مقتل وإصابة 37 شخصًا في هجوم على مسجد للشيعة في سلطنة عمان ليلة عاشوراء

أعلنت السفارة الأمريكية في سلطنة عمان عن اتخاذ إجراءات جديدة، اليوم الثلاثاء، شملت تنبيهًا أمنيًا وإلغاء للمواعيد، بعد هجوم على مسجد في العاصمة مسقط أسفر عن مقتل وإصابة 37 شخصًا.
وقالت السفارة في تنبيه أمني للمواطنين الأمريكيين: “تتابع السفارة الأمريكية التقارير الواردة عن حادث إطلاق النار في منطقة الوادي الكبير. يجب على المواطنين الأمريكيين أن يظلوا يقظين، وأن يتابعوا الأخبار المحلية ويتبعوا توجيهات السلطات المحلية”.
https://twitter.com/USEmbMuscat/status/1813040004148445286
وأشار بيان السفارة إلى أنه “تم إلغاء مواعيد التأشيرات في السفارة اليوم الثلاثاء كإجراء احترازي بعد الحادث، وقد تستأنف العمليات العادية غدًا الأربعاء”.
وأضافت أنه “سيتم إعادة جدولة جميع مواعيد التأشيرات المقررة ليوم الاثنين، 15 يوليو”، ودعت المتقدمين لطلبات التأشيرة إلى التحقق من البريد الإلكتروني بشأن التغييرات في المواعيد.
https://twitter.com/USEmbMuscat/status/1813036873058525567
هجوم دامي
وقالت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إن الشرطة والأجهزة العسكرية والأمنية أنهت إجراءات التعامل مع حادثة إطلاق النار التي وقعت مساء أمس الاثنين بمنطقة الوادي الكبير في محافظة مسقط.
وأوضحت أن الحادثة أسفرت عن مقتل 9 أشخاص بينهم 5 أشخاص ورجل شرطة بالإضافة إلى الجناة الثلاثة، كما أصيب 28 شخصًا من جنسيات مختلفة بينهم 4 من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف، وتم نقل المصابين جميعًا إلى المؤسسات الصحية لتلقي العلاج، وتتواصل عمليات التحري والبحث والتحقيقات في ملابسات الحادثة.
حادث نادر
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد وقعت عملية إطلاق نار في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين بمحيط أحد المساجد في منطقة الوادي الكبير بالعاصمة مسقط، في حادثة نادرًا ما تشهد مثلها السلطنة الخليجية الهادئة.
ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو تظهر أشخاصًا يتفرقون وسط دوي طلقات نارية قرب مسجد الإمام علي، وهم يهتفون “يا حسين” مناجاة للإمام الثالث عند الشيعة وحفيد النبي محمد.
https://twitter.com/Syaq_Post/status/1813037465759801499
ويحيي الشيعة هذا الأسبوع يوم عاشوراء الذي يستذكرون فيه مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء عام 680 (ميلادي).
وصباح اليوم الثلاثاء، كانت المنطقة لا تزال مطوقة أمنيا، وقد تعذر على المصورين والصحفيين الوصول إليها، بينما قالت الشرطة إنه “تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق”.
فيما قالت السفارة الباكستانية لدى مسقط إن 4 مواطنين باكستانيين على الأقل لقوا حتفهم، بالإضافة إلى إصابة 30 آخرين في هجوم مسقط.
وتفقد السفير الباكستاني في عُمان، عمران علي، بعض الجرحى في المستشفيات، حسب ما أفادت السفارة. فيما نشرت السفارة مقطع فيديو دعا فيه السفير الجالية الباكستانية في سلطنة عمان إلى التعاون مع السلطات المحلية وتجنب الذهاب إلى موقع إطلاق النار.
https://twitter.com/CMShehbaz/status/1813190921502224820
حوادث مشابهة
في عام 2005، أطلق مدرس سابق النار داخل مبنى حكومي في مسقط متسببا بوقوع قتيلين وجرح آخرين، قبل أن يقتل نفسه، حسب ما أفادت وكالة الأنباء العمانية حينها التي أشارت إلى أن دوافعه كانت “شخصية”.
وتعتبر مثل هذه العمليات حوادث نادرة جدا في السلطنة بخلاف الوضع في دول مجاورة. ففي مطلع العام الحالي، شهدت إيران المجاورة تفجيرين أوقعا 84 قتيلا خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وتبناهما تنظيم داعش.
وفي عام 2015، استهدف هجوم انتحاري مسجد الإمام الصادق للشيعة في العاصمة الكويتية أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 27 قتيلا و227 جريحا، في اعتداء تبناه تنظيم داعش.
وفي العام نفسه، شهدت السعودية عدة هجمات، من بينها تفجيران في يومي جمعة متتاليين في مايو 2015 استهدفا مسجدين شيعيين في المنطقة الشرقية وأسفرا عن مقتل 25 شخصا.
أما البحرين فقد شهدت على مدى سنوات اضطرابات متقطعة منذ قمع حركة احتجاج في فبراير 2011 قادتها الغالبية الشيعية التي تطالب بإقامة ملكية دستورية في المملكة التي تحكمها أسرة سنية.
وعادة ما تلتزم مسقط مواقف حيادية في النزاعات القائمة في المنطقة. ومن بين هذه النزاعات الصراع في اليمن إذ تلعب مسقط دور الوساطة بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، علما أن السلطنة هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تنضم إلى هذا التحالف، كما تستضيف السلطنة، محمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين المدعومين من إيران.
وتقيم إيران وسلطنة عمان تقليديا علاقات جيدة. ولعبت عمان خصوصا دور وساطة بين إيران والولايات المتحدة في ملفات عدة خصوصًا النووي الإيراني وتبادل سجناء بين واشنطن وطهران.