أخبارأخبار العالم العربيالراديو

د. عاطف عبدالجواد: اغتيال حسن نصرالله بداية لتحويل الشرق الأوسط إلى امبراطورية موالية لإسرائيل وأمريكا

أعدها للنشر: أحمد الغـر

في مداخلته مع راديو صوت العرب من أمريكا؛ للتعقيب على اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، قال الصحفي والمحلل السياسي الدكتور عاطف عبدالجواد إن “مقتل حسن نصرالله أدى إلى خلخلة المنظومة الثورية الإيرانية في المنطقة، بالنظر إلى إدراك إيران مدى طول اليد الإسرائيلية ومقدرتها على الوصول إلى أهداف محصنة”.

وأضاف أن “هذه الخلخلة التي قد تستمر وقتًا طويلًا، بل وربما إلى تداعي نظام الحكم الديني في إيران، لا تعني بالضرورة أن هذا النظام على وشك السقوط، ولكن لفترة طويلة مقبلة سوف يتراجع المد الثوري الإيراني، وليس أدل على هذا الضعف من حقيقة أن إيران نقلت الزعيم الروحي خامنئي إلى موقع سري مأمون، خشية وصول اليد الإسرائيلية إليه، لكن إيران ومهما آل إليه نظام الحكم فسوف تصل إلى خلاصة مهمة، وهي ضرورة ترسيخ البرنامج النووي الإيراني كبوليصة تأمين”.

وقال عبد الجواد إنه “بالنسبة لإسرائيل ومهما كان نجاحها التكتيكي في الاستخبارات والقصف والقتل، فإنها تواجه مشكلة النزوح، فلأول مرة في تاريخها نجد أنه أمام إسرائيل من 60 إلى 100 ألف نازح من الشمال، هؤلاء سوف يكون من الصعب عودتهم إلى بيوتهم في الشمال حتى مع خلخلة حزب الله على الجانب الآخر من الحدود، بمعنى أن إسرائيل ستواجه مشكلة اجتماعية واقتصادي كبيرة، وهي تتعامل مع توطين هؤلاء النازحين، وربما سعت الحكومة إلى إعادة توطينهم في مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة مما سيزيد من تعقيد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وأضاف: “إذن الخوف من صواريخ حزب الله ومسيراته، ثم الخوف من العنف في غزة سوف يعني أن الحكومة الإسرائيلية سوف تواصل التوسع في الضفة الغربية المحتلة، لتأمين حياة لهؤلاء النازحين، الأيديولوجية الإيرانية ـ وبالتالي أيديولوجية حزب الله ـ تقوم على الذاكرة الطويلة، فالشيعة كما نعلم ما زالوا يتذكرون حتى اليوم مقتل الحسين ويبنون استراتيجيتهم في المنطقة على أساس هذه المظلمة التاريخية، ولذا أعتقد أن إيران ومعها حلفاؤها سوف يردون على الاغتيال بموجة من الاغتيالات من جانبهم، وسوف ترد إسرائيل بمعونة التكنولوجيا والاستخبارات الأمريكية بمزيدٍ من الاغتيالات”.

وتابع: “أرى أن الاغتيالات سوف تحلّ لفترة من الوقت محل المسيرات الطائرة والصواريخ التي لن تسفر عن نجاحٍ إيراني كبير، 300 صاروخ ومسيرة إيرانية أطلقت على إسرائيل لم تحدث خسائر كبيرة في الداخل الإسرائيلي”.

وأضاف: “أعتقد أن موجة من الاغتيالات التقليدية خارج المنطقة سوف تحل محل العمل العسكري التقليدي ضد إسرائيل، لقد استمعت إلى الرئيس الإيراني الجديد يقول على التلفزيون إن حزب الله لا يستطيع أن يفعل شيئًا بمفرده بعيدًا عن إيران، وهذا يعني أن حزب الله لن تتوفر له أسلحة إيرانية بالقدر نفسه، لأن إسرائيل سوف تتحكم بمطار بيروت، وبموانئ لبنان لمنع وصول هذه الأسلحة، وهذا يعني أن الدعم الإيراني لحزب الله وحماس أيضا لن يستمر كما كان سابقًا ولو لفترة زمنية”.

واختتم الدكتور عبد الجواد حديثه قائلًا: “أعتقد أن نتائج اغتيال نصرالله سوف تؤدي إلى تحويل الشرق الأوسط إلى امبراطورية سياسية موالية لإسرائيل وللولايات المتحدة التي أعربت عن سعاتها لمقتل نصرالله رغم قولها إنها تسعى إلى عدم التصعيد، هذه الإمبراطورية السياسية إن جاز التعبير سوف تكتمل بضعف الحوثيين في اليمن والبعثيين في سوريا، لقد أغلقت دمشق بالفعل مركز تجنيد سوري لحزب الله ثم مع مرور الوقت سوف تطبع السعودية مع إسرائيل، وسوف يكون التوسع في النفوذ الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة أسرع من جهود حل الدولتين، وحتى لو قامت دولة فلسطينية مستقلة، سوف تكون منزوعة السلاح، وسوف يتخلص لبنان من نفوذ حزب الله ولو على الأمد القصير لكي يقع تحت النفوذ الإسرائيلي، لكن من الصعب التنبؤ بخارطة المنطقة على الأمد البعيد بسبب طول الذاكرة لدى إيران وحلفائها”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى