أخبارسياحة وسفر

إدارة الطيران الفيدرالية تطلب إجراء عمليات تفتيش لطائرات بوينغ 787

قالت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية يوم الاثنين إنها ستطلب إجراء عمليات تفتيش على طائرات بوينغ 787 دريملاينر بعد حادثة وقعت في مارس الماضي، هبطت خلالها طائرة تابعة لشركة لاتام إيرلاينز فجأة في الجو مما أدى إلى إصابة أكثر من 50 راكبًا.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد قالت إدارة الطيران الفيدرالية إن السبب الواضح للسقوط في هذه الواقعة هو الحركة غير المأهولة لمقعد القبطان، مما تسبب في فصل الطيار الآلي.

ويأتي هذا التوجيه بعد أن قالت هيئة الطيران التشيلية في وقت سابق من هذا العام إن التحقيقات الأولية في حادثة 11 مارس الماضي أظهرت أن مقعد قائد الطائرة شهد “حركة لا إرادية للأمام” أثناء الرحلة، وأصيب نحو 50 راكبا عندما هوت رحلة لاتام رقم 800 فجأة 400 قدم (120 مترا) عندما كانت في طريقها إلى أوكلاند في نيوزيلندا قادمة من سيدني بأستراليا.

وقالت إدارة الطيران الفدرالية في توجيهاتها إن “الحركة الأفقية غير المسيطر عليها لمقعدي قائد الطائرة ومساعده أثناء تلك الرحلة تسببت في فصل مدخل عمود التحكم للطيار الآلي، مما أدى إلى هبوط سريع حتى تولى مساعد قائد الطائرة السيطرة عليها”.

وأشارت الهيئة إلى أنها تلقت خمسة تقارير عن مشاكل مماثلة مع مقاعد القبطان والمساعد الأول على طائرات 787، وكان آخرها في يونيو، ولا يزال اثنان منها قيد التحقيق.

وقالت الإدارة إنها ستطالب بفحص مقاعد قائد الطائرة ومساعده في طائرات معينة من طُرز “787-7″ و”787-9″ و”787-10” بحثا عن أغطية المفاتيح المفقودة أو المتشققة ومجموعات أغطية المفاتيح المتشققة أو غير الوظيفية، وذلك في غضون 30 يوما.

وأضافت: “يجب على المشغلين أيضا تنفيذ أي إجراءات تصحيحية ضرورية إذا تم العثور على مشكلات”، مشيرة إلى أن هذه التوجيهات تؤثر على 158 طائرة مسجلة في الولايات المتحدة و737 طائرة بجميع أنحاء العالم.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن “الحركة الأفقية غير المرغوب فيها لمقعد مشغول يمكن أن تسبب اضطرابا أثناء الرحلة بسبب مدخلات التحكم في الطيران، مما قد يؤدي إلى هبوط سريع للطائرة وإصابة خطيرة للركاب والطاقم”، مضيفة أنها “تصدر هذا الإعلان لمعالجة الحالة غير الآمنة لهذه المنتجات”.

وقالت بوينغ في بيان إنها تدعم بشكل كامل التوجيه “الذي يجعل منه إلزاميا لمشغلي طائرات 787”. ويعد هذا التوجيه هو الأحدث في سلسلة من الأحداث التي تستهدف لفت الانتباه إلى قضايا السلامة في شركة بوينغ.

وكانت بوينغ قد قالت أمس إنها أوقفت رحلات الاختبار على طائرتها 777-9 التي تنتظر التصديق بعد تحديد أحد المكونات بين المحرك وهيكل الطائرة على أنه فشل في الأداء أثناء فحص الصيانة.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن بوينج أبلغتها أن الشركة اكتشفت مكونًا تالفًا بعد اختبار طيران 777-9 الأسبوع الماضي.

وبدأت بوينغ في يوليو اختبار طيران الشهادة لطائرتها 777-9 التي طال انتظارها مع وجود منظمي إدارة الطيران الفيدرالية على متن الطائرة بعد تلقي تصريح فحص النوع.

والشهر الماضي، وضعت بوينغ اللمسات الأخيرة على اتفاق للاعتراف بالذنب في تهمة الاحتيال بعد أن خلص المدعون الأميركيون إلى أن الشركة انتهكت اتفاق الادعاء المؤجل بشأن حادثتي تحطم مميتتين لطائرة “737 ماكس” في عامي 2018 و2019.

وتواجه شركة الطائرات العملاقة أيضا تحقيقا جنائيا منفصلا في حادثة وقعت في يناير فقدت خلالها طائرة “737 ماكس” -التي تديرها خطوط ألاسكا الجوية- جزءا من جسمها في منتصف الرحلة.

ونهاية الشهر الماضي أعلنت بوينغ تعيين روبرت كيلي أورتبيرغ -الرئيس التنفيذي السابق لشركة روكويل كولينز- رئيسا تنفيذيا لها، بالتزامن مع إعلان الشركة تكبدها خسائر “فادحة”، وسط مشاكل تشغيلية.

ويأتي قرار تعيين أورتبيرغ، الذي دخل حيز التنفيذ في الثامن من أغسطس/آب الجاري، في الوقت الذي تسعى فيه بوينغ إلى التعافي من سلسلة من مشكلات السلامة ومراقبة الجودة التي أدت إلى تفاقم الانتقادات للشركة.

وكانت هذه الصعوبات واضحة ومؤثرة في نتائج الربع الثاني للشركة، إذ سجلت خسارة قدرها 1.4 مليار دولار، مقارنة بخسارة 149 مليون دولار العام السابق.ىوانخفضت الإيرادات بنسبة 14.6% إلى 16.9 مليار دولار.

وعكست النتائج الفصلية التأثير السلبي المستمر لقسم بوينغ التجاري، الذي عمد إلى خفض الإنتاج وتحسين ممارسات السلامة ومراقبة الجودة تحت التدقيق التنظيمي.

وأظهرت النتائج الأخيرة أيضا ضعفا كبيرا في صناعاتها الدفاعية، التي تضررت من عدد من العقود ذات الأسعار الثابتة، فضلا عن الخسائر الكبيرة بسبب مشكلات سلسلة التوريد، وارتفاع التكاليف، والمشاكل الفنية.

وواجهت بوينغ انتقادات واسعة النطاق منذ حادثة يناير عندما هبطت طائرة 737 ماكس التي تديرها شركة ألاسكا إيرلاينز اضطراريا بعد انفصال لوحة عن جسم الطائرة في أثناء الرحلة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى