مايكروسوفت تطرد موظفين نظموا وقفة احتجاجية للتضامن مع غزة
طردت شركة مايكروسوفت اثنين من موظفيها لقيامهما بتنظيم وقفة احتجاجية غير مرخصة في مقر الشركة تضامنا مع الضحايا الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة للعام الثاني على التوالي.
وقال الموظفان المفصولان عبدو محمد وحسام نصر لوكالة “أسوشيتد برس” إنهما نظما وقفة احتجاجية في مقر الشركة “لتكريم ضحايا الإبادة الجماعية في غزة ولفت الانتباه إلى تواطؤ مايكروسوفت في هذه الإبادة”.
وذكرا أن هذا الاحتجاج كان مشابهًا لحملات التبرعات الأخرى التي وافقت عليها مايكروسوفت ونظمتها للأشخاص المحتاجين، وأضافا: “تلقينا خبر الفصل عبر مكالمة هاتفية بعد ساعات قليلة من الاحتجاج الذي نظمناه في حرم شركة مايكروسوفت في ريدموند بواشنطن”.
وكان الموظفان عضوين في ائتلاف من الموظفين عارض بيع مايكروسوفت لتكنولوجيا الحوسبة السحابية للحكومة الإسرائيلية.
وأعلنت مايكروسوفت في بيان عقب الحادثة أنه “تم فصل الموظفين وفقًا للسياسة الداخلية”، لكنها رفضت تقديم معلومات مفصلة عن الموضوع.
وقال عبدو محمد، أحد الموظفين المفصولين، وهو باحث وخبير بيانات: “لدينا العديد من أعضاء المجتمع داخل مايكروسوفت الذين فقدوا عائلاتهم أو أصدقاءهم أو أحباءهم في هذه الحرب. لكن مايكروسوفت فشلت حقًا في توفير المساحة لنا حيث يمكننا أن نجتمع معًا ونتشارك حزننا، ونكرم ذكريات الأشخاص الذين لم يعد بإمكانهم التحدث عن أنفسهم”.
وأضاف محمد، وهو من مصر، إنه يحتاج الآن إلى وظيفة جديدة خلال الشهرين المقبلين لتحويل تأشيرة العمل وتجنب الترحيل.
وقال الموظف الآخر، حسام نصر، إن الغرض من الوقفة الاحتجاجية التي تم تنظيمها هو “تكريم ضحايا الإبادة الجماعية الفلسطينية في غزة، ولفت الانتباه إلى تواطؤ مايكروسوفت في الإبادة الجماعية” بسبب استخدام تكنولوجيتها من قبل الجيش الإسرائيلي في الحرب.
وأوضح نصر أن طرده تم الكشف عنه على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة مراقبة وقف معاداة السامية قبل أكثر من ساعة من تلقيه المكالمة من مايكروسوفت. ولم ترد المجموعة على الفور يوم الجمعة على طلب التعليق على كيفية علمها بالطرد.
وكانت نفس المجموعة قد دعت قبل أشهر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، إلى اتخاذ إجراءات ضد نصر بسبب مواقفه العلنية بشأن إسرائيل.
ونصر، خريج جامعة هارفارد عام 2021، ونشأ في مصر، وهو أيضًا أحد المنظمين المشاركين لجمعية خريجي هارفارد من أجل فلسطين.
وفي وقت سابق من هذا العام طردت شركة جوجل أكثر من 50 موظفًا في أعقاب الاحتجاجات على التكنولوجيا التي تزود بها الشركة الحكومة الإسرائيلية وسط حرب غزة.
ونشأت عمليات الفصل من العمل عن الاضطرابات الداخلية والاحتجاجات الاعتصامية في مكاتب جوجل التي تركزت على “مشروع نيمبوس”، وهو عقد بقيمة 1.2 مليار دولار تم توقيعه في عام 2021 لشركة جوجل وأمازون لتزويد الحكومة الإسرائيلية بخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
ويستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي خوادم أمازون السحابية وأنظمة ذكاء اصطناعي تابعة لشركة مايكروسوفت وجوجل لتصنيف وتصفية المعلومات مع تزايد البيانات المخزنة عن الفلسطينيين وعن قطاع غزة.
وقالت شركة مايكروسوفت في بيانها الصادر يوم الجمعة بشأن عمليات الفصل إنها تظل “ملتزمة بالحفاظ على بيئة عمل مهنية ومحترمة. ونظراً لاعتبارات الخصوصية والسرية، لا يمكننا تقديم تفاصيل محددة”.
وتواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 مخلفة 42,924 قتيلًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 100,833 مصابًا.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بات احتجاج أي موظف في دولة غربية على إسرائيل، أو إبداؤه دعمًا ولو بسيطًا للقضية الفلسطينية والمقاومة في غزة، سببًا كافيًا لأن يكون عرضة للضرر بدءًا من تصنيفه كداعم للإرهاب أو معادي للسامية وانتهاء بفصله تمامًا من العمل.