أخبارأخبار العالم العربي

إسرائيل تواصل استهداف قوات اليونيفيل والجيش اللبناني

أعلن الجيش اللبناني اليوم الجمعة مقتل اثنين من جنوده وإصابة ثلاثة آخرين في استهداف إسرائيلي لأحد مراكزه في في بلدة كفرا جنوب البلاد، وذلك بعد أسبوع من مقتل جنديين آخرين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان.

وأدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مركزًا للجيش اللبناني وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية “إن هذا الاجرام الاسرائيلي المتمادي في حق لبنان لم يوفر اليوم جنودا بواسل يقومون بواجبهم الوطني في حماية الأرض والدفاع عن الشعب، وهو في رسم المجتمع الدولي الساكت على ارتكابات إسرائيل، فيما المطلوب وقفة ضمير عالمية تضع حدا لهذا العدوان”.

وفي نفس الإطار أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تعرّض المقرّ العام لها في الناقورة صباح اليوم الجمعة لاستهداف إسرائيلي للمرة الثانية خلال 48 ساعة، مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن إصابة جنديين من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة، وتم نقل أحد الجرحى إلى مستشفى في صور، بينما يتلقى الثاني العلاج في الناقورة.

وقالت اليونيفيل في بيان لها: “انهارت اليوم عدة جدران في موقعنا التابع للأمم المتحدة رقم 1-31، بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، عندما قصفت جرافة إسرائيلية محيط الموقع، وتحركت دبابات إسرائيلية بالقرب من موقع الأمم المتحدة. ظل جنود حفظ السلام التابعون لنا في الموقع، وتم إرسال قوة رد سريع تابعة لليونيفيل لمساعدة الموقع وتعزيزه”.

وأضاف البيان: “إن هذه الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تعمل في جنوب لبنان بناءً على طلب مجلس الأمن بموجب القرار 1701 (2006)، في خطر شديد للغاية.

وتابع: “إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما أن أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006).

إدانات دولية

وكانت قوات اليونيفيل -التي يقدر عددها بأكثر من 10 آلاف ينتمون إلى 50 دولة- اتهمت، أمس الخميس، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار “بشكل متكرر” على مواقع لها في جنوب لبنان، وهو ما أثار تنديدات دولية.

وندّدت الدول الأوروبية المساهمة في القوة الأممية بهذا القصف الذي حذّرت روما من أنه قد يرقى إلى “جريمة حرب”. ورأى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، أنّ “الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب، وتمثّل بالتأكيد انتهاكات خطرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي”.

فيما استدعت فرنسا السفير الإسرائيلي لديها وعبرت عن قلقها الشديد بعد إطلاق إسرائيل النار على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ونددت بأي هجوم عليها. وقالت إنها تنتظر توضيحات من إسرائيل بشأن هذا الاستهداف مؤكدة أن “حماية قوات حفظ السلام التزام ينطبق على جميع الأطراف في أي صراع”.

من جانبه أعرب البيت الأبيض عن “قلقه العميق” لهذا التطور، وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي “نتفهم أن إسرائيل تنفذّ عمليات دقيقة قرب الخط الأزرق لتدمير البنى التحتية لحزب الله، لكن بينما يقومون بهذه العمليات، من الضروري ألا يهددوا سلامة عناصر حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة”.

فيما أدانت وزارة الخارجية الإسبانية بشدّة النيران الإسرائيلية التي أصابت مقرّ قوات اليونيفيل، مؤكدة أنّ الهجمات ضدّ عمليات حفظ السلام تمثّل “انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي”.

إصرار على البقاء

من جانبها أكدت قوات اليونيفيل، في بيان لها، أنها عازمة على البقاء في مواقعها بجنوب لبنان رغم الهجمات الإسرائيلية على مقراتها في الأيام القليلة الماضية، وكذلك الأوامر التي يوجهها الجيش الإسرائيلي لها بالمغادرة.

وقال المتحدث باسم القوة الأممية، أندريا تينينتي، إن الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام أدت إلى إصابة عدد من أفرادها وتعطل بعض قدراتها على المراقبة.

وذكر تينينتي، في مقابلة مع رويترز، “قطعًا أنه ربما يكون هذا من أخطر الأحداث أو الوقائع التي شهدناها على مدار الـ12 شهرا الماضية”، في إشارة إلى المعارك الدائرة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.

وقال تينينتي “نحن هناك لأن مجلس الأمن الدولي طلب منا أن نكون هناك، لذلك سنبقى حتى يصبح الوضع مستحيلا”.

من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، لمجلس الأمن الدولي، إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان “في خطر متزايد”.

وأضاف أن الأنشطة العملياتية لقوات حفظ السلام في لبنان توقفت فعليا منذ 23 سبتمبر، مشيرا إلى أن “قوات حفظ السلام قابعة في قواعدها مع فترات زمنية طويلة قضتها في الملاجئ”.

وشدد في كلمة أمام مجلس الأمن على أن البعثة مستعدة لدعم كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي، لافتا إلى أن “قوات اليونيفيل مكلفة بدعم تنفيذ القرار 1701، لكن يتعين علينا أن نصر على أن تنفيذ بنود هذا القرار يقع على عاتق الطرفين نفسيهما”.

كما قال إن قرار مجلس الأمن رقم 1701 يعطي قوة اليونيفيل تفويضا لمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على الحدود الجنوبية المشتركة مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو المسلحين، فيما عدا القوات الحكومية اللبنانية.

سبب استهداف اليونيفيل

من جانبه قال الخبير العسكري، العميد حاتم كريم الفلاحي، إن إسرائيل تريد بقصفها المتكرر على قوات اليونيفيل إخراج هذه القوات من جنوب لبنان، بعد انتفاء الحاجة إليها.

وأوضح الفلاحي للجزيرة أن إسرائيل لا تريد وجود قوات تابعة للأمم المتحدة، ولديها سجل حافل بذلك، مستدلا بقصفها المتكرر على المنظمات الأممية في قطاع غزة، خاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وبيّن أن القرار الأممي 1701 الذي طالبت إسرائيل بتنفيذه قبل مدة “أصبح في عداد المنتهي، بعدما لم ينفذ من الطرفين”.

وترى إسرائيل أنه لا حاجة إلى هذه القوات الدولية، بل إنها “تريد تحييدها وانسحابها من المنطقة”، وفق الخبير العسكري.وأعرب عن قناعته بأن إسرائيل تحاول أيضا استخدام الطريق الساحلي كمحور تقدم رئيسي في عملية التوغل البري داخل العمق اللبناني.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى