بين تهديدات ترامب وإصلاحات هاريس.. ما هو مصير ملف الهجرة بعد الانتخابات؟
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
ما الذي يجعل ملف الهجرة أحد أهم الملفات الحاسمة في سباق الرئاسة الأمريكية؟، ولماذا يعتمد عليه ترامب كنقطة قوة له في مواجهة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس؟، وهل يمثل موقفه المتشدد بشأن الهجرة نهجًا أكثر فعالية في هذه القضية من نهج هاريس للإصلاح؟
هل يصدق الناخبون جملة المخاوف التي يثيرها ترامب بشأن خطورة الهجرة على المجتمع الأمريكي، أم يخشون من ردود فعله المبالغ فيها تجاه المهاجرين وذويهم؟، وهل أصبح ملف الهجرة أخطر ملفات الأمن القومي كما يصوره ترامب؟
وما حقيقة تأثير المهاجرين على فرص العمل المتاحة للأمريكيين؟، خاصة وأن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول صرح بأن ارتفاع أعداد المهاجرين ساعد في دفع معدلات البطالة للتصاعد مع دخولهم إلى قوة العمل والبحث عن وظائف.
وما مدى تأثير مثل هذه التصريحات على ملف الهجرة والقرارات التي يمكن أن يتخذها الرئيس المقبل؟، وما الذي يمكن أن يتعرض له أكثر من 535 ألف مهاجر يطلبون من القضاء حمايتهم ضد الترحيل إذا فاز ترامب أو هاريس؟
وماذا عن مصير الجدار الحدودي مع المكسيك بعد الانتخابات؟، وهل تنجح هاريس بإقناع الناخبين بقدرتها على حل هذا الملف الشائك؟ وهل يحاول الديمقراطيون تحسين موقفهم من قضية الهجرة التي يهاجمهم ترامب بشأنها؟.
كل هذه المحاور تناولتها الاعلامية ليلى الحسيني مع المحامي المختص بقضايا الهجرة والتجنس، محمد الشرنوبي.
ملف الهجرة والانتخابات
* من وجهة نظرك، ما الذي يجعل ملف الهجرة أحد أهم الملفات في سباق الرئاسة الأمريكية؟
** الحمدلله أن الإدارتين قد جربناهما؛ سواء الإدارة الحالية من خلال كامالا هاريس، والتي غالبًا ستكمل نفس مسار وسياسات جو بايدن، والإدارة الأخرى السابقة من خلال دونالد ترامب، لذا فإن كلا الإدارتين لن يحدثا جديدًا فيما يخص مسألة الهجرة، وكل تركيزهما يقوم على ملف الحدود.
* هل يستخدم ملف الهجرة كفزاعة بين الحزبين لاستقطاب أصوات الناخبين؟
** نعم، بالتأكيد، نحن نتحدث هنا عمن يتحدثون اللغة الإسبانية وهم جزء كبير جدًا من المجتمع الأمريكي الذي يدلي بصوته في الانتخابات، فالتركيز على هذه المجموعة يكون من خلال الهجرة، ولكنني لم أشاهد ترامب أو هاريس يتحدثان عن أي شيء يخص تسريع المعاملات المرتبطة بالهجرة أو غيرها من العراقيل التي هي بحاجة إلى تسهيل وتغيير، فكل هذه النقاط المهمة منسية تماما.
مبالغة غير مشروعة
* ترامب جعل من ملف الهجرة أخطر ملفات الأمن القومي، هل هذه المبالغة مشروعة في السباق إلى البيت الأبيض؟
** أمريكا لا يمكنها أن تعيش وتستكمل حضارتها إلا بالهجرة، لو دخلنا أي مستشفى أو قسم شرطة أو شركة كبرى أو أي مكان سنجده مبنيًا وقائمًا على عاتق المهاجرين.
* ماذا تحمل أجندة الجمهوريين بالنسبة لملف الهجرة؟، وما الذي تتوقع ـ من خلال خبرتك ـ أن تحمله أجندة ترامب الفعلية حيال ملف الهجرة، إذا ما فاز بالانتخابات؟
** أنا قابلت أشخاصًا عديدين من حملة ترامب وتحدثت معهم بشكل شخصي، وأعتقد أن التركيز سيكون على أمرين؛ أولًا إغلاق الحدود تماما، وثانيًا سيتم ترحيل كل من هو مقيم بشكل غير قانوني على الأراضي الأمريكية، وبالتالي سنجد أكبر نسبة ترحيل للمهاجرين غير القانونيين خلال فترة رئاسة ترامب، ولا خوف على من هم لديهم قضية لجوء أو قضية هجرة في المحكمة.
* لكن ماذا عمن لديهم قضية في المحكمة ولكنها متوقفة أو معلّقة؟
** سيتم اتخاذ إجراءات ترحيل حيال من لديهم حكم ترحيل نهائي وليس لديهم استئناف، أو الحكم معلّق، وكذلك حيال من يقيم بشكل غير قانوني حتى لو كانت إقامته منذ سنوات طويلة.
أجندة هاريس
* وماذا عن أجندة كامالا هاريس فيما يتعلق بالمهاجرين وقضايا اللجوء؟
** لو راجعنا ماضي إدارة بايدن الحالية فسنعرف مستقبل إدارة هاريس، ولو عدنا للماضي سنجد وعود كثيرة من بايدن حيال ملف الهجرة، ولكن لم يتحقق من ذلك أي شيء طيلة السنوات الأربع الماضية، ولو شاهدنا كل أحاديث هاريس الحالية سنجدها تركز فقط على الحدود، ولم تتحدث عن أي شيء آخر عن الهجرة بخلاف الحدود، أنا شخصيًا طوال سنوات عملي كمحامي هجرة لم أر أسوأ من السنوات الأربع الأخيرة تحت إدارة بايدن.
* هاريس تقول إن سياساتها ستكون مختلفة تماما عن بايدن، ولن تكون إدارتها استمرارًا لإدارته، هل نعتبر هذا مجرد كلام فقط، أم أنها بالفعل ستكون لديها توجهات مختلفة إذا ما أصبحت رئيسة للولايات المتحدة؟
** أنا أعتبر أن هذا يدينها أكثر مما يفيدها، لأنها كانت صاحبة القرار الأول والأخير في الإدارة، ونحن نعرف ذلك، فكونها تتنصل من السياسات السابقة فهذا يعني أنها لم تقم بدورها بشكل جيد، وأن السياسات السابقة لم تكن نافعة، ولذلك أنا أشك في أنها ستتغير خلال السنوات الأربع المقبلة.
برنامج الحالمين
* بالنسبة للحالمين الذين يخشون الآن من الترحيل، هناك أكثر من 550 ألف مهاجر يطالبون القضاء بحمايتهم ضد الترحيل؛ فما الذي سيحدث لهم إذا ما فاز ترامب او هاريس؟
** بالنسبة للحالمين أو “dreamers” فقد وعدهم أوباما بالبقاء هنا نظرًا لدورهم في بناء المجتمع والنهوض بهم، ثم جاء ترامب وقضى على تلك الأحلام، ثم سرعان ما جاء بايدن بعده وتوقعنا أن مشكلتهم قد حُلّت، ولكن انتهت الـ 4 سنوات الخاصة بإدارته، ولم يتغير أي شيء.
وإذا فاز ترامب بالرئاسة، فلا أتوقع أن يتغيّر أي شيء بشأن الحالمين، وسيبقى الوضع على ما هو عليه، لن يستطيع ترامب التجديد لهم، ولكنه استطاع سابقًا أن يمنع الناس من التقديم مجددًا لهذا البرنامج، والأمر ذاته بالنسبة لإدارة هاريس، لا أتوقع أنها يمكنها فعل أي شيء للحالمين.
* هل سيكون للقضاء أي موقف حيال الحالمين؟
** لا، فمنذ 8 سنوات لم يفعل القضاء شيئًا، وأوباما فعّل هذا البرنامج بقرار إداري وليس بقانون من الكونغرس، وبالتالي باء البرنامج بالفشل عندما تولّت إدارة ترامب الرئاسة.
فرص العمل
* ما حقيقة تأثير المهاجرين على فرص العمل بالنسبة للأمريكيين؟
** هذه حقيقة واقعة وأليمة، وتحدث عند فتح الحدود لأي شخص يدخل البلد، في حين نترك المهندسين والأطباء المهرة ممنوعين من الدخول والحصول على أوراق قانونية.
وأمريكا التي كانت ذات يوم قلعة حصينة ضد الهجرة غير القانونية باتت الآن تفتح أبوابها أمام كل من يريد الدخول، وأنا في الواقع أشفق على المهاجرين غير الشرعيين بعدما اصطدموا بالواقع هنا، ناهيك عن أن المهاجرين غير الشرعيين يؤثرون سلبًا على المهاجرين الشرعيين.
* ترامب قال إنه سيفتح المجال للهجرة أمام الكفاءات العلمية، ما تعليقك؟
** هذا هو الأفضل، وقال إن من سيحصل على الماجستير أو البكالوريوس من أمريكا، فسيحصل على الفور على الجرين كارد، سنرى خلال السنوات الأربع القادمة إذا كان سينجح في تنفيذ هذه الوعود، أم سيكون الأمر مثل فترته الرئاسية السابقة، أفلح إن صدق.
البطالة زادت الآن، ولم تعد أمريكا هي الحلم الأمريكي كما كان يُقال أبدًا، وأنا ألتقي بالكثير من الشباب ويتحدثون معي عن الظروف الصعبة التي تواجههم هنا بسبب الأوضاع الاقتصادية. وبالمناسبة فإن أمريكا لم تكن من قبل هي منارة الاقتصاد والدخل المادي، بل هي منارة الحرية والعدالة، وسوف تظل كذلك في ظل الدستور الأمريكي والقضاء الشامخ والعادل، وبالتالي ستظل ملاذًا لكل من يطمع في حياة آمنة وكريمة.
صحيح أن الظروف هنا لم تعد كما كانت عليه في السابق، ولكنها أفضل بكثير مما نراها في أماكن عديدة أخرى في العالم، وبالرغم من ذلك فإن رسالتي إلى كل الشباب ولكل من يرغب في القدوم إلى أمريكا أن يتريث قليلًا وأن يفكر أكثر من مرة.
الحلم الأمريكي
* بالعودة إلى الحلم الأمريكي، الهجرة العشوائية إلى أمريكا بدأ التقديم لها في 2 أكتوبر، وآخر موعد هو الخامس من نوفمبر، بماذا توجه بشأن الهجرة العشوائية؟، هل تقدمون خدمات لمن يريد مساعدة في هذا الموضوع؟
** نقدم طلبات الهجرة العشوائية في جميع مكاتبنا، من خلال الـ 4 ولايات الموجودين فيها هنا، وكذلك مكتبنا في مصر، وفي دبي، ولدينا أسعار معقولة جدًا هذا العام لكي نعطي أمل للناس، في ظل ما يمر به وطننا العربي من انعدام للأمل الآن، والتقديم مجاني من خلال الموقع لعدم وجود أي رسوم، ولكن المكتب فقط يحصل على أتعاب معقولة جدًا.
وضع اللبنانيين
* صدر قرار بحصول اللبنانيين الموجودين على أراضي الولايات المتحدة على وضع الحماية المؤقتة، فهل يمكننا أن نلقي مزيدًا من الضوء على هذا الموضوع؟
** كل من دخل الولايات المتحدة منهم قبل 26 يوليو 2024م، لديهم ما يعرف بـ “DED”، وهذه لمن عليه حكم ترحيل أو لديه محكمة ترحيل، أيًا كان موقفه يمكنه التقديم للحصول عليها، ويمكنه استخراج تصريح عمل.
وبالنسبة لمن دخلوا أمريكا قبل 16 أكتوبر يمكنهم الحصول على “TPS”، وهي توفر لهم إقامة قانونية لمدة 18 شهرًا، ويمكنهم بعد الحصول عليها أن يتقدموا للحصول على تصريح سفر أو تصريح عمل، ومتاح للطلاب اللبنانيين أيضا الموجودين على ” Visa F17″ ان يتقدموا للحصول على تصريح عمل على الفور.
* ما هي آلية التقديم؟
** بالنسبة للـ “TPS” فإن التقديم يتم أونلاين، سواء بشكل شخصي من خلال الإنترنت، أو من خلال مكاتب الهجرة أو المحاميين، فالأمر بسيط وسهل.
التصويت في الانتخابات
* ختامًا؛ كلمة أخيرة تقولها للجاليات العربية بشأن الانتخابات القادمة.
** من خلال منبركم هذا أقول للجميع: انزلوا وصوّتوا في الانتخابات، أيًا كان من ستختارونه، ولكن عليكم النزول للتصويت، لا بد أن يكون لنا رأي وصوت في الانتخابات، حتى يكون لنا تأثير.