غير الملتزمين يتخلون عن هاريس وناخبون مسلمون يدعمون جيل شتاين.. هل يدفع الديمقراطيون ثمن دعم إسرائيل؟
بينما تنشغل وسائل الإعلام في أمريكا وحول العالم بالمنافسة حامية الوطيس بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، تتجه أنظار العرب والمسلمين في أمريكا إلى مرشح ثالث بعد أن خاب أملهم في مرشحي الحزبين الرئيسيين الذين خذلوهم بشكل كبير.
وبينما رفض الناخبون العرب والمسلمين دعم ترامب في الانتخابات الماضية 2020 وكانوا أحد الأسباب الرئيسية في فوز بايدن بالرئاسة، يبدو انهم هذه المرة يتجهون إلى تجنب دعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في السباق الرئاسي المقبل، بسبب الدعم الأمريكي غير المسبوق للحرب الإسرائيلية على غزة.
ووفقًا لوكالة “رويترز” فإن الناخبين العرب والمسلمين يتجوهن لدعم المرشحة المستقلة جيل شتاين بأعداد قد تحرم هاريس من تحقيق الانتصار على ترامب في الولايات المتأرجحة التي ستقرر نتيجة انتخابات في الخامس من نوفمبر المقبل.
تصويت حاسم
وأظهرت بيانات أصدرها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) هذا الشهر استنادًا إلى استطلاع للرأي أجري في أواخر أغسطس أن 40% من الناخبين المسلمين في ميشيغان، وهي موطن مجتمع عربي أمريكي كبير، أيدوا شتاين مرشحة الحزب الأخضر. بينما حصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 18%، وجاءت هاريس في المرتبة الثالثة بنسبة 12%.
وتتقدم شتاين أيضًا على هاريس بين المسلمين في ولايتي أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان أعدادًا كبيرة من السكان المسلمين.
وحصلت شتاين على 44% من أصوات المسلمين والعرب في ويسكنسون، مقابل 39% لهاريس و8% لترامب. وفي أريزونا أيضا حصلت مرشحة حزب الخضر على 35% من أصوات المسلمين مقابل 29% لهاريس و15% لترامب.
https://twitter.com/MetroLatinoUSA/status/1834660005305287161
وكانت هاريس الخيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، بينما فاز ترامب في نيفادا بنسبة 27%، متقدما بفارق بسيط على هاريس التي حصلت على 26%، وفقا لاستطلاع أجرته منظمة كير على 1155 ناخب مسلم في جميع أنحاء البلاد. وكل هذه الولايات هي ولايات متأرجحة تأرجحت بفارق ضئيل في الانتخابات الأخيرة.
وفاز بايدن بأصوات المسلمين في عام 2020، ويُنسب إليه في بعض استطلاعات الرأي حصوله على أكثر من 80% من دعمهم، لكن دعم المسلمين للديمقراطيين انخفض بشكل حاد منذ الحرب الإسرائيلية التي استمرت قرابة عام في غزة.
في تعداد الولايات المتحدة لعام 2020، أفاد حوالي 3.5 مليون أمريكي بأنهم من أصل شرق أوسطي، وهو العام الأول الذي يتم فيه تسجيل مثل هذه البيانات. وعلى الرغم من أنهم يشكلون حوالي 1% من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة، فإن ناخبيهم قد يكونون حاسمين في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب.
خذلان هاريس
ودعت هاريس يوم الثلاثاء إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل حماس وإعادة الرهائن المحتجزين حماس في غزة. وقالت أيضًا إن إسرائيل يجب ألا تعيد احتلال القطاع الفلسطيني، ودعمت حل الدولتين.
ولكن في اجتماعات مغلقة عقدت في ميشيغان وأماكن أخرى، رفض مسؤولو حملة هاريس المناشدات بوقف أو الحد من شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، حسبما يقول زعماء المجتمع المحلي.
وقالت فاي نمر، مؤسسة غرفة التجارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومقرها ميشيغان، والتي تعمل على تعزيز التجارة الأميركية مع الشرق الأوسط: “إن عقوداً من التنظيم المجتمعي والمشاركة المدنية والتعبئة لم تسفر عن أي فائدة”. وأضافت: “نحن جزء من نسيج هذا البلد، لكن مخاوفنا لا تؤخذ بعين الاعتبار”.
ورفضت حملة هاريس التعليق على الديناميكيات المتغيرة؛ ولم يكن المسؤولون المكلفون بالتواصل مع المسلمين متاحين لإجراء مقابلات.
حملة شتاين
وتقود شتاين حملة انتخابية قوية بشأن غزة، وانتهت حملتها في عام 2016 بأكثر من 1% من الأصوات الشعبية، لكن بعض الديمقراطيين ألقوا باللوم عليها وعلى حزب الخضر في انتزاع الأصوات من الديمقراطية هيلاري كلينتون. ولا تمنح استطلاعات الرأي شتاين أي فرصة للفوز في عام 2024.
ولكن دعمها لوقف إطلاق النار الدائم في غزة، وفرض حظر فوري على الأسلحة الأميركية على إسرائيل، ودعم الحركات الطلابية لإجبار الجامعات على سحب استثماراتها في الأسلحة، كل هذا جعلها نجمة في الدوائر المؤيدة للفلسطينيين. أما زميلها في الترشح لمنصب نائب الرئيس بوتش وير، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، فهو مسلم.
https://twitter.com/TeamJillStein/status/1836785999524888708
وفي هذا الشهر تحدثت شتاين في مؤتمر “عرب كون” في ديربورن بولاية ميشيغان، وهو تجمع سنوي للأميركيين العرب، وظهرت على غلاف صحيفة “أخبار العرب الأميركيين” تحت عنوان “الاختيار 2024”.
وفي الأسبوع الماضي، في مقابلة مع برنامج “بريكفاست كلوب” الإذاعي في نيويورك، قالت: “كل صوت يتم الإدلاء به لحملتنا هو تصويت ضد الإبادة الجماعية”، وهي التهمة التي تنفيها إسرائيل.
https://twitter.com/DrJillStein/status/1836222047875461389
ووفقًا لصحيفة “ديترويت نيوز” فإن برنامج شتاين يتطرق إلى قضايا أخرى مهمة بخلاف وقف الحرب في غزة، بما في ذلك تعهداتها بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 25 دولارًا في الساعة، وتوسيع الرعاية الطبية لجميع الأمريكيين، والسيطرة على تكاليف الإيجار، وتأسيس الإصلاح البيئي، وإنهاء السجن الجماعي و”إنهاء أزمة الهجرة من خلال إنهاء السياسات الأمريكية التي تدفع هذه الأزمة”.
وهذه هي الجولة الثالثة لشتاين كمرشحة رئاسية لحزب الخضر. ففي عام 2012، حصلت على 0.36% من الأصوات الشعبية، وزادت حصتها من الأصوات الشعبية إلى 1.07% في انتخابات عام 2016. بينما حصل مرشح حزب الخضر لعام 2020، هوي هوكينز، على 0.26% من الأصوات الشعبية.
وتُظهر معظم استطلاعات الرأي على مستوى البلاد أن شتاين تحصل حاليًا على حوالي 1% من الأصوات، لكنها تتصدر بين الناخبين الأمريكيين المسلمين في ميشيغان وأريزونا وويسكونسن.
https://twitter.com/DrJillStein/status/1722641795568259561
ترامب وأصوات الأمريكيين العرب
في المقابل يجتمع ممثلو ترامب مع قادة المجتمعات الإسلامية ويعدون بالتوصل إلى سلام أسرع من الذي تستطيع هاريس تحقيقه.
وفي الوقت نفسه، استضاف فريق ترامب العشرات من الفعاليات الشخصية والافتراضية مع الأمريكيين العرب والمسلمين في ميشيغان وأريزونا، حسبما قال ريتشارد جرينيل، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية السابق في عهد ترامب.
وقال غرينيل “يعلم الزعماء العرب الأميركيون في ديترويت أن هذه هي لحظتهم لإرسال رسالة قوية إلى الحزب الديمقراطي مفادها أنه لا ينبغي الاستهانة بهم”. وقال ترامب إنه سيعمل على تأمين المزيد من اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية.
تهديد هاريس
وفقًا لرويترز فإن جهود ترامب وجاذبية شتاين قد تترجم إلى أرقام تصويت قد تهدد هاريس، خاصة وأن حزب الخضر موجود في معظم بطاقات الاقتراع في الولايات، بما في ذلك جميع الولايات المتأرجحة التي قد تقرر مصير الانتخابات، باستثناء جورجيا ونيفادا، حيث يسعى الحزب إلى ضمه إلى القائمة هناك.
وهزم بايدن ترامب في عام 2020 بفارق آلاف الأصوات فقط في بعض الولايات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى دعم الناخبين العرب والمسلمين في الولايات التي يتركزون فيها، بما في ذلك جورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.
فقد فاز بايدن بولاية ميشيغان بفارق 154 ألف صوت في عام 2020، لكن ترامب هزم الديمقراطية هيلاري كلينتون هناك بأقل من 11 ألف صوت في عام 2016.
وتضم الولاية مجموعات متداخلة تضم أكثر من 200 ألف ناخب مسجل من المسلمين و300 ألف ناخب من أصول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي فيلادلفيا، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان السود المسلمين، انضم النشطاء إلى حملة وطنية تحت عنوان “التخلي عن هاريس”. وساعدوا في تنظيم الاحتجاجات أثناء مناظرتها مع ترامب الأسبوع الماضي.
https://twitter.com/SabbySabs2/status/1836233827649290583
التخلي عن هاريس
في هذا الإطار أعلنت حركة “غير ملتزم” من الديمقراطيين المؤيدين للفلسطينيين اليوم الخميس أنها ستمتنع عن تأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس بعد أن رفضت طلبهم الأخير.
وقالت المجموعة في بيان صحفي نشرته شبكة إن بي سي نيوز: “إن عدم رغبة هاريس في التحول عن سياسة منح الأسلحة غير المشروطة إلى إسرائيل، أو حتى الإدلاء ببيان واضح لدعم احترام حقوق الإنسان في غزة جعل من المستحيل علينا تأييدها”.
وقالت المجموعة إن هاريس تعاملت معهم ببرود و”تخبط” برفضها حتى “اللفتة الصغيرة” المتمثلة في السماح لأميركي من أصل فلسطيني بالتحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي الشهر الماضي.
وأضافت: “والآن تسعى حملة نائب الرئيس إلى استمالة ديك تشيني في حين تعمل على تهميش الأصوات المناهضة للحرب، ودفعها إلى النظر في خيارات الطرف الثالث أو الجلوس جانباً في هذه الانتخابات المهمة”.
https://twitter.com/DrJillStein/status/1835733817539309762
وقالت المجموعة إن المسألة ذات الأهمية القصوى بالنسبة للناخبين المؤيدين للفلسطينيين هي إيقاف ترامب، “الذي تتضمن أجندته خططاً لتسريع وتيرة القتل في غزة مع تكثيف قمع التنظيم المناهض للحرب”.
وأضافت: “يجب علينا منع دونالد ترامب، ولهذا السبب نحث الناخبين غير الملتزمين على التصويت ضده وتجنب المرشحين من أطراف ثالثة الذين قد يعززون فرصه عن غير قصد، حيث يتفاخر ترامب علانية بأن الأطراف الثالثة ستساعد في فوزه”.
وركزت مرشحة حزب الخضر، جيل شتاين، ومرشح الحزب اليساري، كورنيل ويست، بشكل كبير على تجنيد الناخبين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، حيث اختار كل منهما نائباً أميركياً مسلماً، وتحدثا الأسبوع الماضي في تجمع للأميركيين العرب الساخطين في ديربورن بولاية ميشيغان.
ويبدو أن عملهم يؤتي ثماره، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها جماعات المصالح والتي تشير إلى أن أداء شتاين وويست أفضل كثيراً بين المسلمين والعرب الأميركيين مقارنة بأدائهما بين الأميركيين بشكل عام.
https://twitter.com/uncommittedmvmt/status/1836760479517270218
ونشأت حركة “غير الملتزمين ” نتيجة لتعبير الناخبين الديمقراطيين عن استيائهم من إدارة بايدن خلال الانتخابات التمهيدية لهذا العام، حيث كان الرئيس جو بايدن يترشح دون معارضة تقريبًا، لذا اختار الناخبون الذين كانوا يتطلعون إلى تسجيل استيائهم من دعمه لحرب إسرائيل على غزة خيار “غير الملتزمين” في بطاقات الاقتراع بدلاً من ذلك.
وانتهى الأمر بأكثر من 700 ألف ناخب إلى اختيار “غير ملتزمين”، مما أدى إلى إرسال 30 مندوباً غير ملتزم إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو.
ولكن في الواقع، كان هذا التكتل غير الملتزم غائباً وسط ما يقرب من أربعة آلاف مندوب في المؤتمر، وكان صغيراً للغاية بحيث لم يتمكن من دفع أي تغييرات في برنامج الحزب أو قواعده، ولكنه كان كبيراً بما يكفي لإجبار المنظمين على أخذ وجودهم على محمل الجد ــ فضلاً عن قدرتهم على تعطيل الإجراءات.
ومع ذلك، فضل المندوبون هاريس بشدة على بايدن، معتقدين أنها أكثر تعاطفا مع القضية الفلسطينية ويمكن إقناعها، لذلك لم يعطلوا المؤتمر، حتى بعد أن أبلغهم المنظمون أنه لن يكون هناك مكان في الجدول الزمني لمتحدث أمريكي من أصل فلسطيني.
وبدلاً من ذلك، نظم المندوبون غير الملتزمين اعتصامًا خارج قاعة المؤتمر وحددوا موعدًا نهائيًا جديدًا في 15 سبتمبر/أيلول لكي تلتقي هاريس مع العائلات الفلسطينية الأمريكية في ميشيغان الذين فقدوا أحباءهم في غزة. وبحسب المجموعة، فقد تم رفض هذا الطلب أيضًا، مما أدى إلى إصدار قرار بعدم تأييد هاريس.
وطوال الوقت، أصر المندوبون على أنهم ديمقراطيون مخلصون يحتقرون ترامب. وقالوا إنهم بحاجة إلى شيء ينقلونه إلى مجتمعهم لإظهار أنهم يستمعون إلى هاريس. لكن هذا الولاء يعني أيضًا أن حملة هاريس على الأرجح فهمت أنها كانت لها اليد العليا في أي مفاوضات مع المندوبين، الذين كانوا مترددين في القيام بأي شيء قد يساعد ترامب.
والآن، في حين أنها لا تؤيد هاريس، يبدو أن الحركة أيضا توجه مؤيديها إليها من خلال القول إن ترامب والمرشحين المستقلين أصبحوا خارج المنافسة، وتشجعهم على الخروج و”تسجيل أصوات مناهضة لترامب”.
وقالت المجموعة في إشارة إلى لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، وهي جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل: “قد ترغب القوى المؤيدة للحرب مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية في إخراجنا من الحزب الديمقراطي. لكننا هنا لنبقى”.
خيارات العرب والمسلمين
ويبدو أن الناخبين العرب والمسلمين أصبحوا في حيرة بين تخليهم عن هاريس وعدم رغبتهم في فوز ترامب، وفي هذا الإطار قال رابيول شودري، الرئيس المشارك لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في فيلادلفيا: “لدينا خيارات. إذا تعهد ترامب بإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن، فإن اللعبة ستنتهي بالنسبة لهاريس”. وقال ترامب إن الحرب لم تكن لتندلع أبدًا لو كان رئيسًا. ومن غير الواضح كيف سينهيها. ترامب مؤيد قوي لإسرائيل.
وفي جورجيا، حيث فاز بايدن في عام 2020 بأغلبية 11779 صوتًا، يحشد النشطاء 12 ألف ناخب للالتزام بحجب الأصوات عن هاريس ما لم تتحرك إدارة بايدن بحلول 10 أكتوبر لوقف جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، والمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في غزة والضفة الغربية، والتعهد بدعم قانون أمريكي يفرض حظرًا على الأسلحة على الدول المتورطة في جرائم حرب. وقد وقع الآلاف بالفعل على تعهدات مماثلة في نيوجيرسي وبنسلفانيا وويسكونسن.
وقال النائب دان كيلدي، وهو ديمقراطي من ميشيغان، إنه يشعر بالقلق إزاء التأثير الذي قد تخلفه حرب غزة في نوفمبر/تشرين الثاني. وأضاف أن هذا الأمر لا يقتصر على الأميركيين العرب والمسلمين، بل إن مجموعة أوسع نطاقاً من الناخبين الأصغر سناً وغيرهم يشعرون بالانزعاج أيضاً. وأضاف: “لا يمكن التراجع عن فكرة ما”، مضيفا أن هاريس لا تزال لديها المساحة لتغيير المسار، لكن الوقت ينفد.
https://twitter.com/DrJillStein/status/1835105108985860482
تصويت عقابي
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد سلطت أصوات العرب والمسلمين الأضواء على مرشحة حزب الخضر، جيل شتاين، التي تدعم قضية فلسطين علنًا، واختارت أمريكيًا مسلمًا لشغل منصب نائب الرئيس في حال فوزها.
ورغم تضاؤل حظوظ ستاين بالنظر إلى السيطرة التاريخية للحزبين الديمقراطي والجمهوري على البيت الأبيض، فإنها تتقدم بفارق كبير على هاريس وترامب في 3 ولايات من أصل 7 توصف بأنها “ولايات حاسمة”.
ويتجاوز عدد الناخبين المسلمين حاجز المليون صوت بقليل لكنهم يتوزعون في ولايات تحظى بأهمية كبيرة في المجمع الانتخابي الذي يملك كلمة الحسم في تحديد من سيفوز بالبيت الأبيض.
ويتركز غالبية هؤلاء في الولايات السبع المتأرجحة التي تشير الاستطلاعات والتحليلات إلى أنها صاحبة القول الفصل في الانتخابات المقبلة، حيث يتقارب المرشحان هاريس وترامب فيهما بشكل كبير جدًا.
وبالرغم من ذلك لا زال هناك انقسام في مواقف الناخبين العرب والمسلمين بشأن التصويت لـ”شتاين”، حيث يرى البعض أن التصويت لها يمثل إهدارًا للأصوات، بينما يرى آخرون ضرورة التصويت لها لمعاقبة هاريس وترامب على موقفهما من الحرب في قطاع غزة.
وسبق أن لعب العرب المسلمون دورًا كبيرًا في وصول بايدن إلى البيت الأبيض، لكنه لم يضعهم في حسبانه عندما اندلعت الحرب في غزة، ولا زالت إدارته تقدم دعمًا غير مسبوق سياسيًا وعسكريًا لإسرائيل وتدعم جرائمها ضد الفلسطينيين.
ويرى أصحاب فكرة التصويت للمرشح الثالث أن التصويت لهاريس سيجعلها لا تلتفت أبدا للأصوات المسلمة في أي انتخابات مقبلة، بينما التصويت لطرف ثالث من شأنه أن يسلط الضوء على أصوات المسلمين ويجعلهم أكثر حضورًا في أي انتخابات مقبلة.
https://twitter.com/DrJillStein/status/1834613076487749757
نظرة ترامب وهاريس
من جانبه قال المستشار السياسي في الحزب الديمقراطي، كريس لابيتينا، إن أصوات المسلمين في الولايات المتحدة ليست كبيرة، لكنها مهمة ومع ذلك لا يتم التركيز عليها بشكل كبير في وسائل الإعلام.
وأضاف في نافذة بثتها قناة الجزيرة من الولايات المتحدة إن ترامب لا يسعى للفوز بأصوات الناخبين المسلمين في الولايات المتأرجحة، ولكنه فقط لا يريد أن تذهب هذه الأصوات إلى هاريس.
بينما يمتلك فريق هاريس موارد مالية ضخمة ويقول إنه لا يزال يمتلك وقت لتصحيح الأوضاع، كما يعتمد فريق هاريس بالدرجة الأولي على الكثير من المواقف السيئة لترامب بحق المسلمين، وسيحاولون البناء على ذلك لجذب أصواتهم.
في المقابل، قال تيم كونستنتاين – نائب رئيس تحرير صحيفة واشنطن تايمز- إن هاريس ستحصل على أصوات بعض المسلمين، لكنها لن تحصل على الكثير لأنها جزء من إدارة بايدن التي لم تتخذ أي خطوة لوقف الحرب في غزة، وهي تتبنى نفس وجهة نظر بايدن.
ومع ذلك، اعتبر كونستنتاين -وهو جمهوري- أن بايدن لم يقدم دعما غير مسبوق لإسرائيل خلال الحرب، بل عمل هو وفريقه ضد نتنياهو. وأشار إلى أن اليهود الذين يصوتون تاريخيا للديمقراطييين لم يعودوا كذلك الآن.