أخبارأخبار العالم العربي

خطة الجنرالات.. إسرائيل تمارس حملة إبادة وتجويع وتهجير في شمال غزة

لليوم الـ11 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية الثالثة على جباليا شمالي قطاع غزة، ويفرض حصارًا على المخيم مستهدفًا كل من يحاول الخروج من المنطقة، بهدف إفراغها وتهجير أصحابها.

وأكدت حركة حماس أن الاحتلال يقصف كل مظاهر الحياة في جباليا، ويمنع انتشال القتلى والجرحى، ويمنع وصول أي مساعدات للمنطقة، مؤكدة أن هذه التطورات هي مقدمة لتطبيق ما يُسمي “خطة الجنرالات” الرامية لعزل شمال غزة تمامًا، وقطع المساعدات عن الموجودين به، واعتبارهم مقاتلين لتبرير قتلهم وإبادتهم.

تطهير عرقي

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل منذ 11 يومًا حملة إبادة وتجويع بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، ويكثف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل، مع حصار مطبق يمنع خلاله دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة.

وتقصف الطائرات الإسرائيلية المنازل فيما تصل بعض الجثامين إلى مستشفى كمال عدوان عبارة عن أشلاء، وتمنع القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية والدفاع المدني من الوصول إلى المنازل المستهدفة لإنقاذ المواطنين وإجلاء الضحايا.

ولم يكتفِ جيش الاحتلال بذلك، بل واصل عمليات نسف المباني السكنية والمنازل في المناطق الشرقية لبلدة جباليا، إضافة إلى إحراق عدة منازل سكنية مع ساكنيها داخلها.

وقال مصدر أمني إن الجيش الإسرائيلي فجّر روبوتات تحمل براميل متفجرة بعدة مناطق سكنية بمخيم جباليا ما أحدث دمارًا واسعًا وخسائر بشرية.

وأضاف المصدر أن جيش الاحتلال يحاول إبادة وإحراق وتدمير مخيم جباليا بشكل غير مسبوق من خلال وضع براميل متفجرة في مناطق مأهولة خلال ساعات الليل سواء عبر إلقائها من الطائرات أو عبر آليات مسيّرة وتفجيرها عن بُعد في الصباح.

من جهته، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي شمال قطاع غزة.

وقد جرى استخدام هذا السلاح لأول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها روبوت يحمل براميل نارية متفجرة.

إبادة وتجويع

كما يواصل الجيش الإسرائيلي منذ 11 يوما منع إدخال الطعام والشراب والوقود إلى المنطقة المحاصرة. وذكر شهود عيان أن المياه نفدت بشكل كامل لدى المواطنين شمال القطاع، وأنهم يستخدمون منذ أيام مياها ملوثة غير صالحة للشرب.

ومع تجدد المجاعة شمال غزة، كثفت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية إطلاق النار تجاه المواطنين أثناء محاولتهم التحرك بحثًا عن طعام وشراب تحت الحصار المشدد على المخيم.

وأفادت مؤسسة حقوقية بأن نحو 400 ألف فلسطيني مهددون بـ”الموت جوعا وعطشا” في محافظتي غزة وشمال القطاع جراء الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -ومقره جنيف- إن “نحو 400 ألف فلسطيني مهددون بالموت جوعا وعطشا شمال وادي غزة جراء قرار إسرائيل بمنع وصول مساعدات أو بضائع إليهم منذ أسابيع عدة، في وقت تواصل هجوما واسعا على شمال غزة لتفريغ المنطقة من سكانها”.

وأضاف المرصد في بيان أن “نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة (بيت حانون، جباليا، بيت لاهيا) غير قادرين منذ 10 أيام كاملة على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب نتيجة الحصار والعملية العسكرية”.

وأكد أن “عشرات الفلسطينيين المحاصرين بمخيم جباليا توجهوا إلى مركز التموين التابع لوكالة أونروا تحت وطأة الجوع، لكن الجيش الإسرائيلي استهدفهم بالقذائف والطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل 10 وإصابة 40 آخرين”، مشيرا إلى أن العديد من الضحايا لا يزالون في الشوارع ويتعذر نقلهم إلى المستشفى.

ولفت المرصد إلى أن “من ينجو من قصف إسرائيل مهدد بالقتل بالتجويع والتعطيش في واحدة من أكبر جرائم القتل بالتجويع، مما يعكس النية الواضحة لاستخدام التجويع سلاح قتل وفرض أحوال معيشية يقصد بها التدمير الفعلي للفلسطينيين في غزة، ضمن جريمة الإبادة”.

وأضاف أن “آلاف السكان المحاصرين في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي قطاع غزة نفد لديهم كل مخزون الطعام”.

ووضعت عمليات القصف والتدمير الفلسطينيين في شمال غزة في امتحان صعب بين خيار النزوح بعد أكثر من عام على الصمود في وجه الإبادة الجماعية أو البقاء في وجه الموت والجوع.

وبالرغم من كل هذه الأهوال رفض جزء كبير من أهالي شمال غزة وخاصة سكان جباليا الخروج، مؤكدين أن خيار البقاء تحت سقف بيت يسترهم أفضل حالا من رحلة نزوح بحثا عن خيمة قد لا يجدونها، خاصة وأنه لم يعد هناك مكان آمن في غزة، فجنوبها مثل شمالها، وجميع مناطقها مستباحة من آلة القتل الإسرائيلية.

خطة الجنرالات

من جانبه قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن قوات الاحتلال تواصل عزل شمال قطاع غزة وتشديد الحصار عليه، واصفا ما يجري في جباليا ومخيمها بالإبادة الجماعية مكتملة الأركان، داعيا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لاتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ المدنيين في هذه المنطقة.

وأضاف حمدان، في بيان، إن الاحتلال يقصف كل مظاهر الحياة في جباليا، ويمنع انتشال القتلى والجرحى، ويمنع وصول أي مساعدات للمنطقة، مؤكدا أن هذه التطورات هي مقدمة لتطبيق ما يُسمي “خطة الجنرالات” الرامية لعزل شمال غزة تماما، وقطع المساعدات عن الموجودين به، واعتبارهم مقاتلين لتبرير قتلهم.

وأكد حمدان أن كل ما يتم رصده على الأرض من تحركات إسرائيلية في شمال القطاع “يؤكد أننا أمام واحدة من أكثر الخطط العسكرية انحطاطا ونازية في التاريخ الحديث، وضعها قادة لا أخلاق ولا شرف عسكري لديهم، وتدل على الاستهتار الصارخ بالقوانين الدولية”.

وأضاف أن هذه الخطة “هي تتويج لعام كامل من الإبادة الوحشية التي استخدم فيها جيش الاحتلال النازي كافة الأسلحة والمجازر التي يندى لها الجبين، والتي لم تمكنه من تحقيق أهدافه ولم تدفع الشعب لمغادرة أرضه”.

وقال إن هذه الممارسات ليست حربا وإنما هي خروج على كافة القوانين الدولية والأعراف، وإن على المجتمع الدولي محاسبة “هذا الاحتلال الصهيونازي”، مؤكدا أن قيم الإنسانية تتعرض لانتكاسة كبيرة في ظل استمرار “غطرسة وفاشية هذا الاحتلال التي يهدد بقاء المنظومة الدولية”.

ودعا حمدان المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتجاوز الإرادة الأميركية، واتخاذ قرارات لحماية المدنيين ووقف الجرائم التي ترتكب ضدهم وتحاسب قادة الاحتلال. وحمّل الإدارة الأميركية المسؤولية عما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من مجازر وتجويع وحصار.

وقال حمدان إن الولايات المتحدة متورطة في كل المجازر الإسرائيلية من خلال مواصلة تبنيها نفس الرواية السياسية التي تمثل غطاء للاحتلال.

ودعا الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية “للتحرّك الفوري والعاجل وبكل الوسائل، في الشوارع والساحات والجامعات والنقابات، لممارسة كل الضغوط والتأثير لوقف عدوان الاحتلال الصهيوني في قتل وتهجير شعبنا”.

وأضاف “ندعو قادة الرأي والعلماء في أمتنا للعمل الجاد من أجل تفعيل دور الأمة وحراكها في مواجهة العدوان الصهيوني والدعم الأميركي لهذا العدوان”.

وختم بالقول “نجدّد تأكيدنا أن هذه الخطة الوحشية المسمَّاة بـ (خطة الجنرالات)، محكوم عليها بالفشل، فكما تحطّمت كافة محاولات حكومة الاحتلال وجيشها الفاشي، على مدار عام كامل من الإبادة والإجرام، لإخضاع شعبنا، أو دفعه للهجرة أو الاستسلام، فإن خطته في شمال القطاع ستتحطّم، أمام صخرة ثبات وإرادة وصمود أبناء شعبنا الصَّابرين المرابطين في شمال قطاع غزة، وبسالة وشجاعة مقاومتنا الباسلة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى