اتفاق على موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق

كشف مسؤول عراقي رفيع المستوى أن العراق والولايات المتحدة اتفقتا على انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد على مرحلتين، الأولى تمتد من سبتمبر من العام المقبل إلى نهاية عام 2026.
وقال خالد اليعقوبي مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الأمن – في تصريحات للجزيرة- إن اللجان الفنية للبلدين اتفقت على انسحاب القوات من قاعدة عين الأسد (غرب) والعاصمة بغداد في مرحلة أولى.
وأكد أن توقيع اتفاقية انسحاب قوات التحالف والإعلان عنها مرهون بالوضع السياسي الذي تمر به المنطقة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إضافة إلى تطورات المشهد السياسي في الولايات المتحدة.
وأشار اليعقوبي إلى أن جزءًا من عملية تأجيل الإعلان عن اتفاق انسحاب قوات التحالف هو التصعيد الذي حدث في المنطقة، مؤكدا أن إعلان موعد الانسحاب يخضع لتقديرات السياسيين في العراق والولايات المتحدة.
وتعليقًا على هذا الاتفاق، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني “خطونا خطوة مهمة لحسم ملف بقاء قوات التحالف الدولي في العراق وإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة”.
ويرى مراقبون أن إعلان الاتفاق انتصار سياسي للسوداني الذي يسعى إلى تحقيق التوازن في موقف بغداد باعتبارها حليفة لكل من واشنطن وطهران اللتين على طرفي نقيض بخصوص الشرق الأوسط.
ولدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق فضلا عن 900 في سوريا المجاورة، وذلك في إطار التحالف الذي تشكل في 2014 لمحاربة داعش بعد اجتياحه مساحات شاسعة في البلدين قبل طرده من معظمها.
عراق مستقر وآمن
وكان البيان المشترك للمباحثات العراقية الأمريكية التي جرت في البيت الأبيض في شهر أبريل الماضي، قد جدد تأكيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الأمريكي جو بايدن التزامهما بعراقٍ مستقرٍ وآمن، واتفقا على أن قوات الأمن العراقية يجب أن تكون قادرة على ضمان عدم تمكن داعش من إعادة تشكيل صفوفها مرة أخرى داخل العراق؛ لتهديد الشعب العراقي أو المنطقة أو المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ووفقًا لوكالة الأنباء العراقية فقد كرر الرئيس بايدن إيمانه بأنّ عراقاً قوياً قادراً على الدفاع عن النفس أمر بالغ الأهمية للاستقرار الإقليمي، وتعزيز قدرات قوات الأمن في جميع أنحاء العراق لتأمين أراضي العراق وشعبه.
وناقش الرئيسان نجاحات التحالف في كل من العراق وسوريا بعد ما يقرب من 10 سنوات على تشكيله، حيث أدت قوات الأمن العراقية، بما في ذلك في كردستان، دوراً حاسماً في هزيمة داعش على الأرض، وأشاد الرئيسان بالتضحيات التي قدمها أفراد القوات العسكرية العراقية والأمريكية وبقية الدول الصديقة، التي خدمت جنبًا إلى جنب كشركاء خلال الحملة التاريخية ضد داعش، وكذلك المدنيون الذين قتلوا على يد داعش، بما في ذلك المجازر في معسكر سبايكر، وجبل سنجار وهيت.
وأكد رئيس مجلس الوزراء السوداني على الجهد الوطني المطلوب لهزيمة داعش وناقش أجندته الإيجابية لمواصلة إعادة بناء العراق واستعادة مكانته كمحرك للاستقرار والنمو في الشرق الأوسط الكبير.
فيما أشار الرئيس بايدن إلى أن الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش ستساعد في ضمان أمن العراق والمنطقة والعالم في المستقبل، بما ينعكس على تحقيق تطلعات الشعب العراقي في التطور الاقتصادي وجذب الاستثمار الأجنبي ولعب دور قيادي في المنطقة.
وناقش السوداني وبايدن، أيضاً، التطور الطبيعي للتحالف الدولي ضد داعش في ضوء التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال عشر سنوات، وأعرب الرئيسان عن التزامهما بعمل اللجنة العسكرية العليا المستمر ونتائجها، ومجموعات العمل الثلاث التي ستقوم بتقييم التهديد المستمر من داعش، والمتطلبات العملياتية والبيئية، وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية.
وأكد الرئيسان أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفقاً للدستور العراقي واتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة.