مباحثات حول هدنة مؤقتة في غزة تقود لاتفاق حول وقف إطلاق النار
تشهد العاصمة القطرية الدوحة مباحثات جديدة من أجل التوصل لصفقة تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاركة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، ورئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنيع.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع أن المحادثات ستسعى للتوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن لدى حركة حماس مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
فيما قال مصدر مطلع آخر إن الهدف الرئيسي للمباحثات هو إقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على وقف القتال لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي هذا إلى وقف إطلاق نار أكثر ديمومة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن خطة وقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس جو بايدن يوم 31 مايو الماضي لا تزال على الطاولة، لكنه ألمح إلى الاستعداد لاستكشاف “أطر جديدة” للسعي إلى الإفراج عن الرهائن.
ولم يرد تعليق فوري من إسرائيل أو حماس، لكن مسؤولا فلسطينيا قريبا من جهود الوساطة قال لرويترز: “أتوقع أن تستمع حماس للعروض الجديدة، لكنها تظل مصممة على أن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويخرج القوات الإسرائيلية من غزة.” فيما تقول إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالقضاء على حماس كقوة عسكرية وكيان حاكم في غزة.
الموقف الإسرائيلي
من جانبه قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الموساد سيناقش مع مختلف الأطراف في الدوحة “الخيارات المتعددة لبدء مفاوضات إطلاق سراح الرهائن لدى حماس في ضوء أحدث التطورات”.
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه “لا يمكن تحقيق كل الأهداف من خلال العمل العسكري فقط”، مشيرًا إلى أن إعادة المحتجزين في قطاع غزة “يتطلب تقديم تنازلات مؤلمة”.
وجاءت تصريحات غالانت خلال كلمة له، اليوم الأحد، بمناسبة “يوم الحداد الوطني” لإحياء ذكرى قتلى عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
موقف حماس
وقال مسؤول إسرائيلي إن مفاوضات الدوحة ستختبر عملية صُنع القرار لدى حماس بعد مقتل رئيس الحركة يحيى السنوار، فيما قال مسؤولون أمريكيون وقطريون إنه ليس واضحًا إن كانت حماس مستعدة للعودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد أكد مسؤول في حماس أن وفدًا من الحركة ناقش مع مسؤولين مصريين في القاهرة اقتراحات لوقف إطلاق النار، وأكد جاهزية الحركة للتوصل إلى اتفاق إذا التزمت إسرائيل بوقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري قد التقى وفد حماس قبل أيام بعد مقتل السنوار، وأبلغوه أنهم ما زالوا متمسكين بورقتهم المقدمة في أغسطس الماضي، التي قالت فيها الحركة إن “الشعب الفلسطيني لا يمكنه قبول صفقات جزئية. وأن أي جهد لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار.
هدنة مؤقتة
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن في وقت سابق اليوم الأحد أن بلاده طرحت مبادرة لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة تبدأ بيومين لتبادل 4 أسرى إسرائيليين مع بعض الأسرى الفلسطينيين، ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض لتحويل الهدنة المؤقتة إلى دائمة وإيقاف كامل لإطلاق النار.
وجاءت تصريحات السيسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في القاهرة اليوم الأحد، بحسب ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية.
وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر مفاوضات لإنهاء الحرب التي اندلعت بعد اقتحام مقاتلي حماس لجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، حسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وخلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، أكثر من 143 ألف قتيل وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.