أخبارفن وثقافة

وفاة نجم السينما الفرنسية آلان ديلون عن عمر 88 عامًا

تُوفي اليوم الأحد النجم العالمي آلان ديلون، أحد عمالقة السينما الفرنسية، عن عمر ناهز 88 عاما، بحسب بيان صدر عن عائلته، وكان ديلون يعاني من تدهور في حالته الصحية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن أصيب بسكتة دماغية في عام 2019.

وأكد أبناء ديلون الثلاثة في بيان صدر اليوم وفاة والدهم في الساعات الأولى من صباح اليوم. وقال البيان الصادر عن العائلة: “توفي بسلام في منزله في دوشي، محاطا بأبنائه الثلاثة وعائلته”، مضيفا أن العائلة طلبت الخصوصية في تلك المرحلة التي تمثل بالنسبة لهم لحظة حداد مؤلمة.

وجاء في البيان: “يشعر آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك (كلبه) لوبو، بحزن شديد وهم يعلنون رحيل والدهم. لقد توفي بسلام في منزله في دوشي، محاطا بأطفاله الثلاثة وعائلته (…) التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”. وأوضحوا أنه توفي “في الساعات الأولى من الليل”.

ووفقًا لموقع france24 فقد تردد اسم ديلون في ردهات المحاكم الفرنسية في السنوات الأخيرة إثر الدعوى التي رفعها أبناؤه ضد معاونته، التي اتهمت بـ”استغلال ضعفه” نظرا لأحواله الصحية، ثم أثناء نزاع فيما بينهم وصل صداه إلى وسائل الإعلام.

وكانت مسيرة الممثل الفرنسي الراحل حافلة بالعطاء في مجال الفن السابع، برز خلالها اسمه كأحد عمالقة السينما في بلد موليير بفضل مجموعة من الأعمال بينها فيلم “الشمس المتوهجة” في 1960. وتوج ديلون في 2019 بالسعفة الذهبية الفخرية عن مسيرته السينمائية الحافلة.

بداية صعبة

ولد آلان ديون في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1935 في سو بضواحي باريس، وعاش مراهقة صعبة إثر انفصال والديه عن بعضهما البعض، بعد طفولة عادية قضاها بجانب أبيه الذي كان يعمل مدير قاعة سينما، وأمه التي كانت تعمل مساعدة في صيدلية.

لكن فراقهما أثر عليه كثيرا. كما أنه انقطع مبكرا عن الدراسة، واختار الانخراط في الجندية الفرنسية في سنوات الخمسينيات، حيث شارك إلى جانب قوات بلاده في حرب الصين والهند.

ومن المفارقة أن ديلون يتذكر هذه المرحلة بانتشاء لأنه يعتبر أنه تعلم الكثير من الجيش، حيث قال في إحدى تصريحاته: “تعلمت الالتزام والاحترام… والعديد من الأشياء”، لكن هذا الانتشاء ممزوج بالحزن أيضا، لأنه فقد الكثير من أصدقائه في هذه الحرب.

نجم بالصدفة

ويعترف ديلون أنه أتى للسينما عن طريق الصدفة، إذ لم يدرس يوما في أي معهد من معاهد الفن. والنساء كن بالنسبة له المحفز الأساسي للنجاح في الأدوار السينمائية التي كان يؤديها.

ويشير ديلون بهذا الشأن إلى أن “النساء هن من نادين علي للسينما، وكنت أريد أن أرى في عيونهن أنني الأكثر وسامة والأكبر قامة والأقوى سينمائيا”.

وبزغ نجم ديلون في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم (روكو أند هيز براذرز) “روكو وإخوته” إنتاج 1960 وفيلم (ذا ليبارد) “النمر” إنتاج 1963. ولعب دور البطولة إلى جانب الممثل الفرنسي المخضرم جان جابين في فيلم (ميلودي أون سو-سول) “أي رقم يمكنه الفوز” إنتاج 1963 ومن إخراج هنري فيرنوي.

وحقق نجاحا باهرا في فيلم (لو ساموراي) “الابن الروحي” إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل. ولم يتضمن دور القاتل المأجور الفيلسوف إلا النزر اليسير من الحوار وكثيرا من المشاهد الفردية التي أبدع فيها ديلون.

وأصبح ديلون نجما في فرنسا وحظي بالإعجاب الشديد من الرجال والنساء في اليابان، إلا أنه لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأمريكية مثل بيرت لانكاستر.

السعفة الذهبية

وفي أيار/مايو 2019، عاد إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها نجم “بيربل مون” (1960) الذي حقق بفضله نجومية عالمية و”روكو أند هيز براذرز” (1960) و”ذي ليبورد” (1963) و”ذي سويمينغ بول” (1969)، “إنه يشبه لتكريم بعد الوفاة، لكنه تم وأنا على قيد الحياة”.

وأشاد العديد من النقاد السينمائيين ووسائل الإعلام بهذا التكريم، حيث اعتبروه مستحق بالنظر لما قدمه بطل فيلم “الشمس المتوهجة” للسينما الفرنسية والعالمية على السواء، لا سيما وأنه لم يسبق له أن توج بالسعفة الذهبية بهذا المهرجان ذات الصيت العالمي.

لكن هذا التكريم أثار جملة من الانتقادات من قبل الجمعيات الحقوقية، التي كانت تعتبره غير أهل لنيل هذه الجائزة، بسبب مجموعة من المواقف له عبر عنها علنيا عبر وسائل الإعلام سواء حول المرأة أو بخصوص المهاجرين، كما أنه أعلن دعمه في حملة انتخابية سابقة لحزب “التجمع الوطني” (الجبهة الوطنية سابقا)، المحسوب على اليمين المتطرف.

وعند نيله لهذه السعفة، توجهَ ديلون وقتها إلى معجبيه في نص مؤثر، بلهجة أشبه بوصية، قال فيه:

“غداة حصولي على هذه السعفة الذهبية الفخرية، أشعر برغبة في شكر جميع أولئك الذين عبروا لي بطريقة أو بأخرى عن عاطفتهم وتعاطفهم، وأكثر من ذلك”.

وأضاف بنفس النبرة: “بينما تشارف رحلتي نهايتها، أود أن أقول إني عرفت الكثير من الشغف، والكثير من الحب، والكثير من النجاحات والإخفاقات، والكثير من الجدل، والكثير من الفضائح، والقضايا المظلمة، والكثير من الذكريات، والكثير من الفرص الضائعة. واللقاءات العفوية، والكثير من الصعود والهبوط. وعندما لا تعود الأمجاد سوى ذكريات عبثية وبعيدة، ثمة أمر واحد فحسب سيبقى مشرقا باستمراريته وطول بقائه هو أنتم، أنتم وحدكم. فيا من صنعتم ما أنا عليه، ومن ستصنعون ما سأكون عليه، كان علي أن أقول لكم ذلك. أقول لكم شكرا، شكرا، شكرا”.

في ردهات المحاكم

تدهورت صحة ديلون منذ إصابته بسكتة دماغية في 2019، وكان نادرا ما يغادر منزله في منطقة فال دو لوار. وتصدر عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يُقال أحيانا إنها شريكته، متهمين إياها بـ”استغلال ضعف” والدهم.

ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للنجم الذي كان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية.

أبرز المحطات

في ما يلي بعض من أبرز التواريخ في حياة الممثل الفرنسي آلان ديلون، وفقًا لموقع france24

– 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1935: ولادة آلان ديلون في سو بضواحي باريس.

– 1960: صعود نجم آلان ديلون مع فيلم “بلان سولاي” (“Plein Soleil”) لرينيه كليمان و”روكو إيه سيه فرير” (“Rocco et ses freres”) للمخرج لوتشينو فيسكونتي، الذي صور معه أيضا فيلم “لو غيبار” (“Le Guepard”) بعد ثلاث سنوات.

– 1964: ولادة ابنه الأول أنتوني من زواجه من فرانسين كانوفاس المعروفة باسم ناتالي ديلون. وقد رُزق بولدين آخرين من عارضة الأزياء روزالي فان بريمن، وهما أنوشكا، التي أكد أنها المفضلة لديه، وآلان-فابيان.

– 1967: فيلم “لو ساموراي” لجان بيار ملفيل.

– 1969: فيلم “لا بيسين” (“La Piscine”) لجاك دوري مع رومي شنايدر، أول حب كبير في حياته. وقد تعاون ديلون مجددا مع دوري بعد عام في فيلم “بورسالينو”.

– 1976: فيلم “موسيو كلاين” لجوزيف لوسي، وهو من أفضل الأدوار في مسيرة الممثل.

– 1985: جائزة سيزار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم “نوتريستوار” (“Notre histoire”) لبرتران بلييه، وهو السيزار الوحيد في مسيرة ديلون.

– 2019: السعفة الذهبية الشرفية في مهرجان كان السينمائي، قبل إصابته بجلطة دماغية خطيرة أضعفته بشكل كبير.

– 2023: أبناء النجم الثلاثة يقدمون شكوى ضد مساعدته هيرومي رولين بتهمة ممارسة مضايقات معنوية. وقد رُدت الشكاوى وأُغلق الملف.

– 2024: أبناء الممثل يخوضون معارك في ما بينهم عبر الإعلام والقضاء. ويتهم الابنان أختهما بالتلاعب بوالدهما وإخفاء حقيقة وضعه الصحي عنهما.

– 18 آب/أغسطس 2024: أبناء آلان ديلون يعلنون وفاته، في منزله في دوشي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى