الراديوطبيبك الخاص

صحة وحياة.. كيف تقي نفسك من كوفيد وأمراض الشتاء؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

أمراض الشتاء وكيفية الوقاية منها، مع ضيف الحلقة الدكتور ماهر كفري أخصائي الطب العام وأمراض الرئة والصدر والجهاز التنفسي، حيث تناولت الحلقة محورًا هامًا يتعلق بالفرق بين الأنفلونزا والزكام وكوفيد، وأجابت الحلقة على بعض التساؤلات الهامة مثل: هل يمكن أن نميز بين أعراض كل منهم؟، وهل نحتاج الى تحليل أو اختبار لمعرفة نوع المرض؟، وهل لا زال كوفيد يمثل خطرًا وتهديدًا في ظل ارتفاع الإصابات في أمريكا رغم عدم وجود جائحة؟

وفي حالة الإصابة بأحد أمراض الشتاء، كم يومًا تستمر الأعراض، وهل تختلف باختلاف نوع الإصابة؟، وهل يجب علينا أن نعزل أنفسنا؟، وما هي العلاجات المتاحة للتخفيف من آثار الإصابة بكوفيد والأنفلونزا والزكام؟

انتشار الأمراض الموسمية
* نبدأ حديثنا بما هو متداول دومًا حول ارتباط الأمراض الموسمية المعدية بفصل الشتاء، هل هذا حقًا دقيق؟

** بشكل أساسي فإن فصل الشتاء مرتبط بقلة التهوية في البيوت، والنشاطات الخارجية بتكون أقل، لذا فإن معظم الناس يتواجدون داخل الغرف والبيوت مع نوافذ مغلقة، وهو ما يساعد على انتقال الفيروسات من خلال الرذاذ عبر الهواء، وهذا من الأسباب الرئيسية وراء انتشار تلك الأمراض في فصل الشتاء. وأيضا خلال فصل الشتاء يؤدي استنشاق الهواء الجاف البارد إلى إضعاف المناعة الرئوية بشكل عام تجاه الأمراض الالتهابية.

لذا فإن تهوية البيت ضرورية، حتى في وجود جو بارد، ولا بد أن يكون نظام التدفئة صحي أكثر وقائم على تغيير الهواء داخل المنزل من وقتٍ لآخر، خاصةً في المدن المزدحمة.

أمراض وأعراض
* الإنفلونزا، الزكام، كوفيد-19؛ ما هي الفروقات في الأعراض بين هذه الأمراض؟

** الزكام يتطابق مع الإنفلونزا في اللغة العربية، الاعتقاد الشائع هو أن الزكام هو الرشح العادي أو البرد (Common Cold)، أعراضه تكون هي وجع الحلق واحتقان الأنف، ارتفاع درجة الحرارة ووجع الجسم، ولا يكون هناك أي صداع إلا نادرًا.

أما كوفيد والإنفلونزا فإنهما يتشابهان كثيرًا، وأعراضهما تبدأ فجأة، من أعراضهما: الصداع وارتفاع درجة الحرارة، والملاحظ أن أعراض الكوفيد تمثل طيف واسع يبدأ بأعراض خفيفة جدا وصولًا إلى أعراض شديدة جدًا تضطره إلى دخول المستشفى.

أعراض الإنفلونزا تكون شديدة ولا يمكن للمريض أن يتحملها مثل الزكام، وبشكل عام فإن أعراض كل هذه الأمراض لا يجب تجاهلها، لأن بعض الأعراض يكون سببها فيروس آخر غير منتشر، ولكنه يندرج تحت عائلة فيروسات البرد العادي “Common Cold”، ويجب على كبار السن والحوامل ومن لديهم مناعة ضعيفة أن يراعوا سرعة التداوي من هذه الأمراض.

* ما هي التحليلات أو الاختبارات التي يجب أن نحصل عليها كي نطمئن ونعرف ما المرض او الفيروس الذي أصابنا؟

** اختبار الكوفيد هو الاختبار المتاح حاليًا للمريض كي يقوم به بنفسه في البيت، وأنا أنصح بإجراء هذا الاختبار حتى لو ظهرت أعراض رشح عادية خفيفة، فلا يجب أن يستخف الشخص بالأعراض حتى لو كانت بسيطة.

إذا استمرت الأعراض أو كانت كبيرة، فيجب على الشخص استشارة الطبيب، ولا أعتقد أن كل الفحوصات والاختبارات متوفرة لدى الأطباء في عياداتهم، ولكن في المشافي فإن الاختبارات والفحوصات تكون متوفرة. وأهم نقطة بالنسبة للناس بشكل عام هي الوقاية، وأهم جزء في الوقاية هي اللقاحات، إلى جانب الالتزام باشتراطات الوقاية والحرص على عدم التواجد في الأماكن المزدحمة وارتداء الكمامات وما إلى ذلك.

جدل اللقاحات
* لا يزال الجدل مستمرًا حول اللقاحات حتى الآن، لكن ما هي العلاجات المتاحة للتخفيف من أعراض الزكام والإنفلونزا والكوفيد للشرائح التي تكون إصابتها غير خطيرة؟

** أصبحت هناك أدوية للكوفيد يمكن للمصاب ان يحصل عليها من الصيدلية، مثل المضادات الفيروسية، خاصةً خلال الفترة الأولى من الإصابة، مثل عقار باكسلوفيد، ولكن له اختلاطات دوائية فيجب أن نعرف ما إذا كان المريض يأخذ مضادات الكوليسترول أو لديه مشاكل في الكلى، لأن هذا يؤثر على جرعة هذا العقار، لذا يُنصح أن تتم استشارة الطبيب إذا كان المريض يأخذ أي أدوية أو عقارات أخرى.

وهناك أدوية أخرى يمكن أخذها عند الإصابة بالإنفلونزا، ولا سيما مع ظهور أول أعراض المرض مثل ارتفاع درجة الحرارة، لكن كلما تأخرنا وازدادت أعراض المرض، فإن المضادات الفيروسية تصبح أقل فاعلية.

* لا تزال المعلومات المضللة آخذة في الانتشار حو اللقاحات، وبعض الدراسة والاستطلاعات تؤكد أن الأمريكيين لا زالوا يصدقونها، إحدى الدراسات تشير إلى أن 1 من كل 5 يعتقد أن الإصابة بالفيروس قد تكون آمنة مقارنةً بالحصول على اللقاح، كيف تعلّق على ذلك؟

** المعلومات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي من دون أن تكون من مصادر موثوقة تؤثر سلبًا، ليس فقط على المجال الطبي، وإنما حتى على الدين والسياسة وغيرها من المجالات.

لذا ننصح دائمًا باستشارة طبيب العائلة، وإذا كنا على الإنترنت فلنلجأ إلى المواقع الموثوقة مثل موقع “CDC”، ولكن لا يمكن أخذ معلوماتنا مثلًا من فيديو قام به شخص ويتحدث عن تجربة شخصية أو يذكر معلومات بلا مصدر أو سند علمي حقيقي.

من المؤسف أن الرأي العام خلال الفترة الأخيرة بات يتأثر بكل ما يسمعه، وباتت هناك حالة من عدم الثقة، فهناك من يروج إلى أن الهدف من نشر اللقاحات هو تحقيق الربح، هناك من يروج لنظريات المؤامرة حول تأثير اللقاحات على صحة الناس.

موعد أخذ اللقاحات
* للراغبين في الحصول على اللقاح، الآن اللقاحات باتت كلها متوفرة سواء لكوفيد أو الإنفلونزا، هناك من يسأل: ما هو الوقت المناسب للحصول على هذه اللقاحات؟

** بالنسبة للإنفلونزا، فإنه لقاح موسمي وفي كل عام نحاول تلقيح كل الناس، سواء الأصحاء أو كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، وذلك قبل نهاية أكتوبر، بالنسبة للقاح كوفيد فإنه غير موسمي، وإنما يعتمد على المتحورات الجديدة التي تظهر من حينٍ لآخر، ففي سبتمبر 2023 كان هناك لقاحًا جديدًا لكوفيد، ثم مع ظهور متحور جديد للمتغير أوميكرون تم اعتماد لقاح جديد.

في أغسطس الماضي ظهر متحور جديد أيضا، ومن ثمَّ ظهر لقاح جديد، وتم تعميمه الآن وبات متوافر لكل الناس، ونحن ننصح الجميع بأن يحصلوا عليه، بالنسبة للقاحات الكوفيد هي غير معروفة موعد ظهورها، لأن فيروس الكوفيد غير متوقع، وكل فترة يظهر متحور جديد له، فيتم تحديث اللقاحات لمواجهته.

نصيحة أخيرة
* نصيحة أخيرة نختم بها حلقتنا؟

** أول وأهم شيء هو أن الوقاية خيرٌ من العلاج، والوقاية تتطلب امورًا بسيطة جدًا، مثل: التباعد والتهوية وارتداء الكمامات إذا اقتضت الحاجة لذلك، وأخذ اللقاحات المنصوح بها، مع استشارة الطبيب، ونتمنى موفور الصحة للجميع.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى