أخبار أميركاهجرة

ترامب يثير الجدل بعد تعهده بإلغاء حق المواطنة للمولودين في أمريكا

أثار الرئيس السابق، دونالد ترامب، الكثير من الجدل بعد تعهده بإلغاء حق المواطنة بالولادة في الولايات المتحدة، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.

وكان ترامب قد أطلق مقطع فيديو لحملته الانتخابية  في مايو من العام الماضي، جدد فيه دعوته لإنهاء هذا الحق الدستوري القائم منذ فترة طويلة، قائلا إنه “سيوقع على أمر تنفيذي في اليوم الأول من رئاسته، من شأنه أن يضمن عدم اعتبار الأطفال المولودين لآباء ليس لديهم وضع قانوني في الولايات المتحدة، مواطنين أميركيين”.

وقال ترامب في الفيديو: “الولايات المتحدة هي من بين الدول الوحيدة في العالم التي تقول حتى لو لم يكن أي من الوالدين مواطنا أو حتى متواجدا بشكل قانوني في البلاد، فإن أطفالهم مواطنون تلقائيا في اللحظة التي يتعدى فيها الوالدان على أراضينا”.

وبموجب اقتراح ترامب، يتعين على أحد الوالدين على الأقل أن يكون مواطنا أو مقيما قانونيا، حتى يحصل الطفل على الجنسية بالولادة، مشيرا إلى أن القرار لن يطبق بأثر رجعي.

https://twitter.com/TrumpWarRoom/status/1663537082633953282

دعاوى قضائية

ووفقًا لشبكة nbcnews فإن هذه الخطوة إذا أقدم عليها ترامب قد تفتح الباب أمام سلسلة من الدعاوى القضائية لمواجهتها، على غرار ما حدث بشأن حظر السفر الذي فرضه على دول ذات أغلبية مسلمة في ولايته السابقة.

وكان من المتعارف عليه منذ فترة طويلة أن الحصول على الجنسية بالولادة متاح بموجب التعديل الرابع عشر للدستور، والذي ينص على أن “كل الأشخاص المولودين أو المجنسين في الولايات المتحدة، والخاضعين لولايتها القضائية، هم مواطنون أميركيون”.

ويؤكد علماء القانون من جميع التوجهات الأيديولوجية أن هذا النص على أنه “واضح بذاته”، لكن هذا لم يمنع بعض المدافعين عن مكافحة الهجرة، من الضغط من أجل تقديم تفسير قانوني بديل.

وقال المحامي في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، عمر جادوت، الذي شارك من قبل في تحدي قرار حظر السفر الذي أصدره ترامب، إن قرار إلغاء حق المواطنة بالولادة سيواجه “بالدعاوى القضائية، مؤكدًا أنه يتعارض بشكل مباشر مع التعديل الرابع عشر للدستور، وسيكون في الأساس محاولة لهدم أحد أشكال الحماية الدستورية الأساسية التي كانت تشكل جزءا أساسيا من بلادنا”.

سياحة الولادة

وكان ترامب قد قال أيضًا إن الأمر التنفيذي الذي يعتزم إصداره سيتناول أيضا ما يسمى بـ”سياحة الولادة”، وهي الحالة التي يزور فيها الناس الولايات المتحدة في نهاية الحمل من أجل ضمان ولادة الطفل كمواطن أميركي.

ومن غير الواضح على وجه التحديد عدد الأطفال الذين يولدون سنويا في الولايات المتحدة لوالدين لا يحملان وثائق أميركية، أو عدد الذين يمكن وصفهم بـ “سائحي الولادة”، وفقا لصياغة ترامب.

ويقول مركز دراسات الهجرة، وهي مجموعة مناهضة للهجرة، إنه قد يكون هناك “ما يصل إلى 400 ألف طفل يولدون سنويا لآباء لا يحملون الوثائق الأميركية، وآلاف الأطفال يولدون نتيجة لسياحة الولادة كل عام”.

فيما قال مجلس الهجرة الأميركي، وهي منظمة حقوقية للمهاجرين، إنه “ليس لديه أرقام دقيقة”، لكنه أشار إلى أن هناك حاليا “ما يقدر بنحو 3.7 مليون طفل مولود في الولايات المتحدة، لديهم على الأقل أحد الوالدين دون وثائق، وهو رقم مستمد من بيانات التعداد السكاني الأميركي”.

تعهد قديم جديد

وكان ترامب قد تعهد بإنهاء حق المواطنة بالولادة عندما ترشح للرئاسة لأول مرة عام 2015، وأثار الأمر مرة أخرى في عام 2018، لكنه لم يصدر أمرا تنفيذيا بهذا الشأن.

وعلى الرغم من تعهد ترامب، فإن خطة إنهاء حق المواطنة بالولادة لم يتم ذكرها على وجه التحديد في وثيقة منصة الحزب الجمهوري لعام 2024، والتي تتضمن فصلا بعنوان “إغلاق الحدود ووقف غزو المهاجرين”.

ووفقًا لموقع “الحرة” تركز الحجة القانونية، التي قدمها دعاة مكافحة الهجرة فيما يتعلق بإلغاء حق المواطنة بالولادة، على اللغة الواردة في التعديل الرابع عشر، الذي ينص على أن الجنسية بالولادة تُمنح لأولئك “الخاضعين للولاية القضائية للولايات المتحدة”.

وقال معارضو منح الجنسية بالولادة إن “النص يعني حرمان أي شخص لا يقيم والداه في البلاد بصورة قانونية، من الحصول على الجنسية”، مشيرين إلى أنه “لا يمكن القول إن المهاجرين غير الشرعيين تحت حماية الولايات المتحدة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى