مفارقة تتكرر بعد 24 عامًا: هاريس ستصادق على فوز ترامب بالرئاسة
ستشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام مشهدًا مغايرًا تمامًا لما حدث في انتخابات 2020 والتي انتهت بفوز الرئيس الحالي جو بايدن وسط رفض علني للنتائج من جانب منافسه ترامب وتشكيك استمر 4 سنوات في نزاهتها بل وتحريض لمناصريه وللكونغرس للمضي قدمًا نحو رفض التصديق على فوز بايدن.
في المقابل اختلف المشهد بعد فوز ترامب في انتخابات هذا العام، حيث تلقى التهاني بالفوز من هاريس التي اعترفت بالهزيمة، ومن الرئيس بايدن الذي وجه له دعوة للبيت الأبيض وتعهد بحدوث انتقال سلمي وسلس للسلطة.
لكن المفارقة التي ستزيد المشهد اختلافًا هي أن هاريس هي من سترأس جلسة الكونغرس للتصديق على فوز ترامب في يناير المقبل، رغم أنها المرشحة المهزومة في السباق.
فبموجب الدستور، فإن نائب الرئيس هو رئيس مجلس الشيوخ، ومن واجب رئيس مجلس الشيوخ إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة، وهو ما ستقوم به هاريس في 6 يناير.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإنه في الظروف العادية، فإن عملية فرز الأصوات التي يقوم بها نائب الرئيس ليست أكثر من إجراء شكلي، وهي الخطوة الأخيرة في العملية الفنية المعقدة المتمثلة في انتخاب إدارة جديدة.
لكن هذه المفارقة لن تحدث للمرة الأولى، فقد حدثت من قبل، وبالتحديد في عام 2000، بعد معركة إعادة فرز الأصوات الشاقة في فلوريدا والتي استمرت 36 يوماً، حيث اعترف الديمقراطي آل جور بالهزيمة في انتخابات الرئاسة في 13 ديسمبر أمام الجمهوري جورج دبليو بوش.
وكان آل جور أيضًا نائبًا للرئيس وقتها، وهو الذي صادق على فوز بوش بصفته رئيسًا لمجلس الشيوخ، وقال وقتها وهو على المنصة يواصل قراءة نتائج هزيمته في الانتخابات أمام جلسة الكونغرس: “إن العدد الإجمالي للناخبين المعينين للتصويت على انتخاب رئيس الولايات المتحدة هو 538، وحصل جورج دبليو بوش من ولاية تكساس على 271 صوتًا لمنصب رئيس الولايات المتحدة، بينما حصل آل جور من ولاية تينيسي على 266 صوتًا”.
لكن هذا لم يحدث قبل 4 سنوات في انتخابات 2020، فقد رفض ترامب قبول الهزيمة، وأشعل تمردًا عنيفًا في مبنى الكابيتول، حيث كان من المقرر أن يصادق نائب الرئيس آنذاك، مايك بنس، على فوز الديمقراطي جو بايدن. وهتف أنصار ترامب مطالبين بـ “شنق مايك بنس” أثناء نهبهم لمكاتب الكابيتول.
وكان ترامب يريد من بنس أن “يفعل الشيء الصحيح” وفق تعبيره، وهو أن يعلن ترامب فائزًا. وأمضى ترامب وحلفاؤه أيامًا في محاولة عبثية لإقناع بنس بأن نائب الرئيس لديه السلطة لرفض التصديق على نتائج الناخبين من الولايات المتأرجحة التي صوتت لصالح بايدن، على الرغم من أن الدستور يوضح أن دور نائب الرئيس في الجلسة المشتركة هو احتفالي إلى حد كبير، تمامًا مثل عريف الحفل.
وقد أقر بنس بهذا الواقع في بيان مطول أمام الكونغرس. فقد أوضح استنتاجه بأن نائب الرئيس لا يمكنه أن يدعي “السلطة الأحادية” لرفض أصوات الولايات الانتخابية. وقد أصدر مرسوما في الجلسة المشتركة للكونغرس في السابع من يناير/كانون الثاني 2021 بالتصديق على فوز بايدن.