لماذا حظرت إسرائيل نشاط الأونروا؟.. وما هو تأثير القرار؟
أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن قلقهم البالغ إزاء التشريع الذي تبناه الكنيست الإسرائيلي، الذي يحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” داخل “المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وفي بيان، صدر بالإجماع، حث أعضاء المجلس الحكومة الإسرائيلية على الوفاء بالتزاماتها الدولية واحترام امتيازات وحصانات الأونروا والوفاء بمسؤولياتها في السماح بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الكاملة والسريعة والآمنة وغير المعوقة بجميع أشكالها إلى جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها السكان المدنيون.
دور حيوي
وأكد أعضاء مجلس الأمن أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه وكالة (الأونروا) في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للاجئين الفلسطينيين من خلال برامج التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية الأساسية والمساعدات الطارئة في الأرض الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا.
وشدد أعضاء مجلس الأمن على أن الأونروا تظل العمود الفقري لجميع الاستجابات الإنسانية في غزة، وأنه لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل أو تستبدل قدرة الأونروا وتفويضها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين المحتاجين بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة.
وحذروا بشدة من أي محاولات لتفكيك أو تقليص عمليات الأونروا وتفويضها، مدركين أن أي انقطاع أو تعليق لعملها من شأنه أن يخلف عواقب إنسانية وخيمة على ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة، فضلا عن الآثار المترتبة على المنطقة.
وطالب أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف بتمكين الأونروا من تنفيذ ولايتها، كما اعتمدتها الجمعية العامة، في جميع مناطق العمليات، مع الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال، واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك حماية مرافق الأمم المتحدة والمرافق الإنسانية.
مراجعة مستقلة
وأبرز أعضاء مجلس الأمن نتائج مجموعة المراجعة المستقلة -برئاسة كاترين كولونا- للآليات والإجراءات لضمان التزام الأونروا بمبدأ الحياد الإنساني، ورحبوا بالتزام الأمين العام للأمم المتحدة والوكالة بتنفيذ توصياتها بالكامل ودعوا إلى التعجيل بتنفيذها، بما يتماشى مع التزام الأونروا بمبدأ الحياد.
وأحيط أعضاء مجلس الأمن علما بالتدابير المتخذة لإنهاء توظيف تسعة من موظفي الأونروا في أعقاب هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأكدوا على أهمية اتخاذ تدابير في الوقت المناسب لمعالجة أي ادعاءات ذات مصداقية وضمان المساءلة عن أي انتهاكات لسياسات الوكالة المتعلقة بمبدأ الحياد.
ودعا أعضاء المجلس جميع الأطراف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة وتسهيلها، وفقا للقانون الدولي الإنساني.
وأعربوا عن تقديرهم لعمل موظفي الوكالة، بما في ذلك في ظل ظروف بالغة الصعوبة، في إطار الوفاء بولاية الوكالة، وأكدوا على أهمية ضمان استمرارية الخدمات الحيوية التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين، وأقروا بجهود الدول الأعضاء لتعزيز دعمها للأونروا.
ما هي الأونروا؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهي المنظمة الإنسانية الرئيسية في غزة والضفة الغربية، وتعمل أيضا في الأردن ولبنان وسوريا.
تم تأسيسها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949 بعد نكبة عام 1948 لحماية ومساعدة الفلسطينيين، الذين هجروا على أساس عرقي من منازلهم.
وقد باشرت المنظمة عملها في الأول من مايو عام 1950، ومنذ ذلك الحين ساعدت أجيالا من اللاجئين، لا يزال الكثير منهم يعيشون في المخيمات.
وتوفر الأونروا التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والإغاثة الطارئة للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين بالأراضي الفلسطينية والأردن وسوريا ولبنان.
لماذا قررت إسرائيل حظرها؟
وكان الكنيست الإسرائيلي قد أقر مؤخرا مشروعي قانون يحظران على وكالة الأونروا العمل في إسرائيل، وأقر البرلمان الإسرائيلي بأغلبية ساحقة (92 مقابل 10)، مشروع قانون يحظر نشاط أونروا داخل البلاد، في سابقة تؤدي إلى حظر أنشطة الوكالة داخل البلاد.
كما تم إقرار مشروع قانون يحظر الاتصال مع الوكالة الأممية بأغلبية 87 مقابل 9 أعضاء معارضين. وينتظر أن يتسبب هذا الحظر في تقليص توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة التي تمزقها الحرب.
هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأونروا لضغوط من السلطات الإسرائيلية، ففي يناير الماضي، اتهمت تل أبيب موظفي الأمم المتحدة بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر 2023. وأدى ذلك إلى خفض العديد من البلدان التمويل الذي تقدمه للأونروا، بما في ذلك أستراليا والنمسا وبريطانيا وكندا وإستونيا وفنلندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ورومانيا وسويسرا والولايات المتحدة.
وبعد أن حققت هيئة رقابة تابعة للأمم المتحدة في الاتهام بتورط موظفي الأونروا في الهجمات، تم فصل تسعة منهم في أغسطس الماضي.
ما هو تأثير ذلك؟
أحد المشروعين سيجعل من غير القانوني للمسؤولين الإسرائيليين إجراء أي اتصال مع الأونروا. والثاني يمنع الأونروا من القيام بأنشطة داخل حدود إسرائيل.
وهذا سيجعل من المستحيل على الوكالة الحصول على أي تصاريح دخول للعمل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وكلاهما تحت السيطرة الإسرائيلية. كما أنه سيجعل من المستحيل على الوكالة نقل المساعدات من إسرائيل إلى الفلسطينيين المحتاجين.
واعتمد ما يقرب من 6 ملايين فلسطيني على دعم الأونروا في السنوات الـ70 الماضية. وفي عام 2021، تم تسجيل ما يقرب من 545000 طفل في مدارس الأونروا للعام الدراسي (2021-2022)، ووصلت مساعدات برنامج شبكة الأمان الاجتماعي إلى 398044 مستفيدا، وتلقى 1.7 مليون شخص مساعدة إنسانية منقذة للحياة.
خدمات الأونروا
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” وتقدم الأونروا المساعدات الإنسانية الحيوية والحماية لملايين اللاجئين الفلسطينيين المسجلين. وبصرف النظر عن الإغاثة الطارئة والمساعدات على مدار العام التي يحتاجها السكان الفقراء للبقاء على قيد الحياة، تقدم الأونروا الرعاية الصحية الأولية ودعم الصحة العقلية.
وتشمل خدماتها أيضا المدارس التي كان يدرس فيها أكثر من نصف مليون طفل، قبل أن تشن إسرائيل حربها على غزة في 7 أكتوبر 2023.
وتحاول الأونروا أيضا توفير فرص العمل وبرامج التمويل الأصغر والدعم للفلسطينيين الذين يرغبون في تطوير مبادرات مدرة للدخل.
ويتم معظم عمليات الأونروا داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، لكنها لا تبني أو تملك أو تدير أي مخيمات، وتوفر الخدمات الإنسانية داخل المخيمات وخارجها، لأي فلسطيني محتاج.
وتستقبل عيادات الأونروا حوالي 8.5 ملايين مريض سنويا من خلال 144 مركزا للرعاية الصحية، كما يعمل بها أكثر من 3300 موظف رعاية صحية، مما يجعلها جهة عمل مهمة في القطاع الصحي الفلسطيني.
وتتنوع برامج الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الأونروا، وتتراوح بين برامج مساعدة النساء على دخول سوق العمل، إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتدير الوكالة العديد من برامج التدريب على المهارات المهنية.
وكذلك تقدم برامج تدريب النساء على الحرف التقليدية والخياطة والحياكة والتطريز، إلى جانب خدمات مراكز إعادة التأهيل البدني للفلسطينيين المصابين أو الفلسطينيين الذين يعانون من إعاقة.