تساؤلات حول قدرات ترامب الذهنية بعد تحويل تجمعه الانتخابي لحفل موسيقي

طرحت المرشحة الديموقراطية للرئاسة كامالا هاريس مجددًا تساؤلات حول الصحة العقلية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب قائلة: “آمل أن يكون بخير”، وذلك بعدما تحول تجمع انتخابي متلفز عقده ترامب في بنسلفانيا الى حفل موسيقي قام خلاله بالاستماع إلى أغانيه المفضلة على المسرح لمدة 40 دقيقة.
وعلق فريق حملة هاريس الذي بث شريط فيديو عن الواقعة، بالقول “يبدو ترامب تائها ومرتبكا وكأنه متجمد على المسرح”.
ورد دونالد ترامب الذي سيكون أكبر رئيس أميركي سنًا يؤدي اليمين الدستورية إذا فاز في الخامس من نوفمبر المقبل، على ذلك برسالة نشرها على شبكته الاجتماعية، قائلا إنه حصل على نتائج “استثنائية” في اختبارين معرفيين منفصلين.
وأكد الرئيس الجمهوري السابق (78 عامًا) قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، “أنا بصحة أفضل بكثير من كلينتون وبوش وأوباما وبايدن، وخصوصا كامالا”.
مشهد غريب
ووقع المشهد الغريب لترامب خلال تجمع انتخابي عقده في أوكس بولاية بنسلفانيا أمس الاثنين، وكان من نوع “تاون هول” أي جلسة أسئلة وأجوبة مع الناخبين.
ووفقًا لشبكة nbcnews فقد تم توقيف الحدث الذي تم تنظيمه في قاعة رديئة التهوئة على ما يبدو، عندما أصيب اثنان من الحاضرين بوعكة صحية ما تطلب تدخل المسعفين.
وقال دونالد ترامب مازحا “هل يريد أي شخص آخر أن يفقد وعيه، ارفع يدك من فضلك؟” وبعد ذلك ومع مرور نصف ساعة فقط على بدء التجمع، قال ترامب “ماذا لو أقمنا مهرجانا موسيقيا؟ (…) فلنوقف الأسئلة، ولنستمع الى الموسيقى”. وطلب المرشح الجمهوري بث قائمة الموسيقى المفضلة لديه، وأولها أغنية مغني الأوبرا لوتشيانو بافاروتي “آفي ماريا”.
وغالبا ما يوصف دونالد ترامب بأنه متعلق جدا بقوائم الأغاني المفضلة لديه والتي يحب تشغيلها على طائرته الخاصة أو في مقر إقامته في مارالاغو في فلوريدا. لكن، في هذه الحالة سادت الدهشة إذ لم يستأنف المرشح الجمهوري جلسة الاسئلة والأجوبة بعد هذا التوقف.
وقال ترامب “من يريد إذن سماع الأسئلة؟، أليس كذلك؟”، واتخذت الليلة منعطفا غير اعتيادي لأمسية انتخابية تم خلالها بث موسيقى على مدى 40 دقيقة تقريبًا، بينما كان ترامب يتمايل على المسرح ويؤدي أحيانًا رقصته الشهيرة باليدين على بعض ألحانه المفضلة، ويتفاعل أحيانًا مع الحاضرين الذين جلسوا خلف المسرح وهو يحمل المذياع بيده، في مشهد سخر منه الديموقراطيون.
تدهور معرفي
ولم يأت هذا الحدث غير التقليدي قبل أسابيع فقط من يوم الانتخابات، وفي ولاية بنسلفانيا المتأرجحة الرئيسية فحسب، بل جاء أيضًا في وقت حاول فيه الديمقراطيون تحويل الانتباه بشكل متزايد إلى قدرات ترامب العقلية، ومدى لياقة الرجل البالغ من العمر 78 عامًا لتولي منصب الرئيس.
وقال مستشار حملة هاريس الذي عمل سابقًا مع الرئيس جو بايدن: “بدأ الناخبون للتو في الاستماع، ورؤية ترامب وهو يثرثر لساعات دون أن يقدم في النهاية شيئًا له معنى، ثم يتجمد لمدة 30 دقيقة ويجبر الناس على الاستماع إلى قائمة تشغيل Spotify الخاصة به. إنه أمر غريب ويثير المزيد والمزيد من المخاوف لدى الناخبين”.
وبدا أن هاريس عززت هذا الشعور بعد تجمع ترامب الذي تحول إلى حفل موسيقي، حيث كتبت على وسائل التواصل الاجتماعي: ” آمل أن يكون بخير”، مع منشور من حملتها أشار إلى أن ترامب بدا “ضائعًا ومرتبكًا ومتجمدًا على المسرح”.
Hope he's okay. https://t.co/WGhGteFpjm
— Kamala Harris (@KamalaHarris) October 15, 2024
ووصف فريق هاريس تصرفات ترامب الذي كان يبدو مشوشا أحيانا خلال تجمعاته الانتخابية على انها دليل على تدهور معرفي محتمل للمرشح الجمهوري.
وأجبرت التساؤلات حول القدرات العقلية لبايدن، خاصة بعد أدائه الكارثي في المناظرة في يونيو، الرجل البالغ من العمر 81 عامًا على الخروج من السباق . ويحاول الديمقراطيون الآن بشكل متزايد قلب هذا السيناريو على ترامب، الذي سيكون أكبر شخص يُنتخب رئيسًا سنًا إذا فاز في نوفمبر الثاني.
ويرفض ترامب بشكل قاطع هذه الانتقادات. وقال أمام مؤيديه “سأبقيكم على اطلاع عندما أفقد السيطرة، أعتقد فعليا أنني سأكون قادرا على قول ذلك لكم”.
لكن ترامب استبعد إمكانية الترشح في عام 2028 في حال هزيمته في الخامس من نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن هذه الحملة ستكون فعليًا الأخيرة له.
وخلال تجمّع انتخابي في مقاطعة إيري في بنسلفانيا، ركزت هاريس على تصريحات ترامب المثيرة للجدل، وعرضت تسجيلا مصوّرا يظهر لقطات لترامب وهو يدعو إلى سجن المعارضين السياسيين ويكرر الحديث عن “أعداء الداخل”.
وذكرت هاريس أن ترامب سيضطهد فئات سبق أن استهدفها مثل الصحافيين والمسؤولين عن تنظيم الانتخابات والقضاة الذين “يصرّون على الامتثال للقانون بدلا من الاذعان لرغباته”.
رد حملة ترامب
ودافع دونالد ترامب عن تجمعه الانتخابي الذي انقلب إلى حفل موسيقي، حيث قال على شبكته تروث سوشال اليوم الثلاثاء: “لقد كان الأمر مختلفا عن المعتاد، لكن انتهى الأمر بكونه أمسية رائعة!”.
وقالت حملة ترامب إنه لم تكن هناك مشكلة معه خلال الاجتماع، بل أظهرت اللحظة المليئة بالموسيقى أيضًا ارتباطًا قويًا بمؤيديه.
وكتب ستيفن تشيونج، المتحدث باسم الحملة، على وسائل التواصل الاجتماعي: “حفلة حب كاملة في قاعة بلدية بنسلفانيا!، لم يرغب أحد في المغادرة وأراد سماع المزيد من الأغاني”.
Total lovefest at the PA townhall! Everyone was so excited they were fainting so @realDonaldTrump turned to music. Nobody wanted to leave and wanted to hear more songs from the famous DJT Spotify playlist!
— Steven Cheung (@StevenCheung) October 15, 2024
وبعد وقت قصير، صدر بيان رسمي من الحملة، ردا بشكل استباقي على المزاعم بأن جلسة الاستماع كانت بمثابة مؤشر على تدهور ترامب العقلي.
وجاء في البيان: “يتمتع الرئيس ترامب بطاقة وقدرة أكبر على التحمل من أي شخص في السياسة، وهو الزعيم الأكثر ذكاءً الذي شهدته هذه البلاد على الإطلاق. إنه يشارك في العديد من الفعاليات العامة كل يوم، ويمكن للجمهور أن يرى أنه أكثر حدة وتركيزًا من أي وقت مضى لأن مستقبل أمريكا على المحك”.
وقال تشيونج لشبكة إن بي سي نيوز يوم الثلاثاء إن جلسة الاستماع جاءت “احترامًا لأولئك الذين أغمي عليهم في الحدث لأنهم كانوا متحمسين للغاية لرؤية الرئيس ترامب”. وأضاف: “لقد اتخذ قرارًا بتسلية الجمهور بالموسيقى وقد أحبها الجميع”.
وأكد أحد الأشخاص المقربين من الحملة أن الموظفين أحبوا الحدث. وأضاف: “لقد كان الرئيس يستمتع بلحظة مع أنصاره، وكان يستوعب الأمر برمته”.
وبعد يوم واحد من الحدث، قالت إحدى الحاضرات إنها استمتعت بمهرجان الموسيقى الذي قاده ترامب، وقالت إنها لن تجد أي انتقاد لو وُضعت هاريس في نفس الموقف. وبشكل عام، قال أنصار ترامب الحاضرون إنهم استمتعوا باللحظة ورأوا فيها فرصة للتواصل مع مرشحهم المفضل للرئاسة.
وخلال التجمع الانتخابي، كان بامكان الحاضرين الاستماع الى أغنية “Con Te Partiro” لأندريا بوتشيلي وسارة برايتمان، و”Hallelujah” التي يؤديها روفوس وينرايت، و”Nothing Compares 2 U” لسينيد أوكونور، و”اميركان تريلوجي” لإلفيس بريسلي، و”Rich Men North of Richmond” لأوليفر أنتوني، و”November Rain” لفرقة غانز آن روزيز، بالإضافة إلى أغنية الديسكو الحاضرة دائما خلال تجمعات ترامب الانتخابية “واي ام سي آيه” لفرقة فيليج بيبول.
وطلب مشاهير آخرون في عالم الموسيقى مثل فرقة آبا وبروس سبرينغستين ونيل يونغ وسيلين ديون ورولينغ ستونز من المرشح الجمهوري التوقف عن بث أغانيهم خلال تجمعاته الانتخابية.