تعرف على آخر مستجدات الهجرة والترحيل وتمديد وضع الحماية المؤقتة
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
راديو صوت العرب من أمريكا فتح ملف الهجرة وسياسات بايدن وترامب للتعامل مع الهجرة لكسب السباق الرئاسي القادم وملفات أخرى هامة من ضمنها تمديد وضع الحماية المؤقتة للمهاجرين اليمنيين لمدة 18 شهرًا مع المحامي المخضرم والمختص بقضايا الهجرة والتجنس محمد الشرنوبي.
ما بين بايدن وترامب
* في ظل هذا الانقسام والتراشق اللفظي بين الحزبين، والذي أوصلنا إلى محاولة اغتيال للرئيس السابق دونالد ترامب، ولا نعلم إلى أي مدى ستصل الأمور إذا لم نبتعد عن هذه التوترات، رغم تعهد بايدن وترامب بالمحافظة على الوحدة الوطنية والابتعاد عن الانقسام. برأيك؛ ما الذي نجح فيه الرئيس الحالي في تعديل تلك السياسات واتخاذ منحى إنساني بعيدًا عن قرارات ترامب الصارمة؟
** الأمر الوحيد الذي نجح فيه هو وقف منع دخول السوريين والعراقيين واليمنيين وبعض الجنسيات الأخرى من دخول أمريكا، فهذا المنع كان قرارًا قاسيًا من ترامب عندما تولى الحكم في فترته الرئاسية الأولى، وبخلاف ذلك فقد وعد بايدن كثيرًا من الوعود ولكن لم يتم تحقيقها.
أشعر من سياسات بايدن أنه يهتم كثيرًا بجنسيات دول أمريكا الجنوبية، ربما لأن هؤلاء يصوتون عادةً في الانتخابات، وبالتالي فإن معظم قراراته الصادرة تكون لصالحهم.
* ولكن ما الذي قدمته إدارة بايدن فيما يتعلق بمسألة طلبات اللجوء؟
** من المؤسف القول إن بايدن لم يفعل أي شيء للاجئين خارج أمريكا أو اللاجئين داخلها، فمازالت الطلبات متأخرة، ولا زلت السلطات تعمل على طلبات السنوات 2015 و2016، ولا يزال هناك تأخير كبير، ولم يصدر أي قرار جديد لتسريع طلبات اللجوء، وبالتالي فإن بايدن فشل فشلًا ذريعًا في مسألة اللاجئين.
* برأيك لماذا هذا الفشل؟، ما الذي منعه؟
** لا يوجد رد صريح يمكن الإجابة به، رغم أنه إذا تمكن من اتخاذ خطوات جريئة كان سيكسب جالية كبيرة ستحيط به وبحزبه في الانتخابات القادمة، ولو تم تعليل الأمر بالإمكانات المادية، فلن يكون ردًا مقنعًا، نظرًا لأنه في 1 أبريل 2024 تم فرض رسوم تقدر بـ 600 دولار على كل معاملة عمل للاجئين، وذلك حتى يتثنى زيادة عدد موظفي وضباط اللجوء.
عمليات الترحيل
* هل نجحت إدارة بايدن في وقف عمليات الترحيل؟، هل هذا الامر صحيح؟
** أودّ أولًا التفريق ما بين ترحيل النازحين على الحدود الجنوبية، والترحيل من داخل أمريكا، إذ تم ترحيل حوالي 750 ألف فرد من على النازحين على الحدود الجنوبية خلال الـ 19 شهرًا الماضية، وهذه أعلى نسبة ترحيل منذ عام 2010.
بالنسبة لمن هم داخل أمريكا، ممن جاؤوا عن طريق الفيزا أو عن طريق الحدود، ولكنهم أصبحوا أصحاب قضايا قديمة، فإن الإدارة الأمريكية أصدرت قرارًا بشطب قضايا الترحيل، وهذه ميزة ولكن بدون مردود إيجابي، لأنها لم توفّق أوضاع الناس، والمنفعة الوحيدة من الأمر هو أنها ألغت قضايا كانت ستنتهي يومًا بترحيل بعض الأفراد.
* ماذا عن الفصل بين أفراد العائلة الواحدة، الذي فعله ترامب وقال إنه سيفعله مجددًا في حال فوزه بالرئاسة؟
** خلال الأشهر الماضية أصدر بايدن قرارًا إداريًا للأزواج الأمريكيين بإمكانية توفيق أوضاعهم داخل أمريكا، ولكن بشرط مرور 10 سنوات، من المتوقع أن يستفيد حوالي مليون شخص من هذا القرار، وتقديريًا فإن 950 ألف شخص منهم قادمين من أمريكا الجنوبية، وبالتالي نلفت مجددًا إلى أن قرارات بايدن دائمًا تكون لصالح الجنسيات القادمة من أمريكا الجنوبية.
كنا نتوقع من إدارة بايدن تحدث تغييرات كبيرة وأن نعيش عصرًا ذهبيًا للهجرة، وأن يتم إحداث تغيير شامل في قضايا وقوانين الهجرة، ولكنه للأسف فشل في تحقيق الأهداف والوعود التي نادى بها في حملته الانتخابية.
توقعات واحتمالات
* ما الذي نتوقعه من ترامب في مسألة الهجرة إذا ما فاز بالرئاسة؟
** من المعروف أن وجود المهاجرين يؤثر إيجابيًا على الاقتصاد الأمريكي، على عكس ما يروج له ترامب، وأنا أصفهم بـ “أمواج”، فهم يأتون إلى أمريكا بعلمهم وثقافتهم وأموالهم وخبراتهم، مما يسهم في تقدم وازدهار وتفوق أمريكا عالميًا.
وفيما يخص ترامب أو غيره، فإن أهم وأجمل ما يميز أمريكا أن رئيسها يأتي ثم يرحل، فلا أحد مخلّد في الحكم هنا، وأنا أبشر كل من هم في أمريكا أن لا يوجد أي خوف عليهم، فالدستور والقضاء الأمريكي سيحمي كل من هم هنا، ولكن الصعوبات والعقبات ستكون أمام من هو خارج أمريكا ويريد أن يأتي إليها.
* ما الذي تتوقعه إذا ما فاز ترامب وفانس في الانتخابات المقبلة؟
** أعتقد أن ترامب لن يترك أحدًا يدخل من الحدود الجنوبية، وسيتم تشديد الحدود، وسيعيد تشييد الجدار الفاصل على تلك الحدود مع المكسيك، وسيضع معايير قاسية للحصول على تأشيرات لدخول أمريكا، ومن المتوقع أن يمنع دخول أصحاب بعض الجنسيات؛ مثل: سوريا واليمن وليبيا وإيران، من الدخول إلى الأراضي الأمريكية.
وضع الحماية المؤقتة
* ماذا يعني تمديد وضع الحماية المؤقتة لمدة 18 شهرًا بالنسبة لليمنيين؟، هل هو قرار سياسي في هذا الوقت بالذات أم ماذا؟
** الإقامة المؤقتة “TPS” حالة للإقامة مؤقتًا في أمريكا، تُمنَح للأشخاص الذين جاؤوا إلى أمريكا للسياحة أو لفترة مؤقتة ولكنهم لا يستطيعون العودة إلى بلدهم بسبب حالة الحروب والزلازل والكوارث الطبيعية، وهذا الوضع يكون مؤقتًا إلى أن يتم حل الأمر في بلدهم.
بايدن وعد هؤلاء بأنهم سيحصلون على إقامة قانونية، ولكنه فشل وخلف وعده، وفترته الرئاسية على وشك الانتهاء دون أن ينفذ وعده الذي ذكره مرارًا وتكرارًا خلال حملته الانتخابية، وخلال بداية توليه للرئاسة.
بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يقيموا بشكل مؤقت، يمكنهم الحصول على “TPS” حيث يمكنهم حينها الحصول على تصريح عمل وتصريح سفر وسوشيال سيكيورتي، أما من يخافون من العودة إلى بلدانهم فأنا أنصحهم دائما بالتقديم على اللجوء وليس الـ “TPS”.
* هل يستطيع الشخص أن يتقدم للحصول على “TPS” وفي نفس الوقت يتقدم للحصول على اللجوء؟
** نعم، يستطيع، ولكن لهذا الأمر مساوئ، لأنه عند التقديم على اللجوء قد يرفض الضابط الطلب، نظرًا لأن الشخص لديه بالفعل “TPS”، ونفس الشيء يحدث في المحاكم، حيث يرفض القاضي طلب اللجوء لنفس السبب.
وأنا أعتقد أن قرار تمديد وضع الحماية المؤقتة لليمنيين هو قرار سياسي بامتياز لتهدئة الأوضاع خلال فترة الانتخابات، وأتوقع ان يتم تجديده أيضا حتى في أيام ترامب إذا ما فاز، وذلك لصعوبة ترحيل كل هؤلاء الأشخاص، سواء اليمنيين أو غيرهم من الجنسيات.
رسالة هامة
* ونحن مقبول على انتخابات هامة خلال الأشهر المقبلة، ما هي الرسالة التي توجهها للناخب العربي؟
** انتخب، لا يهم من ستنتخبه، الأهم أن تخرج وتتوجه للإدلاء بصوتك، صوتك سيكون مهمًا وله تأثيره، وفي المستقبل سيكون هناك وزن ومراعاة للجالية العربية ولأصواتها من الناخبين.