قالت خدمة مراقبة تغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي إن العالم مرّ بأشد فصول الصيف سخونةً في نصف الكرة الأرضية الشمالي منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وسط ازدياد الاحتباس الحراري.
وووفقًا لشبكة nbcnews فقد ذكرت خدمة «كوبرنيكوس» للتغير المناخي، في نشرة شهرية، أن الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي من يونيو إلى أغسطس هذا العام تجاوز الصيف الماضي، ليصبح الأشد حرارة في العالم.
وتبين أن أشهر الصيف كانت أعلى بمقدار 0.69 درجة مئوية عن متوسط 1991-2020 للفترة من يونيو إلى أغسطس. وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق المسجل في الفترة من يونيو إلى أغسطس من العام الماضي، والذي كان أعلى بمقدار 0.66 درجة مئوية عن متوسط خط الأساس.
وقالت سامانثا بورجيس، نائب مدير الخدمة: «خلال الأشهر الثلاثة الماضية، شهد العالم بين شهرَي يونيو وأغسطس درجات الحرارة الأعلى والأكثر سخونة، واليوم الأكثر سخونة على الإطلاق، والصيف الأعلى حرارة في نصف الكرة الأرضية الشمالي على الإطلاق».
وأضافت في بيان مكتوب: “إن هذه السلسلة من درجات الحرارة القياسية تزيد من احتمال أن يكون عام 2024 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق”.
وأكدت أن “الأحداث المتطرفة المرتبطة بدرجات الحرارة التي شهدناها هذا الصيف ستصبح أكثر شدة، مع عواقب أكثر تدميرًا على الناس والكوكب ما لم نتخذ الدول إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
وواصل تغير مناخ الكوكب مفاقمة الكوارث هذا الصيف. ففي السودان، تسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة الشهر الماضي في إلحاق أضرار بأكثر من 300 ألف شخص، وأدت إلى انتشار الكوليرا في البلاد التي مزقتها الحرب.
ووفقًا لموقع “أكسيوس” فقد شهدت أوروبا صيفًا هو الأكثر حرارة على الإطلاق، مع حدوث موجات حر مميتة بشكل متكرر أثرت على اليونان وإيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى حرائق الغابات. وخلال فصل الصيف، اجتاحت حرائق الغابات العاصمة اليونانية أثينا، وأصابت موجة الحر الشديد السياح .
ولم تقتصر الحرارة على منطقة البحر الأبيض المتوسط. ففي لونجييربين، على جزيرة سفالبارد في القطب الشمالي بالنرويج، كان شهر أغسطس هو الشهر الأكثر حرارة على الإطلاق، محطماً بذلك الأرقام القياسية السابقة، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة 11 درجة مئوية (51.8 درجة فهرنهايت).
وشهدت اليابان بعضًا من أعلى درجات الحرارة على الإطلاق خلال أواخر الصيف، كما شهدت المكسيك أيضًا موجة حر طويلة الأمد محطمة للأرقام القياسية.
بدورها، سجّلت الصين هذا العام أكثر أشهر أغسطس حراً منذ عام 1961، وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الصينية: «في أغسطس، شهدت الصين درجات حرارة مرتفعة جداً، ولفترات طويلة»، مضيفة أن «متوسط درجة الحرارة على الصعيد الوطني كان الأعلى للفترات نفسها منذ عام 1961».
وبلغ متوسط درجة الحرارة في كل أنحاء البلاد 22.6 درجة في أغسطس، أي أعلى بمقدار 1.5 درجة من الفترة نفسها من العام الاعتيادي، وفق ما أوضحت الهيئة (الخميس).
وقال جيا شيالولونغ، نائب مدير المركز الوطني للمناخ: «شهدت المناطق الشمالية عواصف رعدية متكررة ومدمّرة، في حين شهدت المناطق الجنوبية موجات حر طويلة».
وتعد الصين أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة، من حيث القيمة المطلقة، التي تسهم في هذا الاضطراب المناخي. وتعهّدت بلوغ ذروة الانبعاثات بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وتعود بيانات خدمة «كوبرنيكوس» لعام 1940، وقارنها العلماء ببيانات أخرى للتأكد من أن هذا الصيف كان الأكثر سخونة منذ فترة ما قبل الصناعة في عام 1850.
وتأتي البيانات الصادرة عن الخدمة بعد تحطيم عدد غير مسبوق من سجلات الحرارة الوطنية منذ بداية العام. وأصبح ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير أكثر احتمالا بسبب أزمة المناخ، والتي يعتبر حرق الوقود الأحفوري هو المحرك الرئيسي لها.
ودعا العلماء مرارا وتكرارا إلى خفض سريع لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لوقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية المتوسطة.