إعصار ميلتون يسبب دمارًا واسعًا في فلوريدا.. 10 قتلى على الأقل والملايين بدون كهرباء
ضرب إعصار ميلتون المحيط الأطلسي اليوم الخميس بعدما شق طريقه مدمرًا عبر العديد من المناطق في ولاية فلوريدا، وأدى إلى ظهور أعاصير، وأسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، وترك الملايين بدون كهرباء، لكن العاصفة لم تتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل كارثي كما كان يخشى الكثيرون.
ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد قال حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتس إن الولاية تجنبت “أسوأ السيناريوهات”، رغم أنه حذر من أن الأضرار لا تزال كبيرة. ويبدو أن منطقة خليج تامبا نجحت في تجنب عاصفة المد التي دفعت إلى إصدار أشد التحذيرات خطورة.
وقال وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، في إفادة بالبيت الأبيض إن الحكومة لديها تقارير عن مقتل 10 أشخاص على الأقل جراء إعصار ميلتون، مضيفا أن من الواضح أن هذه الوفيات ناجمة عن أعاصير.
وفي مقاطعة سانت لوسي على الساحل الشرقي لولاية فلوريدا، تسببت سلسلة من الأعاصير في مقتل 5 أشخاص، من بينهم اثنان على الأقل في مجتمعات سبانيش ليكس للمسنين، حسبما قال المتحدث باسم المقاطعة إريك جيل. وتقوم فرق البحث والإنقاذ هناك بتمشيط المناطق المتضررة بشدة، بما في ذلك متنزه للمنازل المتنقلة.
وقال دي سانتس إنه تم تأكيد وقوع 19 إعصارًا في فلوريدا حتى الساعة الثامنة مساءً يوم الأربعاء، وهو نفس الوقت تقريبًا الذي وصل فيه إعصار ميلتون إلى اليابسة. وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أنه تم الإبلاغ عن حوالي 45 إعصارًا طوال اليوم، معظمها في الأجزاء الوسطى والشرقية من الولاية.
وفقًا لموقع PowerOutage.us، انقطعت الكهرباء عن أكثر من 3 ملايين منزل وشركة في فلوريدا صباح يوم الخميس. وكان البعض منهم على الأقل ينتظرون أيامًا لاستعادة الكهرباء بعد أن ضرب إعصار هيلين المنطقة قبل أسبوعين.
أضرار واسعة
ضرب الإعصار الأرض كإعصار من الفئة الثالثة، مصحوبًا برياح بلغت سرعتها 120 ميلًا في الساعة (195 كلم/س). ومع مرور الساعات، انخفضت قوة الرياح لتصل إلى 90 ميلًا في الساعة (150 كلم/س) مع تراجع الإعصار إلى الفئة الأولى.
خلف الإعصار وراءه أضرارًا جسيمة، إذ شهدت مناطق واسعة من فلوريدا فيضانات مدمرة وانقطاع التيار الكهربائي عن حوالي مليوني عميل، مما أدّى إلى انقطاع الخدمات الأساسية. وبحسب تقارير محلية، فإن منازل عديدة تضررت أو دُمرت بالكامل، خاصة في المناطق المنخفضة. وقد أبلغت السلطات في سانت بطرسبرغ عن كميات كبيرة من الأمطار، وصلت إلى 422 ملم في بعض المناطق، مما أدى إلى فيضانات غير مسبوقة في بعض المدن مثل تامبا وكليرووتر.
عمليات إنقاذ عاجلة
أعلن حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، عن تسجيل 19 إعصارًا إضافيًا تسببت في تدمير واسع النطاق. حوالي 125 منزلًا، معظمها من البيوت المتنقلة، تعرضت للدمار الكامل. أضاف ديسانتيس خلال مؤتمر صحفي أن عمليات الإجلاء أصبحت محفوفة بالمخاطر بسبب الظروف الجوية، داعيًا السكان إلى الالتزام بمنازلهم إلى أن تنتهي العاصفة. وأوضح أن الأوضاع الأمنية والصحية تتطلب البقاء في أماكن آمنة، محذرًا من مخاطر المياه المرتفعة والرياح العاتية.
استعدادًا لهذه الكارثة الطبيعية، تم نشر 9,000 فرد من الحرس الوطني في فلوريدا للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة. كما تم تجهيز نحو 50,000 عامل كهرباء لمواجهة انقطاعات التيار الكهربائي التي انتشرت في أرجاء الولاية. وشددت السلطات المحلية على ضرورة التزام المواطنين بتوجيهات السلامة، والاحتماء في منازلهم أو اللجوء إلى الملاجئ التي أقيمت مسبقًا. تشير التقارير إلى أن حوالي 70,000 شخص لجأوا إلى الملاجئ، في استجابة مباشرة لتحذيرات السلطات.
أفادت السلطات المحلية في مقاطعة سانت لوسي، التي تقع على الساحل الأطلسي لفلوريدا، بوقوع “عدة وفيات” نتيجة الإعصار، غير أن التفاصيل حول عدد الضحايا لا تزال غير واضحة حتى اللحظة. وقد نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن محطة “WPTV” أن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة في المقاطعة، وسط تحذيرات من احتمال ارتفاع عدد الضحايا مع مرور الوقت.
تحذيرات واستمرار الخطر
أصدر المركز الوطني للأعاصير تحذيرات متواصلة بشأن الخطر الداهم، موضحًا أن عين الإعصار “ميلتون” ضربت اليابسة بالقرب من “سييستا كي”، مشددًا على أن العاصفة مصحوبة برياح عاتية وأمواج مدّ مدمرة قد تؤدي إلى فيضانات فجائية. كما دعا المركز إلى ضرورة الاحتماء الفوري مع استمرار الإعصار في التحرك عبر الولاية.
من جهتها، واصلت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ تحذيراتها لسكان المناطق المتضررة، داعية إياهم إلى الابتعاد عن الطرق والبقاء في الأماكن المغلقة حتى انتهاء العاصفة. وقد أغلقت السلطات مطاري تامبا وساراسوتا حتى إشعار آخر، فيما تشهد الولاية استعدادات مكثفة لمواجهة آثار الإعصار.
يأتي إعصار “ميلتون” بعد أسبوعين فقط من الإعصار المدمّر “هيلين”، الذي ضرب فلوريدا وولايات أخرى في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة، وأدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. ويخشى أن يكون “ميلتون” قد تسبب في دمار مماثل أو حتى أشد، خاصة مع تدمير منازل بأكملها وانقطاع الكهرباء عن الملايين.
حذر الحاكم دي سانتيس، السكان، في آخر تصريحاته، وشدد على ضرورة الاحتماء والبقاء في المنازل، قائلًا: “لقد وصلت العاصفة. حان الوقت للجميع للاحتماء”. وأضاف أن أي محاولات لإجلاء السكان أصبحت الآن محفوفة بالخطر، داعيًا الجميع إلى ملازمة أماكنهم حتى تمر العاصفة بسلام.
توقعات مستقبلية
ما زال إعصار ميلتون يتحرك عبر فلوريدا بسرعة أقل، لكن لا تزال السلطات في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تطورات مفاجئة. ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يستمر الإعصار في التحرك نحو الشمال الشرقي، حيث من المتوقع أن يضعف تدريجيًا قبل أن يصل إلى مناطق أخرى خارج الولاية.
في هذه الأثناء، تبقى فلوريدا على أهبة الاستعداد، حيث يستمر العمل على إصلاح الأضرار وتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين، وسط ترقب كبير لنتائج هذه الكارثة الطبيعية.