كيربي يتهرب من أسئلة صحفية حول تفجيرات لبنان.. ويرفض اتهام إسرائيل وإدانتها
تهرّب منسّق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أكثر من مرّة من الإجابة عن أسئلة طرحتها عليه صحفية تتعلق بتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان، مكتفياً بالقول إنّه ليس لديه ما يضيفه.
كما رفض كيربي اتهام إسرائيل، ورفض إدانتها، وكذلك رفض الاعتراف بأن هذه التفجيرات تندرج ضمن العمليات التي حذرت منها أمريكا وترفضها، قبل أن يعيد التأكيد أنّ الولايات المتحدة لا تؤيّد فتح جبهة جديدة مع لبنان.
وسالت الصحفية كيربي قائلة: “لقد أكدت مصادرنا وأشارت التقارير بشكل واسع إلى مسؤولية إسرائيل عن هذه التفجيرات، ولكنك على نحو لافت تمتنع عن قول ذلك، لماذا؟، هل لأن هذا ليس هو تقييمكم للأمر، أم لأنكم لا تدعمون ما قامت به إسرائيل؟”.
وتهرب كيربي من الإجابة على السؤال قائلًا: “ليس لدي ما أضيفه حول هذا الأمر، وكما قلت سابقًا، أمريكا لم تشارك في هذا العمل، ولن أذهب إلى أبعد من ذلك اليوم”.
وكررت الصحفية سؤالها بصيغة ثانية قائلة: “دعنى أسألك السؤال بطريقة أخرى: هذا النوع من العمليات، تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصالات اللاسلكية، هل هذه العمليات الحربية مقبولة بالنسبة لأمريكا؟”.
فتهرب كيربي مرة أخرى وقال: “أقدّر السؤال، لكني ببساطة لن أتطرق إلى تفاصيل هذه الحادثة التي حدثت في الأيام الأخيرة بأي طريقة،
وعادت الصحفية لتكرر السؤال بطريقة ثالثة قائلة: “دعني أضيف أمرًا آخر، الجميع لا يكفون عن دعوة كل الأطراف المعنية إلى عدم التصعيد، أليس ما فعلته إسرائيل تصعيدًا رغم تحذيركم لها؟ ألم تقم إسرائيل بالتحديد بما كنتم تحذرونها منه وتطالبونها بعدم القيام به؟”.
وواصل كيربي تهربه من إجابة السؤال قائلًا: “مجددًا، لن أتطرق إلى تفاصيل حول هذه الحادثة، أعلم أن هذا محبط لكم، وأدرك لماذا تطرحين هذه الأسئلة، وكلها أسئلة مشروعة، ولكني لن أدخل في تفاصيل حول هذا، لكنني سأعيد ما قلته سابقًا بكلمات أخرى، ما زلنا لا نريد أن نرى تصعيدًا من أي نوع، ولا نعتقد أن الطريق للخروج من هذه الأزمة هو العقيام بالمزيد من العمليات العسكرية، وما زلنا نعتقد أن أفضل طريقة لتفادي التصعيد، ولتفادي فتح جبهة جديدة في لبنان هو الدبلوماسية، ولذلك اتجه هوكستين إلى المنطقة هذا الأسبوع، وسنتابع العمل على ذلك،
وكان البيت الأبيض قد نفى ضلوع الولايات المتحدة بالمشاركة في تفجير أجهزة الاتصال التي شهدها لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، في حين كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عما قالت إنه تنسيق إسرائيلي أميركي بشأن هذه التفجيرات، وأجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن 4 اتصالات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت خلال 48 ساعة.
وأوضح جون كيربي أن أمريكا غير ضالعة في تفجيرات أجهزة الاتصال بلبنان. وأكد أن واشنطن لا تزال منخرطة في جهود دبلوماسية مكثفة لمنع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وفي وقت سابق، نفى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن علْم الولايات المتحدة بهذه التفجيرات مؤكدًا أن أمريكا لم تكن متورطة فيها.
وفي السياق نفسه، قال مصدر إيراني مسؤول لـ”قناة الجزيرة” إن واشنطن أرسلت عبر طرف ثالث رسالة لطهران بأنها غير منخرطة في تفجير أجهزة النداء الآلي بلبنان.
وأضاف أن الولايات المتحدة دعت بلاده لضبط النفس بعد الحادث، مشيرًا إلى أن رسالة واشنطن تضمنت تعبيرا عن أسفها لإصابة السفير الإيراني في التفجيرات.
ورغم النفي الأميركي الرسمي، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر مطلعة أن إسرائيل أبلغت واشنطن قبل هجمات الثلاثاء بأنها ستشن عملية في لبنان دون تفاصيل. وأشارت الشبكة إلى أن المسؤولين الأميركيين ظلوا بلا اطلاع على خطط إسرائيل حتى ظهرت أخبار الانفجارات.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عما قالت إنه تنسيق مع الولايات المتحدة بشأن تفجير أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها عناصر حزب الله ومسعفون في لبنان.
وخلال الثلاثاء والأربعاء، قُتل 32 شخصا وأصيب أكثر من 3250 آخرين جراء انفجار آلاف الأجهزة اللاسلكية من نوع بيجر وأيكوم في عدة مناطق بلبنان.
ولفتت قناة “كان” -التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية- إلى وجود تنسيق مع الإدارة الأميركية بشأن عمليات التفجير النادرة التي هزت لبنان.
وقالت القناة الإسرائيلية إنه خلال الـ24 ساعة الأخيرة، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيره الأميركي. وأوضحت أن المكالمة الأولى بين غالانت وأوستن جرت الثلاثاء، قبل دقائق من موجة التفجير الأولى لأجهزة بيجر في لبنان. وقد أجريت المكالمة الثانية قبل موجة التفجير الثانية.
وفي سياق متصل، قال مصدر إسرائيلي مطلع على موجتي التفجير في لبنان لقناة “كان” تعليقا على تفجيرات الأربعاء “هذه خطوة مكملة للموجة الأولى لإيجاد شعور لدى حزب الله بأنه مطارد ومُلاحق”.
وأشار هذا المصدر إلى أنه في إسرائيل يأخذون في الاعتبار أن الوضع يمكن أن يتطور إلى حملة كبيرة في الشمال. وأضاف: “نحن في طريقنا إلى حرب إقليمية على نطاق لم نشاهده خلال الشهور الـ11 الأخيرة”. وبحسب قناة كان، فإن إسرائيل ولبنان قريبتان الآن أكثر من أي وقت مضى إلى “حرب لبنان” الثالثة.