أخبارفن وثقافة

وفاة الفنان القدير حسن يوسف بعد حزن كبير على فقدان ابنه

توفي صباح اليوم الثلاثاء الفنان القدير حسن يوسف عن عمر ناهز 90 عامًا، وجاء إعلان الوفاة على لسان شقيقه محمد يوسف، الذي أعلن الخبر عبر حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك” قائلاً: “إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي منذ قليل شقيقي الأكبر الفنان حسن يوسف، تغمده الله بواسع رحمته”.

فيما عبّر نجله الفنان عمر حسن يوسف، عن حزنه الشديد لفقدان والده الراحل حسن يوسف، الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء.

وكتب عمر عبر حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”: “بقلوب راضية بقضاء الله وقدره انعي ببالغ الألم وفاة والدي وحبيبي الفنان حسن يوسف”. وأضاف: “سوف تشيع الجنازة من مسجد الشرطة عقب صلاة العصر، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، برجاء قراءة الفاتحة”.

حزن كبير

وكان الفنان الراحل قد فقد ابنه عبد الله منذ عام تقريبًا، مما ترك حزنًا بالغاً في نفسه، حيث لم يتمكن من تجاوز ألم الفراق. وقد عبّر العديد من أصدقائه وأسرته عن مشاعر الحزن والأسى التي تملّكته منذ رحيل نجله، حيث كان يرى فيه ملاذه ومصدر قوته في شيخوخته.

وعاش حسن يوسف حياة مليئة بالتحديات، إلا أن رحيل ابنه ترك أثراً بالغاً في نفسه، وجعله يبدو أكثر عزلة وهدوءاً، مبتعداً عن الأضواء التي أحبها يوماً. ورغم محاولاته للعودة للعمل، إلا أن الحزن كان ينهش في قلبه، لينتهي به المطاف إلى هذه النهاية المأساوية.

وأوضح الدكتور جمال شعبان، استشاري القلب، أن للحزن تأثيرًا كبيرًا على الصحة النفسية والجسدية، وخاصة القلب. وأشار إلى ما يُعرف علمياً بـ”متلازمة القلب المكسور”، وهي حالة تصيب القلب نتيجة الحزن الشديد، حيث يتأثر نشاطه ويصبح عرضة لمضاعفات قد تصل إلى الوفاة.

وأكد أن الحزن القوي الذي يعانيه البعض بعد فقدان عزيز يمكن أن يُضعف عضلة القلب ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. وأضاف قائلاً: “التوتر النفسي والإجهاد الناتج عن الحزن الشديد يمكن أن يؤثران سلبًا على صحة القلب ويزيدان من احتمالية التعرض لنوبات قلبية مفاجئة، وهذا قد يفسر وفاة الفنان حسن يوسف بعد سنة من رحيل ابنته”.

وأوضح أن العلاقات العاطفية القوية التي تجمع الأهل بأبنائهم، خاصة في مراحل متقدمة من العمر، قد تجعل القلب أكثر حساسية تجاه الأحزان والأزمات النفسية.

إرث فني كبير

ولد الفنان حسن يوسف في 10 ديسمبر 1934 في حي السيدة زينب بالقاهرة، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، كما درس بكلية تجارة عام 1955، وبعدها عمل مشرفًا فنيًا في المسرح المدرسي لمنطقة بنها التعليمية.

وبدأ مشواره الفني في أوائل الستينات، حيث اكتشفه الفنان حسين رياض في المسرح القومي، وقدمه كوجه جديد بفيلم (أنا حرة) بطولة لبنى عبد العزيز عام 1959 ولعب دور ابن عمتها.

وقدم بعدها عدة أعمال سطع بها نجمه في دنيا الفن، وكانت مرحلة الستينيات هي مرحلة توهجه الفني، حيث شارك نجمات السينما البطولة وأهمهم سعاد حسني.

وقد تزوج في هذا الوقت من الفنانة (لبلبة)، ثم تزوج من الفنانة (شمس البارودي) في عام 1972، وشاركها التمثيل في عدد من الأفلام، ثم أخرج لها عددًا آخر من أفلامها، نذكر منها فيلم (2 على الطريق) عام 1984 مع النجم (عادل إمام) وهو آخر أعمالها قبل إعلان اعتزالها التمثيل نهائيا.

ومن أبرز أدواره دور عادل في فيلم (نساء الليل) عام 1973، وقدم خلال مسيرته الفنية مجموعة من الأدوار التي لا تُنسى في السينما والمسرح والتلفزيون. وتنوعت أدواره بين الكوميديا والتراجيديا، وتميّز بأدائه القوي وصوته العميق، مما جعله يحظى بمحبة الجماهير على مدار عقود.

اعتزل التمثيل عام 1990 وقد كانت آخر أفلامه (الشقيقتان)، ثم عاد في عام 2002 إلى الفن مقدما أهم أعماله التليفزيونية وأكثرها نجاحا وهو مسلسل (إمام الدعاة) الذي جسد فيه السيرة الذاتية للإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، ومن بعدها اكتفى بالمشاركة في المسلسلات والدراما التليفزيونية وأغلبها الدينية.

 ولم يكن حسن يوسف مجرد فنان، بل كان رمزاً من رموز الفن العربي، حيث ساهم بأعماله في رسم ملامح الفن المصري الحديث.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى