أخبار العالم العربيالراديوقصص نجاح

قصة نجاح الأديبة والعالمة المصرية الدكتورة إيمان محمد مرزوق

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج قصة نجاح قدمنا لكم من خلالها نموذجًا مشرفًا للمرأة العربية، وهي الأديبة والعالمة المصرية د. إيمان محمد مرزوق. ضيفتنا في هذه الحلقة صاحبة رحلة نجاح متميزة بين العلم والأدب، فهي كاتبة وأديبة روائية وقاصة، وهي أيضًا عالمة وباحثة وخبيرة في مجال الفيروسات والأحياء الدقيقة، وتعمل كأستاذ لعلم الفيروسات بجامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية.

رغم صعوبة المهمة سارت د. إيمان مرزوق في رحلة البحث عن التميز في مجالين يبدوان مختلفين، وأصرت على أن تجمع بين العلم والأدب معًا، وبمجهودها ومثابرتها كتبت قصة نجاح مميزة، وبرعت في كلا المجالين، وتمكنت من أن تعيش بعقلها في المعامل العلمية والأبحاث التطبيقية، بينما تعيش بقلبها في دنيا الأدب متنقلة بين الشعر والقصة والرواية.

وُلِدَت د. إيمان مرزوق في مدينة كفر الدوار بالقرب من مدينة الإسكندرية بشمال مصر، وتخرجت من كلية الطب البيطري بجامعة الإسكندرية، ثم سافرت إلى ألمانيا، حيث حصلت هناك على درجة الدكتوراه في علم الفيروسات والأحياء الدقيقة الطبية من جامعة برلين الحرة، كما حصلت على دبلومة احترافية في إدارة الموارد البشرية من كلية نوتنج هيل البريطانية. وتميزت د. إيمان في مجال العلوم والأبحاث، حيث بلغ عدد الأبحاث العلمية المنشورة لها 38 بحثًا دوليًا في مجلات علمية عالمية رفيعة، وأشرفت على ما يزيد عن 20 مشروع تخرج في تخصص الأحياء الدقيقة الطبية.

وشاركت د. إيمان في تطوير وإعادة صياغة العديد من المناهج العلمية بالطرق العالمية الحديثة بعمادة التطوير الجامعي ومركز تنمية القيادات والقدرات بجامعة القصيم السعودية، وتم تكريمها من قبل عمادة التطوير الأكاديمي، ومركز تنمية القيادات والقدرات بجامعة القصيم السعودية على مدار 4 سنوات متتالية في الفترة من 2016 إلى 2020.

أما في مجال الأدب فقد قدمت العديد من الأعمال الأدبية البارزة، وصدر لها أربعة أعمال إبداعية وهي: مجموعة قصصية بعنوان “مجاذيب النشوى”، رواية “معبر لتين”، مجموعة قصصية بعنوان “فرق توقيت”، رواية “الشرفة الخلفية”، وهي عضو اتحاد كتاب مصر، وحائزة على جائزة ملهم في موسمها الدولي الخامس 2022 من اتحاد رواد الأعمال العرب.

د. إيمان مرزوق

النشأة والبدايات
بدأت الحلقة بالعودة إلى مرحلة الطفولة، حيث الولادة والنشأة، قالت د. إيمان مرزوق: “وُلِدت بمدينة كفر الدوار، وأنا من أصول سكندرية ونشأت في أسرة جميلة، حيث كان والدي مصارعًا عالميًا، وقد حقق نجاحات كبيرة في عالم الرياضة، وهو البطل الرياضي محمد محمد مرزوق، وكان له نشاط سياسي واضح من خلال عضويته بمجلس الشعب عن دائرة كفر الدوار، وكان من البرلمانيين النشطاء للغاية، وكان لأشرتي دورًا كبيرًا في حب القراءة وحب العمل الخيري والتواصل مع كل فئات المجتمع والإحساس بالمسؤولية تجاه وطننا، وكيفية التطوير من أنفسنا ومجتمعنا”.

عن الفترة الأولى من حياتها، قالت د. إيمان إنها كانت من المحظوظات بأن معلميها كانوا ممن يهتمون بالطلاب المبدعين والموهوبين، وكان للإذاعة المدرسية دورًا مهمًا في تعزيز مهاراتي الأدبية والكتابية خلال مراحلي الدراسية الأولى، ورغم شغفها بالالتحاق بكلية الإعلام إلا أن الظروف دفعتها للانضمام بكلية الطب البيطري.

أشارت د. إيمان إلى أنها خلال مراحل الدراسة الأولى كانت تعشق قراءة أعمال الشاعر فاروق جويدة، وكانت تبحث عن كل ديوان جديد له، إذ كانت تعشق الشعر بشكل خاص، وكانت تحب الكتابة، حيث أدركت مبكرًا مدى قوة الكلمة وأثرها.

حياة أكاديمية ناجحة
بالحديث عن العلم والحياة الأكاديمية؛ قالت د. إيمان إنها حصلت على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإسكندرية في عام 2001م، ثم بدأت حياتها العملية من خلال العمل في إحدى شركات الأدوية، وقد استعرضت خلال الحوار بعض الأمراض التي تنتقل بين الحيوانات، وكذلك من الحيوانات إلى البشر، ومدى تأثيرها عليهم، وكما تناولت ما إذا كانت الحيوانات تُصَاب بأمراضٍ نفسية، كما فرّقت بين الفيروسات والبكتريا والميكروبات.

سافرت د. إيمان في عام 2007م إلى العاصمة الألمانية برلين حيث كان زوجها مبتعثًا هناك، تضيف د. إيمان إن غرضها الأساسي لم يكن الدراسة، ولكن عندما وجدت مدى تطور العلم وتقدم الجامعات، حينها قررت أن تبدأ في التقديم على درجة الدكتوراة مباشرةً (لأن هذا متاحًا في ألمانيا، من دون الحصول على الماجستير، ولكن مع أهمية اجتياز المقابلات مع الأساتذة في الجامعات أولًا).

نجحت د. إيمان في المقابلات، وأصبحت قادرة على البدء في الدكتوراة مباشرةً دون الحصول على الماجستير، وكان موضوع رسالتها للدكتوراة عن فيروسات الإنفلونزا شديدة الضراوة، مثل إنفلونزا الطيور (H5N1) التي لديها القدرة على الانتقال من الطيور إلى الإنسان، ولفتت إلى أنها قد أجادت اللغة الألمانية خلال فترة وجودها هناك.

ورغم وجود الكثير من المميزات والفرص المتاحة للمعيشة والعمل في ألمانيا، إلا أنها قررت مع زوجها ترك ألمانيا والانتقال إلى بلاد أخرى تتشابه مع مصر في عاداتها وتقاليدها الدينية المحافظة، وذلك خوفًا على أولادهما من النشأة في مجتمع غربي منفتح للغاية.

د. إيمان مرزوق

في عالم الأدب
عن علاقتها بالأدب، قالت د. إيمان إن تلك العلاقة بدأت منذ صغرها، حيث كانت تكتب بعض النصوص ذات وزن وقافية، وفي وقتٍ لاحق تعززت هذه الموهبة من خلال المشاركة في الإذاعة المدرسية، ثم لاحقًا الكتابة على صفحات التواصل الاجتماعي، وقد شجعني الكثير من القامات الأدبية والثقافية على مواصلة الكتابة، منهم: د. شريف عابدين، الروائي رشاد بلال، الشاعر ونورس الإسكندرية جابر بسيوني، د. سحر شريف، د. بهاء حسب الله، الناقد الأدبي د. عادل يوسف، ومجموعة أخرى كبيرة من المهتمين والمشتغلين بالأدب.

وأضافت: “أتيحت لي الفرصة للكتابة على صفحات مواقع إخبارية وصفحات أخرى شهيرة، وقد حظيت بنشر الكثير من معزوفاتي الشعرية على صفحات مجلة الكواكب في باب إبداعات الكواكب، الذي يشرف عليه أ. خيري كامل”، ولفتت د. إيمان إلى أن المعزوفات الشعرية هي الأقرب إلى قلبها، ومن ثمَّ تأتي بعدها القصة القصيرة.

وأشارت إلى أن أول كتاب صدر لها هو “مجاذيب النشوى”، الذي صدر في عام 2021م، وهو عبارة عن قصص قصيرة ومعزوفات شعرية، ثم أصدرت في عام 2022م المجموعة القصصية “فرق توقيت”، ثم رواية “معبر لتين” في عام 2023م، وفي 2024م صدرت رواية “الشرفة الخلفية”.

وحول عنوان روايتها “معبر لتين”، قالت إن “لتين” هو الشيء الأكثر جمالًا، والعنوان يعبر عن حالة العبور من الحالة الصعبة باختلاف حالاتها إلى الحالة الأكثر جمالًا، وبالتالي فإن معبر لتين هي عملية العبور التي ستغير الحياة إلى الوضع الأجمل والأفضل، أما رواية “الشرفة الخلفية” فهي تعالج مشكلة مرتبطة بجريمة حدثت، وفي الإطار تعالج التغيرات التي حدثت في نسيج مجتمعاتنا العربية الحالية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى