مسيرتها بدورها البارز فى إقناع بايدن بالانسحاب من الرئاسة بعد مناظرته الكارثية ضد دونالد ترامب.

وأدت هذه الحلقة إلى توتر العلاقات بين الديمقراطيين، لكنها سلطت الضوء على نهج بيلوسي البراغماتي في سياسة القوة وغرائزها القاتلة للفوز.

مستقبل بيلوسي

ومع بلوغها 84 عاما، تثار تساؤلات حول الوقت الذى ستتقاعد فيه من الكونجرس، وسط تكهنات بأنها تقوم بإعداد ابنتها لتحل محلها، وهو الأمر الذى نفته.

وتزداد التساءؤلات حول مستقبلها، لاسيما بعدما تعرض زوج بيلوسى لهجوم من قبل أحد أنصار نظرية المؤامرة المحافظين الذى اقتحم منزل الأسرة فى سان فرانسيسكو عام 2022 وضربه بقوة على رأسه. وفى الأسبوع الماضى، صدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة دون عفو.

وكانت بيلوسي، في الفترة الحالية، مستشارة متكررة لخليفتها زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز الذي أطلق عليها لقب “رئيسة مجلس النواب الفخرية” الفخري قبل عامين.

وهي أيضا من بين أعنف منتقدي ترامب، خاصة بعد الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، وكان جزءا على الأقل من دافعها للبقاء في الكونغرس هو الكفاح لضمان عدم فوز الرئيس السابق بولاية ثانية وساعد جمع التبرعات الهائل من بيلوسي في هذا الجهد.

انتقاد بايدن

وأثارت بيلوسي الجدل مؤخرصا بعد الانتقاد الذي وجهته للرئيس الحالي جو بايدن، متهمة إياه بأن يتحمل مسؤولية جزئية عن خسارة الديمقراطيين لسباق الرئاسة أمام ترامب.

وقالت بيلوسي في تصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز“، إنه كان سيكون من الأفضل للحزب إذا ما تخلى بايدن عن سباق إعادة انتخابه في وقت مبكر مما فعل، حتى يتيح لحزب عقد انتخابات تمهيدية تنافسية لإيجاد مرشح بديل له، بدلاً من الاضطرار لتنصيب كامالا هاريس مرشحة للحزب بسبب ضيق الوقت.

وفي حوار مع “نيويورك تايمز” قالت بيلوسي إنه كان من المفهوم ضمنياً أن خروج بايدن من المشهد الانتخابي، سيعقبه، منافسة داخلية في الحزب، لإيجاد مرشح جديد، بدلاً من “تنصيبه” لكامالا هاريس في السباق، والتي خسرت الانتخابات الرئاسية أمام الجمهوري دونالد ترمب.

وقالت بيلوسي: “إذ كان الرئيس قد انسحب في وقت أسرع، ربما كان ليكون هناك مرشحين آخرين في السباق”. وأضافت في المقابلة إن ما كان متوقعاً، هو أنه إذا انسحب الرئيس، ستكون هناك انتخابات تمهيدية مفتوحة.

وتابعت: “ومع قولي هذا، كامالا هاريس، ربما كانت لتؤدي بشكل جيد في هذه الانتخابات التمهيدية، وكان موقفها ليكون أقوى بعد ذلك، ولكن لا يمكننا أن نعرف ذلك الآن. هذا لم يحدث. نحن نعيش مع ما حدث، ولأن الرئيس أيد كامالا هاريس بشكل فوري بعد تنحيه، جعل هذا من المستحيل علينا عقد انتخابات تمهيدية، وإذا حدث هذا في وقت أبكر، لربما كان الوضع مختلفاً”.

وعادة ما يختار الحزب مرشحه عبر انتخابات تمهيدية في الولايات الأميركية الخمسين، يصوت فيها ناخبو الحزب على المرشحين المتقدمين، وهي عملية تنتهي إلى مرشح واحد، ولم يتمكن الحزب من القيام بهذه العملية، نظراً لأن الانتخابات كانت قد انتهت بحلول الوقت الذي انسحب فيه بايدن، في وقت متأخر وقبل 108 أيام من الانتخابات.

وأعلن بايدن تأييده لهاريس بعد أقل من ساعة على إعلان انسحابه من سباق إعادة انتخابه في 21 يوليو الماضي، وهو قرار اتخذه بعد حملة ضغط قادتها بيلوسي. وقطع دعم بايدن لنائبته كامالا هاريس، وكذلك، دعم الكثير من الديمقراطيين الآخرين، الطريق على ظهور شخص آخر للظهور في المنافسة.

وبعد أسبوعين على ذلك، حصلت هاريس على دعم مندوبي الحزب الديمقراطي قبل المؤتمر الوطني للحزب. وفيما ألمح بعض الديمقراطيين إلى فكرة عقد انتخابات تمهيدية سريعة لاختيار مرشح الحزب، إلا أن هذه المقترحات لم تحصل على اهتمام أحد، ولم تتبناها اللجنة الوطنية للحزب، أو مندوبي الحزب الديمقراطي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى