أخبارأخبار أميركاالراديو

ناخبة ومرشحة.. كيف ستشارك المرأة العربية في انتخابات نوفمبر؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة خاصة مع المرشحة لعضوية مجلس النواب سوزان الأخرس، ضمن سلسلة حلقات نستطلع خلالها رأي مرشحات من أصول عربية لمناصب قيادية في انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل، ونفتح العديد من الملفات الهامة حول مشاركة المرأة العربية كناخبة ومرشحة في هذه الانتخابات.

ضيفة الحلقة سوزان الأخرس، المرشحة لعضوية مجلس النواب للمنطقة 82 في ولاية إلينوي، في ضيافة الاعلامية ليلى الحسيني، حيث ناقشت الحلقة الدور المتوقع لمشاركة الجالية العربية في الانتخابات المقبلة، ودور المرأة العربية في التأثير على أسرتها بالنسبة للمشاركة والتصويت، وتمثيل المرأة الأمريكية في المناصب القيادية.

جدير بالذكر أن السيدة سوزان الأخرس فازت في الانتخابات التمهيدية لعضوية مجلس النواب للمنطقة 82 في ولاية إلينوي، وهي ناشطة مجتمعية وسياسية تنحدر من أصول سورية، ومعروفة بدعمها القوي للاجئين السوريين. وهي رئيسة منظمة شبكة المجتمع، وهي منظمة غير ربحية مقرها في شيكاغو، إلينوي.

فترة البدايات
* سيدة سوزان؛ نبدأ معكِ من البدايات، حيث الهجرة إلى الولايات المتحدة، حدثينا قليلًا عن بدايتك وأسرتك والمنطقة التي تقطنين فيها وتترشحين لتمثيلها.

** شكرًا جزيلًا على الاستضافة، بدايةً أنا وُلِدت في سوريا في السبعينات، والدي سالم الأخرس جاء إلى أمريكا في أوائل الستينات لدراسة الهندسة في شيكاغو، وتعرف على والدتي هنا، وهي أجنبية، وقررا معًا العودة إلى سوريا في السبعينات، وبدأ والدي حياته العملية في حمص حيث كان يمتلك مكتبًا هندسيًا في شارع الدبلان.

كانت حياتنا طيبة وسعيدة في سوريا حتى فترة الثمانينات حيث وقعت بعض الأحداث، فقررت والدتي أنها تريد العودة إلى أمريكا للسكن بالقرب من أهلها، فهاجرنا إلى أمريكا وسكننا في شيكاغو حيث كانت فرص العمل لوالدي متاحة، واثنان من أعمامي كانوا يسكنون في شيكاغو أيضا، كما أن شيكاغو كانت بها جالية عربية مسلمة متزايدة، فاشترى والدي أرضًا بالقرب من أحد المساجد بضواحي شيكاغو وانتظر لفترة حتى تمكّن ماديًا من بناء منزل عليها.

* جدك من جهة الأم كان قسيسًا، وأنتِ مسلمة، وهذا لم يمنعك من أخذ بعض التعاليم الرائعة منه، فكيف استفدتِ من هذا المزيج المميز؟

** بمجرد عودتنا إلى الولايات المتحدة ذهبنا للسكن بالقرب من جدي وجدتي في ماساتشوستس، كان جدي يفتخر بنا أمام الناس والجيران، وكان يأخذنا معه إلى الكنيسة ويعرّفنا على الناس، وكان يقدمني أنا وأخواتي لهم بأننا أحفاده من سوريا ومسلمات أيضا، فلم يكن يخفي ذلك، بل كان يقولها بفخر.

كنت أتحرك كثيرًا مع جدي، نذهب معا إلى البقالة والسوق، كان يعلمني دائما أنه من الضروري أن نسلّم على الناس، ونبتسم بوجوههم، وهذا الأمر غرس بداخلي حب الناس والابتسامة في وجه الجميع، تعلمت من جدي اللطف وحسن معاملة الآخرين، وهذا كان له أثر طيب كبير عندما كبرت وبدأت العمل في الخدمة المجتمعية وأتعامل مع اللاجئين.

حياة أسرية ناجحة
* أنتِ زوجة الدكتور زاهر سحلول، الغني عن التعريف، والذي كانت له إطلالات عديدة على راديو صوت العرب من أمريكا، وهو حاصل على العديد من الجوائز ومؤسس منظمة ميد جلوبال، وهي منظمة غير ربحية تقدم مساعدات طبية، فكيف التقيتما معا لتشكلان معا هذه القصة الجميلة التي أثمرت عن أبناء لديهم قدر كبير من النجاح والتفوق أيضا؛ حيث يعمل الابن الأكبر في سلاح البحرية ويسهم في الدفاع عن البلاد؟

** أنا التقيت لأول مرة مع د. زاهر سحلول في عام 1990م، بالطريقة التقليدية للتعارف والزواج عن طريق زوج أختي، حيث تجمعه قرابة من بعيد مع زاهر، فالتقينا على فنجان قهوة، ومن ثمَّ صار التعارف ثم الزواج، كان من اللافت أنه قد قرأ نفس الكتب التي قرأتها، فكانت الكتب من العوامل المشتركة بيننا.

تزوجنا في عام 1992م، ورزقنا الله بـ 3 أولاد، وسكننا لأول مرة في شيكاغو في منطقة قريبة من المسجد ومنزل والدي، وكانت رغبتنا في ذلك نابعة من تطلعنا إلى جعل أولادنا مرتبطين بالمسجد واختلاطهم بالعرب والمسلمين، حتى لا ينفصلوا تماما عن جذورهم.

قرار الترشح
* أنتِ على درجة عالية من الثقافة، حيث تحملين درجة الماجستير في القيادة التنظيمية من جامعة لوس، وأكملت دراسات في إدارة المؤسسات غير الربحية والتعليم التنفيذي في جامعة نورث وسترن، كما حصلت على العديد من التكريمات لعملك في مجال خدمة المجتمع والمجالات الإنسانية، بعد كل هذه الإنجازات، لماذا الآن قررتِ الانخراط في العمل السياسي والترشح لمنصب قيادي في إلينوي؟، هل كانت للخدمة المجتمعية تأثيرًا في اتخاذ هذا القرار؟

** مهما ترقى الشخص في المناصب أو حصل على الجوائز فإن خدمة الناس تظل هي أهم شيء، ووالدي غرس هذا الامر في داخلي منذ صغري، حيث كان دائم المشاركة في الأعمال التطوعية والعمل بالمسجد، فرأيت أنني بحاجة إلى اتخاذ خطوة الترشح من أجل إسماع أصواتنا كعرب في مدينة شيكاغو وولاية إلينوي بشكل عام.

كما أن الترشح لهذا المنصب ستضيف إلى خبراتي وستصقلها، وبالإضافة إلى ذلك فإن الشخص الذي كان في المنصب تقاعد، وبالتالي فإن كل المرشحين لهذا المنصب وجوه جديدة، وفي هذه الحالة ستكون فرصتي للفوز كبيرة، وهذا على عكس إذا ما قرر نفس الشخص في المنصب أن يرشح نفسه مجددًا حيث تكون فرصة الفوز أصعب بعض الشيء.

انتخابات مهمة
* برأيك لماذا هذه الانتخابات مهمة جدا لنا كجاليات عربية؟

** أمريكا دولة المهاجرين والمناصرة، لذا من المهم والضروري جدا ان يشارك الشخص في الانتخابات على كافة المستويات؛ سواء على مستوى الولاية أو الولاية أو البلاد ككل، مشاركتنا في الانتخابات عن طريق التصويت والترشح تثبّت وجودنا في هذه البلد، ولو لاحظنا فإن الأفارقة واللاتينيين لديهم مشاركات كبيرة في هذا البلد، وبالرغم من وجود هجرات واسهامات كبيرة للعرب والسوريين في أمريكا، ورغم أنه من بعد الحرب العالمية الثانية تزايدت الهجرة من البلاد العربية إلى أمريكا، إلا أن الشعور العام لمن يأتون هو أن مجيئهم محصور في الدراسة والعمل، ومن ثمَّ العودة إلى بلدانهم العربية.

هذا الشعور لم يمكننا من بناء تمثيل قوي لجالياتنا العربية، لذا من الضروري أن نعمل على تحسين تجمعنا وتقوية تمثيلنا في المجتمع، لأن هذه بلدنا، وعلينا أن نشكّل كتلة حقيقية فيها.

* لماذا لا تزال مشاركة المجتمع العربي ضعيفة في التصويت هنا؟، لماذا لا تخرج الجاليات العربية إلى التصويت في الانتخابات؟

** هناك فئات عديدة لا تشارك لأنها غير معتادة على ثقافة الانتخابات في بلدانهم الأصلية، يُضاف إلى ذلك وجود حالة من الصراع الداخلي في نفوس البعض بسبب موقف البلد هنا من الحروب والصراعات الموجودة في بلادنا العربية، وإلى جانب وجود حالة من الإحباط لدى كثيرين مما يجعلهم لا يشعرون بالانتماء الخالص والتام لهذا البلد.

الحرية التي تكفلها أمريكا يجب ان تكون دافعًا لنا لكي نشارك في الانتخابات، وأن نشارك بجدية أكبر في المجتمع، ليس فقط في المجالات السياسية، بل في كل شيء، وذلك حتى تقوى كتلتنا ونتمكن من الدفاع عن حقوقنا.

المرأة والانتخابات
* المرأة الأمريكية بشكل عام، والمرأة العربية الأمريكية بشكل خاص، لا تزال تعاني من التمييز، وخاصة في العمل السياسي، هل تتفقين مع هذا الطرح؟، هل لا تزال المراة تعاني من عدم أخذ حقها كاملًا في العمل السياسي في أمريكا؟

** أوافق تماما، ولكن أيضا نحن نضع عراقيل أمام أنفسنا من خلال عدم المشاركة عبر الترشح أو التصويت، فكما ذكرت كان هناك في الثمانينات من يدعونا إلى عدم المشاركة وعدم الترشح، وهذه كانت أفكار مغلوطة، ويُضاف إلى ذلك أن الكثيرات من النساء القادمات من البلدان العربية لم يكن لديهن الرغبة والدافعية للمشاركة في المجالات المجتمعة المختلفة، ومنها المجال السياسي، واليوم تغيّرت هذه الأمور كثيرًا.

بالنسبة للمرأة الأمريكية فغنها لا تزال تعاني من بعض الصعوبات مثل تدني الأجور مقارنةً بالرجال، وكذلك بعض المصاعب الأخرى مثل الحجاب والنساء السود والإجهاض، وبالرغم من ذلك نرى هنا المرأة الامريكية وهي في مناصب مختلفة ونراها مرشحة لانتخابات الرئاسة، وربما كامالا هاريس تفوز وتصبح هناك امرأة لأول مرة في منصب الرئيس الأمريكي.

أنا شخصيًا لا أميل إلى انتخاب كامالا هاريس، ولا أي مرشح ديمقراطي، لأسباب مرتبطة بسياسات الديمقراطيين وما رأيناه في سوريا ومنطقتنا العربية، وكذلك لا أميل إلى انتخاب دونالد ترامب، الجمهوريون لديهم نفس السياسات، يُضاف إلى ذلك أن ترامب شخص بذئ، ومضاد للهجرة وحقوق النساء، ومؤيد لإسرائيل والحرب على غزة.

نحن كعرب أمريكيين بحاجة ماسة إلى تنظيم صفوفنا وتقوية جذورنا، حتى نصبح مؤثرين وحتى يصبح لدينا صوت مسموع في هذا البلد، فلو رأينا الأوكرانيين الأمريكيين الآن سنتيقّن من مدى تأثيرهم على السياسة الأمريكية، وهذا بلا شك نابع من وجودهم وتأثيرهم في المجتمع، لذا علينا أن نركز جهودنا كي نصلح من شأن هذا البلد، ونحصل على كافة حقوقنا.

برنامج انتخابي
* لو عدنا إلى برنامجك الانتخابي، أنتِ مرشحة عن المنطقة 82 في ولاية إلينوي في انتخابات كونغرس الولاية، قلتِ أن أكبر سعادة لسوزان الأخرس هو حفيدك ريان، وأنك ملتزمة بشدة بضمان مستقبل أفضل له ولكل الأجيال القادمة، فحديثنا قليلًا عن برنامجك الانتخابي.

** توفي والدي في نفس الفترة الزمنية التي وُلِدَ حفيدي فيها، فكانت ولادته هي التي أخرجتني من حالة الحزن والاكتئاب التي كنت أعيشها، ومن هنا رأيت أنه يتوجب عليّ أن أعمل على التخطيط لمستقبل أفضل له ولكل الأطفال هنا في أمريكا، لذا رأيت أن برنامجي يجب ان يقوم على عدة نقاط:

1- الحفاظ على البيئة؛ وذلك من أجل مستقبل أفضل لكل الناس، ولا سيما الأطفال.

2- صحة وحياة النساء؛ لا سيما في ظل وجود هجوم على حقوق النساء المرتبطة بصحتهن وحياتهن، ومع توفير رعاية صحية جيدة ومناسبة لهن، وبأسعار مقبولة.

3- أمن المجتمع ومعالجة العنف المسلح؛ فكل شهر تقريبًا نسمع عن حادث إطلاق نار ووفيات وإصابات عديدة جراء ذلك، فلا بد من إعادة ضبط مسألة امتلاك السلاح، والدوافع المرتبطة باستعمال السلاح، مثل السرقة والفقر والتأثر بمن يروجون للعنف والتمييز.

* من يستطيع أن يصوّت للسيدة سوزان الأخرس؟

** أي شخص من سكان المنطقة 82 في ولاية إلينوي، ومسجّل بالتصويت، لذا أدعو الجميع ممن هم من السكان وعمرهم فوق 18 عامًا إلى الذهاب والتصويت سواء لي أو لغيري، المهم أن نشارك في التصويت.

ودعينا هنا أشير مجددًا إلى دور المرأة العربية الأمريكية وأهميته، يجب على كل امرأة أن تخرج وتصوّت في الانتخابات وتعبّر عن رأيها بحرية، وأن تشجع كل أم أولادها كي يشاركوا في الانتخابات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى