هاريس تحاول العودة للعرب من بوابة غزة.. وأصواتهم لا زالت حائرة قبل ساعات من الانتخابات

قبل ساعات من حلول موعد انتخابات 2024 غدًا الثلاثاء لا تزال أصوات العرب والمسلمين الأمريكيين حائرة بين دعم أحد المرشحين أو عدم المشاركة.
وتنقسم أصوات هذه الفئة من الناخبين بين تأييد جيل ستاين مرشحة حزب الخضر، باعتبارها خيارًا بديلًا للديمقراطيين والجمهوريين بسبب سياساتهم الداعمة لإسرائيل، أو تأييد ترامب لمعاقبة الديمقراطيين بسبب خذلانهم في قضية حرب غزة، أو الاستمرار في تأييد هاريس خوفًا من عودة ترامب بمواقفه وسياياته المعادية للعرب والمسلمين.
وانخفض التأييد للديمقراطيين بشكل حاد منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة قبل أكثر من عام، وذلك بسبب الدعم العسكري والسياسي غير المسبوق الذي قدمته إدارة بايدن لإسرائيل، وعدم وجود تحركات جادة من جانبها لوقف الحرب ومنع الإباد الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
محاولة أخيرة
وفي محاولة أخيرة لكسب أصوات العرب الأمريكيين التي ابتعدت عنها كثيرًا قالت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إنها ستفعل كل ما بوسعها لإنهاء الحرب على غزة ولبنان، مؤكدة أنها ستعمل بلا كلل لمستقبل مستقر لكل شعوب العالم.
وأشارت هاريس إلى أن هذا السباق الانتخابى صعب للغاية نظرا لما يحدث فى غزة ولبنان، مؤكدة أنها
ستسعى لإنهاء الحرب في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في غزة وصل إلى مستوى غير معقول.
وقالت هاريس في تصريحات للصحافيين، بمدينة ديترويت في ولاية ميشيغان: “فيما يتعلق بغزة، كنت واضحة للغاية، فمستوى قتل الفلسطينيين الأبرياء غير معقول..ونحن بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب وإطلاق سراح الرهائن”.
وأضافت: “في حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، سأبذل قصارى جهدي لتحقيق هذه الغاية وكذلك حل الدولتين، حيث سيكون لدى الفلسطينيين الحق في تقرير مصيرهم، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأشارت المرشحة الديمقراطية إلى الدعم الذي حصلت عليه من بعض قادة المجتمع العربي الأميركي، قائلة إنها “ستواصل العمل لكسب دعم هذه الفئة، التي تعد بالغة الأهمية في الانتخابات خاصةً في ولاية ميشيغان”.
وذكرت هاريس أنه على الرغم من المجتمع الأمريكي “ليس كتلة واحدة متجانسة”، فإنها تُدرك أن سياسات إدارة بايدن طوال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس كانت “مصدر قلق خاص”.
وأضافت: “هناك العديد من القضايا المتنوعة بالنسبة لأي ناخب، والتي تشمل هذه القضية، وسأواصل التحدث إلى أعضاء هذا المجتمع وطلب أصواتهم، والتي آمل أن أحصل عليها”.
دعم ترامب
في المقابل تكثف حملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، مساعيها لجذب أصوات الناخبين الأميركيين من أصول عربية، من خلال عقد لقاءات مع جاليات عربية في عدة ولايات.
وكان ترامب، قد حظي الأسبوع الماضي، بدعم غير متوقع من الناخبين العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان، معتبراً أن الناخبين المسلمين والعرب ينضمون إلى حملته “بأعداد أكبر من أي وقت مضى”، وقال إنه يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأعرب ترامب عن دهشته من هذا التأييد، نظراً لدعم هذه الجالية التقليدي للديمقراطيين، لكنه أشار إلى حدوث تغيير بسبب عدم الرضا عن هاريس كمرشحة، وعدم رضاهم عن موقف إدارة بايدن تجاه الحرب على غزة ولبنان. وقال أحد ممثلي الجالية العربية: “نحن نقف مع الرئيس ترمب لأنه يعد بالسلام وليس الحرب”.
ورفض عمدة مدينة ديربورن عبد الله حمود تأييد ترمب واصفًا إياه بأنه “مهندس حظر المسلمين”، وألقى باللوم على الديمقراطيين في السماح لترامب بـ”اختراق المجتمع العربي”، بسبب رفضهم لوقف تمويل وتمكين “الإبادة الجماعية” في غزة.
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد استضافت حملة ترامب مؤخرًا مؤتمرا صحفيا لأعضاء من الجالية العربية في نيويورك، حيث أعلن قادة، بينهم ممثلون للجالية اليمينة التأييد له بحضور منسق العلاقات العربية للحملة، مسعد بولس.
وقال عبدالصمد الفقيه، الأمين العام للجالية اليمنية في نيويورك، إن “العديد من الجاليات العربية في الولايات المتحدة أصبحت داعمة لترامب، إذ يجد بعضها تلاقيا في المصالح والسياسيات”.
وأوضح أن هذه “ليست المرة الأولى التي نشهد فيها دعما واضحا من الجاليات العربية للمرشح الجمهوري، إذ حدث ذلك في انتخابات عام 2000، حين دعموا حينها المرشح الجمهوري جورج بوش الابن عندما تنافس ضد الديمقراطي آل غور”.
وأضاف أنه بعد انتخابات عام 2000، ازداد توجه الناخبين العرب الأميركيين لدعم مرشحي الحزب الديمقراطي على اعتبار أنهم داعمون للأقليات، ولكن في هذه الانتخابات هناك رغبة في الابتعاد عن المرشحة الديمقراطية بسبب سياساتهم، وللبحث عن بديل يكون قادرا على تحقيق السلام في المنطقة العربية”.
أصوات حائرة
ويرى خبراء أن تغير موقف الجاليات العربية والإسلامية كان بسبب تجاهل الحزب الديمقراطي لمطالب هذه الجاليات، وخاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية تجاه إسرائيل، مشيرين إلى أن سياسات الإدارة الديمقراطية الحالية دفعت بالناخبين العرب نحو تأييد “مرشحة الحزب الثالث، جيل ستاين، فيما استطاعت حملة ترامب جذب التأييد من بعض ممثلي الجاليات”.
وقال الكردي “على سبيل المثال، في الحملات الديمقراطية لم نر مشاركة لمتحدثين من الجاليات العربية والإسلامية، ولكن خلال الأسابيع الماضية نشطت حملة ترامب في إشراك متحدثين من هذه الجاليات”.
وتتمتع ميشيغان بأكبر عدد من الأميركيين العرب بين الولايات الأميركية، وأثبتت أهميتها بوصفها ولاية متأرجحة في فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وفاز الرئيس الأميركي، جو بايدن في ميشيغان خلال الانتخابات السابقة بدعم من أصوات العرب، لكن يبدو أن السباق أصعب بكثير على نائبته هاريس.
وأشار آخر استطلاع رأي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير”، ونشره الجمعة، قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات، إلى أن 42 في المئة من الناخبين المسلمين يفضلون شتاين، بينما يدعم 41 في المئة نائبة الرئيس هاريس، بينما يدعم 10 في المئة الرئيس السابق، وواحد بالمئة يدعمون المرشح تشيس أوليفر من الحزب الليبرالي، في حين أن خمسة بالمئة فقط من المشاركين لا يخططون للتصويت.
وكان استطلاع أجرته المنظمة في أواخر أغسطس الماضي، أظهر أن 29.4 في المئة من المسلمين يدعمون هاريس، بينما حصلت شتاين على نسبة قريبة للغاية هي 29.1 في المئة.
ويوضح المؤيديون لترامب أن الدعم للمرشح الجمهوري، ليس بسبب السياسة الخارجية الأميركية للسنوات الأربع الماضية فقط، بل “لقضايا ترتبط بالواقع الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة، وقضايا خلافية أخرى مع الديمقراطيين”.
بينما يؤكدون أن القضايا التي يطرحها المرشح الجمهوري على الصعيد الداخلي للولايات المتحدة تتقاطع مع أفكار وآراء الناخب الأميركي من أصول شرق أوسطية.
وبحسب تقرير نشرته الإذاعة العامة في ديترويت “wdet” أعرب الناشطون عن “خيبة أملهم” تجاه إدارة بايدن، لكنهم قالوا إن “رئاسة ترامب مرة أخرى ستكون ضارة بالأميركيين العرب وحلفائهم”.