قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تأجيل البت في طلب فلسطيني باستبعاد إسرائيل من المشاركة في المنافسات الدولية للعبة الشعبية بسبب الحرب على غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بقتل أكثر من 400 رياضي فلسطيني وتخريب وتدمير 70% من المنشآت الرياضية الفلسطينية.
ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد قال الفيفا في بيان له أمس الجمعة إنه سيدرس طلبات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ضد نظيره الإسرائيلي في أكتوبر تشرين الأول المقبل.
وقدم الاتحاد الفلسطيني طلبا لاستبعاد إسرائيل، في مايو الماضي، وأمر الفيفا بإجراء تقييم قانوني عاجل، ووعد بالنظر في الأمر خلال اجتماع غير عادي لمجلسه في يوليو.
وقال الفيفا، الشهر الماضي، إنه سيعرض التقييم القانوني على مجلسه بحلول 31 أغسطس. وأعلن الاتحاد الدولي الذي يتخذ من زيورخ مقرا له إرجاء التقييم إلى أكتوبر تشرين الأول.
وقال في البيان: “تلقى الفيفا التقييم القانوني المستقل لطلبات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ضد إسرائيل، وسيُرسَل هذا التقييم إلى مجلس الفيفا لمراجعته حتى يمكن مناقشة الأمر في اجتماعه المقبل في أكتوبر”. ورفض الفيفا الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن التقييم أو الموعد المحدد لعقد الاجتماع في أكتوبر.
ويتهم الطلب الفلسطيني الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالتواطؤ في انتهاكات للقانون الدولي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية والتمييز ضد لاعبين عرب وإدراج أندية موجودة في الأراضي الفلسطينية في الدوري. ورفض الاتحاد الإسرائيلي هذه الاتهامات.
وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إن ما لا يقل عن 92 لاعبا فلسطينيا قتلوا في الحرب على غزة، ودُمرت البنية التحتية لكرة القدم وتم إيقاف الدوريات وإجبار المنتخب الوطني الفلسطيني على خوض تصفيات كأس العالم خارج أرضه.
ودعا الاتحاد الفلسطيني في طلبه الفيفا إلى إقرار “عقوبات مناسبة” ضد الفرق الإسرائيلية بما في ذلك المنتخب الوطني والأندية.
قتل وتدمير
من جانبه أكد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الفريق جبريل الرجوب، أن المؤسسات الرياضية الدولية التزمت الصمت أمام جرائم الاحتلال بحق الرياضيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الاحتلال قتل أكثر من 400 رياضي فلسطيني وأصاب واعتقل وشرّد الآلاف منهم، ودمّر حوالي 70% من المنشآت الرياضية والملاعب، وحوّل ما تبقى منها إلى مراكز اعتقال وتحقيق وتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع رفيع المستوى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ضمن جلسات المنتدى الدولي رفيع المستوى حول الشباب والسلام والأمن الذي تستضيفه العاصمة الأردنية عمان، حيث أشار الرجوب إلى أن آلاف الشباب الفلسطيني المعتقلين في السجون الإسرائيلية يعانون من السادية الاستعمارية التوسعية الإحلالية.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فقد أشار الرجوب إلى أن الشباب الفلسطيني ولدوا تحت بنادق الاحتلال وكبروا وكبرت معهم مرارة سرقة طفولتهم وحقهم بالحياة الكريمة في ظل هذا الاحتلال البغيض الذي ينشر شبح الموت ويتنكر لكل المواثيق والأعراف الدولية وحقوق الإنسان، مؤكدا أن الشباب الفلسطيني مشحون بطاقة الحياة وله أحلام وتطلعات أُسوةً بكل شباب العالم.
ولفت إلى أن نسبة الضحايا الشباب من مجموع الضحايا يشكل أكثر من 24% حيث قتل أكثر من 8672 طالبا، وأكثر من 14583 أصيبوا بجروح خلال العشرة أشهر الماضية فقط، وما زال 620 ألف طالب في قطاع غزة محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية ومعيشية صعبة جدا.
صمت عالمي
وتساءل عن موقف العالم الحر من قادة الاحتلال الذين يعلنون جهارة باستباحة دماء الشباب؟ ومن تكميم أفواه الشباب وحرمانهم من حقهم في التعبير عن رأيهم الذي يُواجه بالتهديد؟ ومن جنود الاحتلال الذين يتفاخرون عبر وسائل التواصل بعدد من قتلوهم من أطفال فلسطين ويجاهرون بالصوت والصورة بسرقة الفلسطينيين، في حين تُحجب الصور والحقائق التي تكشف زيف الرواية الصهيونية للاحتلال؟
ودعا الرجوب إلى معالجة الظروف والعوامل التي تؤدي الى صعود التطرف، مؤكدًا أن العمل على كافة بنود قرار مجلس الأمن 2250 ضرورة وطنية وقومية وعالمية لإرساء قواعد السلام عبر الشباب.
وشدد على ضرورة تفعيل البند السادس من القرار والذي يتضمن التحقيق مع المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وأشار الرجوب إلى أن دولة فلسطين تتطلع لمزيد من الدعم السياسي والمادي واللوجستي ليتسنى لها القيام بدورها نحو الشباب ولقيام الشباب الفلسطيني بدوره في تحقيق طموحاته المشروعة والمساهمة في بناء صرح السلام العالمي.
وتساءل: كيف للشباب الفلسطيني أن يقوم بدوره في الوقاية من النزاعات في حين أن 47% من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين؟ وتابع: إن كافة المعطيات على الأرض وتتبع تصريحات قيادة الاحتلال واستباحة الأرض والشجر والحجر والإنسان والحيوان تحتم على المجتمع الدولي وقفة جادة وحاسمه وتهيئة بيئة تمكن شبابنا من أداء دورهم في حفظ الأمن والسلام.
وشدد على الحاجة الماسة لتمكين وتمتين المؤسسات الدولية بقوة القانون لا قانون القوة لاسترجاع ثقة الشعوب والشباب تحديدا بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية فلا أحد يريد أن تسود شريعة الغاب إلا الوحوش.