إنذارات بوجود قنابل في ولايات متأرجحة.. ودولتان تهددان الانتخابات الرئاسية
ترجمة: مروة مقبول – قال مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI اليوم الثلاثاء إن تهديدات كاذبة بقنابل وجهت إلى مراكز اقتراع في ثلاث ولايات متأرجحة هي جورجيا وميشيغان وويسكونسن، أثناء التصويت في يوم الانتخابات، وفقًا لوكالة “رويترز“.
وقال المكتب في بيان له إن هذه التهديدات يبدو أن الكثير منها جاء من نطاقات بريد إلكتروني روسية، مشيرًا إلى أنه “لم يتم تحديد أي من التهديدات على أنها ذات مصداقية حتى الآن”.
وشدد (FBI) على أن نزاهة الانتخابات تأتي على رأس أولوياته، مشيرًا إلى أن رسائل البريد الإلكتروني التي تلقتها بعض مراكز الاقتراع في في ثلاث ولايات متأرجحة – جورجيا وميشيغان وويسكونسن – أثناء عملية التصويت لم تكن حقيقية وأن جميعها صادر من نطاقات روسية.
وذكر المكتب أنه قد تم إخلاء موقعين على الأقل من مراكز الاقتراع التي استهدفتها تهديدات القنابل المزيفة، في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا وأعيد فتحهما بعد حوالي 30 دقيقة، وتسعى المقاطعة إلى الحصول على أمر من المحكمة لتمديد ساعات التصويت في الموقع بعد الموعد النهائي على مستوى الولاية الساعة 7 مساءً.
وقال مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي إن جورجيا وحدها تلقت أكثر من عشرين تهديدًا، معظمها حدث في مقاطعة فولتون، التي تضم جزءًا كبيرًا من أتلانتا، معقل الديمقراطيين. وأن التهديدات أُرسلت من عناوين بريد إلكتروني استخدمها الروس في محاولة للتدخل في الانتخابات الأمريكية السابقة.
من جانبه أشار وزير خارجية جورجيا، الجمهوري براد رافينسبيرغر، إلى أن التدخل الروسي في صورة الترهيب بخدع القنابل يوم الانتخابات هو فساد واضح. وأكد على أن روسيا لا تريد أن تحظى الولايات المتحدة بانتخابات نزيهة وعادلة، مضيفًا “إذا تمكنوا من جعلنا نقاتل فيما بيننا، فيمكنهم اعتبار ذلك انتصارًا”.
وقالت آن جاكوبس، رئيسة لجنة انتخابات ويسكونسن، إن التهديدات بالقنابل المزيفة أرسلت إلى موقعين للاقتراع في عاصمة الولاية ماديسون، لكنها لم تعطل التصويت. لكنها لم تؤكد ما إذا كانت التهديدات مرتبطة بروسيا.
وتعتبر هذه التهديدات هي الأحدث في سلسلة من الأمثلة على التدخل المزعوم من قبل الروس في انتخابات 2024، ففي الأول من نوفمبر، حذر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية (CIA) من أن الممثلين الروس صنعوا مقطع فيديو يصور بشكل زائف هايتيين يدلون بأصواتهم بشكل غير قانوني في جورجيا.
كما وجد مسؤولو الاستخبارات أن الروس صنعوا مقطع فيديو زائفًا منفصلاً اتهم زورًا شخصًا مرتبطًا بحملة هاريس الرئاسية بتلقي رشوة من فنان.
تدخلات مستمرة
وتمثل التهديدات الكاذبة بالقنابل أحدث حلقة في سلسلة من الأمثلة على التدخل المزعوم من قبل الروس في انتخابات عام 2024.
وفي الأول من نوفمبر، حذر مسؤولون في الاستخبارات الأميركية من أن ممثلين روسا قاموا بصناعة مقطع فيديو يصور بشكل زائف مواطنين هاييتيين يدلون بأصواتهم بشكل غير قانوني في جورجيا. كما اكتشف مسؤولون في الاستخبارات أن الروس قاموا بصناعة مقطع فيديو زائف منفصل يتهم زورا أحد الأشخاص المرتبطين ببطاقة هاريس الرئاسية بتلقي رشوة من أحد الفنانين.
واتهم مسؤولون في الاستخبارات الأميركية روسيا أيضًا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية السابقة، وخاصة في انتخابات عام 2016 التي فاز فيها ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
دولتان متهمتان
من جانبها اتّهمت وكالات استخباراتية أمريكية روسيا بالانخراط “بنشاط” في نشر معلومات مضلّلة في الولايات المتأرجحة ذات التأثير الأهم في حسم السباق الانتخابي بين ترامب وهاريس.
وجاء في بيان مشترك صادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) ومكتب مديرة الاستخبارات الوطنية (ODNA) ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنى التحتية (CIA) أن “روسيا هي التهديد الأكثر قوّة” في هذه الولايات الأميركية، مع التحذير من أن “هذه المحاولات قد تحضّ على العنف، بما في ذلك بين المسؤولين الانتخابيين”.
وتمتلك هذه الولايات المتأرجحة (أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وويسكونسن ونيفادا)، القدرة على حسم نتيجة الاقتراع العام الذي بدأ فجر اليوم الثلاثاء.
ووفقًا لموقع “الحرة” تتوقع الوكالات الاستخباراتية أن تزداد أنشطة الخصوم الأجانب خصوصاً روسيا، اليوم الثلاثاء، خلال عملية الانتخاب وفي الأسابيع المقبلة التي تلي إغلاق صناديق الاقتراع، بحسب البيان.
وأضاف بيان الوكالات الاستخباراتية: “تشكل روسيا التهديد الأكثر نشاطا، فالفاعلون المؤثرون المرتبطون بروسيا يقومون بإنتاج مقاطع فيديو وإنشاء مقالات مزيفة لتقويض شرعية الانتخابات، ونشر الخوف بين الناخبين بشأن العملية الانتخابية، والإيحاء بأن الأميركيين يمارسون العنف ضد بعضهم البعض بسبب التفضيلات السياسية، وذلك وفقا للمعلومات المتاحة لمجتمع الاستخبارات”.
وأوضح البيان أن الفاعلين المؤثرين المرتبطين بروسيا نشروا ووسعوا مؤخرا مقالة “تدعي زيفا” أن المسؤولين الأميركيين عبر الولايات المتأرجحة يخططون لتنفيذ تزوير انتخابي باستخدام مجموعة من التكتيكات، مثل تعبئة الصناديق وهجمات سيبرانية.
كما قام الفاعلون بإنتاج وتضخيم مقطع فيديو حديث “يصور زيفاً” مقابلة مع فرد يزعم حدوث تزوير انتخابي في ولاية أريزونا، تضمن إنشاء بطاقات اقتراع مزيفة من الخارج وتغيير قوائم الناخبين لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس، وهو الأمر الذي نفته السلطات في أريزونا.
تهديدات إيرانية
وبالإضافة لروسيا، هناك لاعب آخر يمثل “تهديدا كبيرا على الانتخابات الأميركية” وهو إيران، بحسب بيان الوكالات الاستخباراتية. وتابع البيان: “إيران نفذت أنشطة سيبرانية خبيثة تستهدف حملة الرئيس السابق دونالد ترامب. وقد يسعى الفاعلون المؤثرون الإيرانيون أيضا إلى إنشاء محتوى إعلامي مزيف، يهدف إلى تثبيط التصويت أو إثارة العنف، كما فعلوا في دورات انتخابية سابقة”.
وأضاف: “وقد سبق أن أبلغنا أن إيران لا تزال مصممة على الانتقام من بعض المسؤولين الأميركيين السابقين الذين تعتبرهم مسؤولين عن وفاة قائد فيبق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، في يناير 2020. وقد وضعت ترامب ضمن أولوياتها للانتقام”.
وبناء على ما سبق، أوصت الوكالات الأميركية المواطنين بالاعتماد على مصادر موثوقة ورسمية للمعلومات، خاصة المسؤولين عن الانتخابات في مختلف الهيئات المحلية.