قادة الجالية العربية في مشيغان دعوا إلى مقاطعة خطاب نتنياهو أمام الكونغرس
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
في بيان تم إرساله الى وسائل الإعلام الأمريكية، عقد قادة المجتمع الإسلامي والعربي مؤتمرًا صحفيًا يوم 24 يوليو الساعة 10:30 صباحًا للتحدث حول تزايد القلق حول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخطابه أمام الكونغرس، هذه الفعالية أقيمت في مكتبة هنري فورد الواقعة في 16301 شارع ميشيغان، ديربورن.
هدف المؤتمر الصحفي إلى توفير منصة لقادة المجتمع للتعبير عن مدى استياء اوساط الجاليات العربية والإسلامية من زيارة نتنياهو، وتأثيرها الأوسع على المجتمعات الإسلامية والعربية في الولايات المتحدة، وتداعياتها على العلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
النقاط الرئيسية للمؤتمر الصحفي تمثلت في مناقشة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وقضايا حقوق الإنسان، ودور السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، وحول المؤتمر الصحفي ومحاور النقاش؛ استضافت الاعلامية ليلى الحسيني السيد “عماد حمد”، المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الانسان.
رمزية الفاعلية
في بداية الفقرة؛ لفت السيد عماد حمد إلى موعد المؤتمر الصحفي بالتزامن مع كلمة بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في واشنطن العاصمة، وأشار إلى مدى رمزية هذه الفاعلية في إطار حملة الاحتجاجات التي تشهدها كل المدن الأمريكية، وخاصة العاصمة واشنطن، وقال إن هناك بعض الباصات التي حملت بعض أبناء الجالية من ميشيغان إلى العاصمة للمشاركة في تلك الاحتجاجات والاعتصامات الحاشدة.
وتحدث حمد عن وجود يهود مشاركين في تلك الاحتجاجات، من المناصرين لقضية الشعب الفلسطيني والمناهضين لإسرائيل في حرب الإبادة التي تخوضها في غزة.
حدث استثنائي غريب
انتقد حمد الاعتقالات التي تتم بين صفوف المحتجين، لا سيما وأن الولايات المتحدة بلد الحريات، وأضاف: “إدارة الرئيس جو بايدن عمدت إلى وضع إسرائيل ونتنياهو فوق القانون الأمريكي والمصالح الأمريكية، وحتى فوق الإرادة الدولية والأمم المتحدة، ولذلك نرى مخالفة كل الأعراف القانونية والأخلاقية”.
وأشار حمد إلى أنه من المؤسف أنه في ظل كل الإجراءات العسكرية وحرب الإبادة التي أمر بها نتنياهو، فإنه يُكرَم ويحضر ليلقي خطابًا أمام الكونغرس، وأضاف: “من المفارقات أن رئيس مجلس النواب الأمريكي هدّد بشكل واضح وصريح أي عضو يقاطع خطاب نتنياهو أن يواجه الاعتقال، وهذه حالة لم نشهدها قط من قبل”، وتابع: “رغم أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ودستور وقانون، إلا أننا نجد معايير مزدوجة من خلال وضع إسرائيل كاستثناء فوق كل شيء”.
خطوات تكتيكية
كان من الملاحظ أن البيت الأبيض قد نأى بنفسه عن زيارة نتنياهو، من خلال ذهاب بايدن إلى تكساس يوم إلقاء نتنياهو لخطابه، فيما غابت هاريس عن الحضور، في هذا الصدد أشار حمد إلى أن “تلك الخطوات هي تكتيكية، لا تمس الجوهر والمضمون، ولن تغيّر من موقف إدارة بايدن مما يجري في غزة والضفة الغربية، فتلك إجراءات طفيفة يُراد منها التمويه والتمايز السياسي في ظل حالة الاحتجاجات الحاشدة في أمريكا وكل مدن العالم”.
ولفت حمد إلى أن الحزب الديمقراطي يدير الآن حملة انتخابية شرسة ضد ترامب، ويريدون أن يميّزوا أنفسهم بطريقة أو بأخرى عن مسار ترامب، وأشار حمد إلى أن نتنياهو هو من يدير العملية الانتخابية والمسار السياسي الأمريكي.
وقال حمد: “من الملاحظ أن الإدارة الأمريكية تريد أيضا ألا تغضب قطاع من الجمهور الإسرائيلي المنقسم حول نتنياهو، وفي ظل هذه الاعتبارات يمكننا تفسير كيفية إخراج هذا التمايز الشكلي في التعاطي مع زيارة نتنياهو لأمريكا واللقاءات المرتبة سلفًا له هنا”.
تغيرات ثانوية
حول ما إذا نجح ترامب في الوصول إلى سدة الحكم في أمريكا، واحتمالية أن يكون نهجه مختلفًا عن نهج بايدن؛ قال حمد: “من يتابع السياسة الأمريكية وفترة ترامب السابقة سيجد أنه لا يوجد أي تغييرات جوهرية تحدث في المسار أو المضمون، ستبقى إسرائيل هي رقم 1 في المعادلة، كل ما قد نشهده هي تغيرات ثانوية تكتيكية فقط، والتي قد تكون أقل حدة مما فعلته إدارة بايدن التي ساندت إسرائيل إلى أقصى الحدود”.
وحول حظوظ كامالا هاريس في الفوز بالرئاسة ومدى اختلافها عن سياسات ترامب، قال حمد: “هاريس هي جزء من إدارة بايدن، بيد أنها تحاول أن تبعد نفسها قليلًا عن النهج الذي التزمت به الإدارة الأمريكية منذ بدء الحرب على غزة، وقد لاحظنا ذلك من خلال عدم ترأسها للجلسة المشتركة التي ألقى أمامها نتنياهو خطابه، والأيام القادمة ستحدد أكثر مسار حملتها الانتخابية ومواقفها مما يجري”.
وأضاف حمد: “بالنسبة لنا كجالية عربية في أمريكا، كانت هناك حالة واسعة من النقاشات طيلة الفترة الماضية، وقد تجمعت الأصوات حول (لا لبايدن)، و(نعم لجعله رئيسًا لفترة ولاية واحدة)، وهذا الأمر قد تحقق بالفعل، والآن سنكون أمام حملة انتخابية شرسة”، وتابع: “بايدن لا يزال هو رئيس الولايات المتحدة حتى نهاية هذا العام، وبالتالي نحن أمام مهمة مزدوجة؛ بين ما تبقى من عمر هذه الإدارة، وبين ما هو قادم”.
موقف بايدن
حول موقف بايدن خلال الفترة المتبقية له في البيت الأبيض، قال حمد: “من الملاحظ أن الرئيس بايدن يريد ألا يرتبط اسمه بحرب إبادة، وموقفه هو ضعيف وقوي في نفس الوقت؛ ضعيف لأنه يفكر في مصير الحزب الديمقراطي وما سيقدمه سيكون له انعكاس مباشر على الحملة الانتخابية للحزب سواء بالخسارة أو الفوز في الانتخابات، وهذا الهاجس سيظل مسيطرًا عليه لمدة 6 أشهر قادمة، وقوي لأنه في حالة أنه سيغادر المنصب في كل الأحوال فسيحاول أن يجمّل من صورته السياسية ومن تاريخه السياسي ويخفف من رؤية الناس له كزعيم دعم حرب الإبادة في غزة”.
تضامن ورسائل
حول المؤتمر الصحفي الذي عقده قادة المجتمع الإسلامي والعربي في مكتبة هنري فورد في ديربورن، قال حمد إن المؤتمر يبعث برسالة واضحة وصريحة، أن الجالية في ميشيغان تقف متضامنة مع الاحتجاجات التي تشهدها كافة المدن الأمريكية، وخاصةً العاصمة واشنطن، في وجه مجرم الحرب بنيامين نتنياهو.
وأضاف حمد: “أردنا أيضا أن نقول لحملة ترامب، أن الجالية العربية والمسلمة لن تهدأ، ولن تستكين، ودورها سيكون حاسمًا في جولة الانتخابات القادمة”، وتابع: “لا شك أن استقبال نتنياهو في مقر الكونغرس هي وصمة عار لكل القيم الأخلاقية الأمريكية”، وأكد على أن “الجالية العربية الآن أمام موقف مفصلي وجديّ في هذه الانتخابات، فالجالية منفتحة للحوار مع حملتي ترامب وهاريس، وحيث أن الرأي العام لدينا تجاه بايدن لم يتغير، فإنه إذا ما سلكت هاريس نفس مسار بايدن، فإن قرارنا تجاهها لن يختلف عن بايدن”.
وتابع حمد: “هناك من سيصوت لمرشحين آخرين خلاف ترامب وهاريس، وهناك من ينادي بمقاطعة الانتخابات الرئاسية من الأساس، وحتى الآن من المبكر إعطاء وجهة واضحة ودقيقة لتوجه الجالية العربية والإسلامية في التصويت خلال الانتخابات المقبلة”.