“حرب الانبعاث”.. نتنياهو يطلق اسمًا توراتيًا لحربه على غزة لتوحيد صف الإسرائيليين خلفه

في خضم موسم الأعياد اليهودية، اختار رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إطلاق تسمية دينية توراتية على المرحلة الجديدة من حربه ضد قطاع غزة، مسمياً إياها “حرب الانبعاث”. جاء هذا الاسم بعد عام من العمليات العسكرية التي فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة، والتي تعرضت فيها رواية إسرائيل لتحديات كبيرة أمام الرأي العام العالمي، مقابل تصاعد دعم القضية الفلسطينية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.
هذا التغيير في مسمى العدوان من “السيوف الحديدية” إلى “حرب الانبعاث” يحمل دلالات عدة. فهو توظيف لتعبيرات توراتية تهدف إلى جمع صفوف إسرائيل، التي تعاني من انقسامات حادة، وراء شعار “الدفاع عن الوطن والشعب والهيكل باسم الله”. يسعى نتنياهو بذلك إلى تحفيز المجتمع الصهيوني على التوحد وحمل السلاح لمواجهة “العدو الفلسطيني”، وعدم ترك مجال للتهرب من مسؤولية خوض المعركة.
وفي محاولته لتبرير عدوانه على غزة، يصر نتنياهو على أن هذه الحرب وجودية بالنسبة للكيان الإسرائيلي، زاعماً أن الهجوم المضاد هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل البلاد، في ظل استنفاد الخيارات بعد عام على عملية “طوفان الأقصى”.
وفقاً للفصائل الفلسطينية، فإن الكيان الإسرائيلي فشل في القضاء على المقاومة أو تدمير بنيتها التحتية. حتى وقت قريب، استمرت صواريخ المقاومة بالانطلاق من خان يونس، ما يؤكد على صمود المقاومة وقدرتها على مواصلة الدفاع عن الأرض والشعب والمقدسات.
ولم ينجح الاحتلال أيضا في فرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة، كما أخفق في استعادة أسراه بالقوة العسكرية، مما اضطره في النهاية للقبول بالتفاوض، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتزايد داخل كيانه. كذلك، انهار مخططه لتهجير سكان القطاع نحو سيناء أمام إصرار الفلسطينيين على التمسك بأرضهم.
وقد وصف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، هذا الفشل بأنه ليس مجرد إخفاق عسكري، بل أيضاً سقوط للرواية الصهيونية دوليًا، في ظل تعاظم الدعم العالمي للقضية الفلسطينية وارتفاع صوت التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، تزداد المطالب الدولية بوقف الحرب، حيث شهدت الشوارع مظاهرات منددة، وعُقدت ندوات ومحاضرات في مختلف المحافل الإعلامية لفضح جرائم إسرائيل.
وسط هذه التطورات، وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة للقاء ممثلين من حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى برعاية مصرية، في إطار محادثات المصالحة الوطنية، في محاولة للتوصل إلى اتفاقات تعزز الوحدة الفلسطينية.